ذكرى هزيمة بلاط الشهداء واستشهاد عبد الرحمن الغافقي. شارك بفتح الاندلس وقاد الجيش الأموي ففتح نصف فرنسا وكاد يفتح باريس، قصته من تهامة إلى فرنسا
ففي مثل هذا اليوم.
كان إستشهاد القائد عبد الرحمن الغافقي الذي وصل لأعماق فرنسا وكاد يفتح باريس.
وذلك في 15 شعبان 114 هجري
الموافق في تاريخ 732/10/10م
وهذه 10 نقاط تلخص سيرة هذا القائد العظيم:
1) هو أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقي، ولد في تهامة في حوالي عام 670م، ويعد الغافقي من التابعين فقد روي عن عبد الله بن عمر وروى عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وعبد الله بن عياض، وأورده أبو داود ومحمد بن ماجه في كتابهما.
2) بقي في تهامة إلى أن قرر في عام 703م الإنتقال إلى إفريقية للمشاركة في الجهاد، وهناك تعرف على عبد العزيز ابن الوالي موسى بن نصير، فكان من ضمن جيش موسى بن نصير الذي دخل الأندلس في عام 712م، أصبح من المقربين لأول أمير للأندلس وهو عبد العزيز بن موسى بن نصير والذي قام بتعيينه في عام 714م قائدا على الساحل الشرقي للأندلس، وخلال سنوات انشغل الغافقي في زيادة عدد جنوده.
3) في عام 721م حاول أمير الأندلس السمح بن مالك الخولاني أن يفتح فرنسا، فوقعت معركة طولوز والتي فيها قتل أمير الأندلس السمح بن مالك الخولاني فانسحب الغافقي بباقي الجيش وعاد إلى الأندلس واختاره الجيش أميرا عليها، وبقي أميرا إلى أن قام والي إفريقية بشر بن صفوان الكلبي بتعيين عنبسة بن سحيم الكلبي أميراً على الأندلس فتنازل الغافقي بعد أن حكم الأندلس لمدة شهرين فقط، وأثبت عنبسة بن سحيم الكلبي بأنه أعظم من حكم الأندلس ووصل لمناطق لم يصل لها أحد بعده، فقد فتح ثلثي فرنسا وكاد يدخل باريس لولا وفاته.
4) خلال الشهرين الذين حكمهما الغافقي استطاع أن يخمد بوادر التمرد في الولايات الشمالية، كما ثبّت السيطرة على منطقة سبتمانيا التي تقع في فرنسا، وكان يتخذ من عاصمتها أربونة مقرا له.
5) بعد أن حكم الأندلس سلسلة من الأمراء الضعفاء والذين اشعلوا الفتنة بين العرب من قيس ويمن، وانخفضت مساحة الأراضي الخاضعة لحكم أمراء الأندلس في فرنسا، فقام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بتعيين عبد الرحمن الغافقي أميراً على الأندلس في عام 730م، وبدأ عهده بإخماد تمرد البربر في الولايات الشمالية بقيادة منوسة الذي تحالف مع الفرنجة ضد العرب، فأرسل له الغافقي حملة بقيادة ابن زيان نجحت في سحق التمرد، وقتل منوسة.
6) خلال حكمه للأندلس قام ببناء القناطر الشهيرة في قرطبة والتي بمقابل القصر والجامع، وهي ثمانية عشر قوسا، طولها ثمان مئة باع، وعرضها سوى ستائرها عشرون باعا، وارتفاعها ستون ذراعا، وهي من عجائب الدنيا (الباع يساوي 197,30991 سم)
7) في عام 732 م قاد عبد الرحمن الغافقي الجيش وعبر جبال البرانس ليوسع مساحات السيطرة في فرنسا، فتقدم نحو مدينة آرل على نهر الرون، ثم هزم جيش الدوق أودو دوق أقطانيا في معركة بوردو على ضفاف نهر الغارون واجتاح أقطانيا، واستولى على عاصمتها بردال بعد حصار قصير. ومنها اتجه إلى برجونية، واستولى على ليون وبيزانسون، ووصل إلى صانص، وبهذا افتتح عبدالرحمن نصف فرنسا الجنوبي كله من الشرق إلى الغرب على خط امتد 1000 ميل في بضعة أشهر فقط.
