في الدنيا؛ سخر حياته لاستفزاز المسلمين، ولجأ إلى الغرب ظنًّا بهم أن يمنعوا قدر الله عنه، فماذا بعد ذلك؟
في الآخرة؛ سيتنعّم أهل الجنة برؤيته يتقلب في الجحيم خالدًا فيها أبدا!
في الجنة فتحاتٌ يمكن من خلالها النظَر إلى النار، كما قال تعالى: (فاطّلَع فرآه في سواء الجحيم).
قال ابن عباس: إن في الجنة كُوىً ينظُر أهلها منها إلى النار!
قال قتادة عن هذه الآية: سأل ربه أن يُطلِعَه، فاطّلع فرآه في سواء الجحيم يعني: في وسطها، فرأى جماجمهم تغلي فقال: (فلان؟!)
فلولا أن الله عرَّفه إياه لما عرفه!
وحين ينظرون إلى أهل النار، لا تدركهم شفقةٌ عليهم، لأنهم رأوا من عظمة الله وجمال صفاته وعطائه ما زاد يقينهم بقُبحِ كفر الكافرين، وإعلان حمد الله على مصيرهم الأليم، ولذلك يكون من نعيمِهِم الشماتة بهم، والضحكُ على ذلك العذاب الذي حاق بهم.
قال تعالى: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الأرائك ينظرون * هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون)
والمعنى -في بعض الأقوال- أنهم وهم جالسون على الأرائك، ينظرُون: هل أثيب الكفار وجوزوا بأفعالهم التي كانوا يفعلونها؟