8) بعد هزيمة الدوق أودو دوق أقطانيا هرب إلى باريس واجتمع مع شارل مارتل الذي كان الحاكم الفعلي للفرنجة، وأبلغه بالخطر القادم وبأهمية القضاء عليه، وفي عام 732م بدأ عبد الرحمن الغافقي بحملة جديدة للسيطرة على باريس عاصمة الفرنجة، فجمع شارل مارتل جيشًا عدده 80000 مقاتل من الغاليين والجرمان وزحف به لمقابلة جيش الغافقي والذي عدده 50000 مقاتل، والتقى الجيشان في وادٍ يقع بين مدينتي تور وبواتييه في معركة دامت لأكثر من سبعة أيام، وقد عرفت المعركة بإسم معركة بلاط الشهداء.
9) في اليوم الأخير، حدث خلل في صفوف جيش الغافقي نتيجة اختراق بعض رجال شارل مارتل لمعسكر الغنائم، مما دفع عدد كبير من جيش الغافقي للتراجع للدفاع عن غنائمهم. فحاول عبد الرحمن حينئذ تنظيم صفوف جيشه، ولكنه استشهد نتيجة سهم أصابه، فوقعت الفوضى في جيشه، وكان استشهاده في 15 شعبان 114 هجري الموافق في تاريخ 732/10/10م.
10) من أخطاء الغافقي الاستهانة بجيش الفرنجة والإعتقاد بأن عددهم قليل، وقد نجح شارل مارتل في إخفاء عدد جيشه بتعمد السير عبر الجبال بعكس الغافقي الذي كان يسير في مناطق مفتوحة، وكذلك أخطأ عندما ترك شارل مارتل يختار ساحة المعركة بما يناسب جيشه الذي دربه على القتال في ساحات واسعة، كما أن الغافقي لم يتبع أسلوب السيطرة بالتدريج الذي كان متبعاً في فرنسا، وكذلك لم يدرس مناخ فرنسا ووعورة مسالكها، وأخطأ أيضاً في تقدمه بعيدا عن قواعد تموين جيشه.
* المصادر:
ففي مثل هذا اليوم.
كان إستشهاد القائد عبد الرحمن الغافقي الذي وصل لأعماق فرنسا وكاد يفتح باريس.
وذلك في 15 شعبان 114 هجري
الموافق في تاريخ 732/10/10م
وهذه 10 نقاط تلخص سيرة هذا القائد العظيم:
1) هو أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقي، ولد في تهامة في حوالي عام 670م، ويعد الغافقي من التابعين فقد روي عن عبد الله بن عمر وروى عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وعبد الله بن عياض، وأورده أبو داود ومحمد بن ماجه في كتابهما.
2) بقي في تهامة إلى أن قرر في عام 703م الإنتقال إلى إفريقية للمشاركة في الجهاد، وهناك تعرف على عبد العزيز ابن الوالي موسى بن نصير، فكان من ضمن جيش موسى بن نصير الذي دخل الأندلس في عام 712م، أصبح من المقربين لأول أمير للأندلس وهو عبد العزيز بن موسى بن نصير والذي قام بتعيينه في عام 714م قائدا على الساحل الشرقي للأندلس، وخلال سنوات انشغل الغافقي في زيادة عدد جنوده.
3) في عام 721م حاول أمير الأندلس السمح بن مالك الخولاني أن يفتح فرنسا، فوقعت معركة طولوز والتي فيها قتل أمير الأندلس السمح بن مالك الخولاني فانسحب الغافقي بباقي الجيش وعاد إلى الأندلس واختاره الجيش أميرا عليها، وبقي أميرا إلى أن قام والي إفريقية بشر بن صفوان الكلبي بتعيين عنبسة بن سحيم الكلبي أميراً على الأندلس فتنازل الغافقي بعد أن حكم الأندلس لمدة شهرين فقط، وأثبت عنبسة بن سحيم الكلبي بأنه أعظم من حكم الأندلس ووصل لمناطق لم يصل لها أحد بعده، فقد فتح ثلثي فرنسا وكاد يدخل باريس لولا وفاته.
4) خلال الشهرين الذين حكمهما الغافقي استطاع أن يخمد بوادر التمرد في الولايات الشمالية، كما ثبّت السيطرة على منطقة سبتمانيا التي تقع في فرنسا، وكان يتخذ من عاصمتها أربونة مقرا له.
5) بعد أن حكم الأندلس سلسلة من الأمراء الضعفاء والذين اشعلوا الفتنة بين العرب من قيس ويمن، وانخفضت مساحة الأراضي الخاضعة لحكم أمراء الأندلس في فرنسا، فقام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بتعيين عبد الرحمن الغافقي أميراً على الأندلس في عام 730م، وبدأ عهده بإخماد تمرد البربر في الولايات الشمالية بقيادة منوسة الذي تحالف مع الفرنجة ضد العرب، فأرسل له الغافقي حملة بقيادة ابن زيان نجحت في سحق التمرد، وقتل منوسة.
6) خلال حكمه للأندلس قام ببناء القناطر الشهيرة في قرطبة والتي بمقابل القصر والجامع، وهي ثمانية عشر قوسا، طولها ثمان مئة باع، وعرضها سوى ستائرها عشرون باعا، وارتفاعها ستون ذراعا، وهي من عجائب الدنيا (الباع يساوي 197,30991 سم)
7) في عام 732 م قاد عبد الرحمن الغافقي الجيش وعبر جبال البرانس ليوسع مساحات السيطرة في فرنسا، فتقدم نحو مدينة آرل على نهر الرون، ثم هزم جيش الدوق أودو دوق أقطانيا في معركة بوردو على ضفاف نهر الغارون واجتاح أقطانيا، واستولى على عاصمتها بردال بعد حصار قصير. ومنها اتجه إلى برجونية، واستولى على ليون وبيزانسون، ووصل إلى صانص، وبهذا افتتح عبدالرحمن نصف فرنسا الجنوبي كله من الشرق إلى الغرب على خط امتد 1000 ميل في بضعة أشهر فقط.
8) بعد هزيمة الدوق أودو دوق أقطانيا هرب إلى باريس واجتمع مع شارل مارتل الذي كان الحاكم الفعلي للفرنجة، وأبلغه بالخطر القادم وبأهمية القضاء عليه، وفي عام 732م بدأ عبد الرحمن الغافقي بحملة جديدة للسيطرة على باريس عاصمة الفرنجة، فجمع شارل مارتل جيشًا عدده 80000 مقاتل من الغاليين والجرمان وزحف به لمقابلة جيش الغافقي والذي عدده 50000 مقاتل، والتقى الجيشان في وادٍ يقع بين مدينتي تور وبواتييه في معركة دامت لأكثر من سبعة أيام، وقد عرفت المعركة بإسم معركة بلاط الشهداء.
9) في اليوم الأخير، حدث خلل في صفوف جيش الغافقي نتيجة اختراق بعض رجال شارل مارتل لمعسكر الغنائم، مما دفع عدد كبير من جيش الغافقي للتراجع للدفاع عن غنائمهم. فحاول عبد الرحمن حينئذ تنظيم صفوف جيشه، ولكنه استشهد نتيجة سهم أصابه، فوقعت الفوضى في جيشه، وكان استشهاده في 15 شعبان 114 هجري الموافق في تاريخ 732/10/10م.
10) من أخطاء الغافقي الاستهانة بجيش الفرنجة والإعتقاد بأن عددهم قليل، وقد نجح شارل مارتل في إخفاء عدد جيشه بتعمد السير عبر الجبال بعكس الغافقي الذي كان يسير في مناطق مفتوحة، وكذلك أخطأ عندما ترك شارل مارتل يختار ساحة المعركة بما يناسب جيشه الذي دربه على القتال في ساحات واسعة، كما أن الغافقي لم يتبع أسلوب السيطرة بالتدريج الذي كان متبعاً في فرنسا، وكذلك لم يدرس مناخ فرنسا ووعورة مسالكها، وأخطأ أيضاً في تقدمه بعيدا عن قواعد تموين جيشه.
* المصادر: