{قصة مخيفة عن فتنة النساء}
✍️القصة رويت بإسناد إلى ﻋﺒﺪﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ قال:
ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ اﻟﺮﻭﻡ، ﻓﺼﺤﺒﻨﺎ ﺷﺎﺏٌ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﺃﻓﻘﻪ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﺃﻓﺮﺽ. ﺻﺎﺋﻢ اﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻗﺎﺋﻢ اﻟﻠﻴﻞ، ونزلنا بحصن وعسكرنا أياماً
وكان هذا الشاب إذا جنَّ الليل خرج يصلي في الليل ويناجي ربه وكانت امرأةٌ من النصارى تطُل من خوخة لها في الحصن لاتزال تطل من وراء الحصن ترقبه وتسمع القرآن
ﻓﻤﺎﻝ الشاب عنا يوماً، ﻭﻧﺰﻝ ﺑﻘﺮﺏ اﻟﺤﺼﻦ، حصنٌ لم نؤمر بالنزول فيه، ﻓﻨﻈﺮ إليها وهي ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻭﺭاء اﻟﺤﺼﻦ، وكانت من أجمل ما خلق الله وكأن الشمس تجري في وجهها
فكان يدنو من الحصن ويرقُبها وكنا نخاف عليه سهام العدو من شدة القرب، فلما كثر ذلك وأدمنه عشقها وتعلق قلبه بها حتى أنه لم يملك نفسه ودنا مخاطراً بنفسه يوماً وقال ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﻣﻴﺔ: «ﻛﻴﻒ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻴﻚ؟» ﻗﺎﻟﺖ: «ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻨﺼﺮ» فقال: «معاذ الله» ثم ذهب، ورجع بعد أيام وقال: «والله إني مشغولٌ بك في صلاتي وتلاوتي للقرآن فكيف السبيل إليكِ» قالت: «تنصر ﻭﻧﻔﺘﺢ ﻟﻚ اﻟﺒﺎﺏ وأدخلك الحصن ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻚ»
ﻓﻔﻌﻞ وأُدخل الحصن، فما راعاهم إلا وهو معها ويلبس الصليب عند الخوخة..
ﻗﺎﻝ: «ﻓﻘﻀﻴﻨﺎ ﻏﺰاﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻐﻢ. ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﺮﻯ ﺫﻟﻚ الشاب وكأنه ولد ﻣﻦ ﺻﻠﺒﻪ وتنصَّر،
ﺛﻢ ﻋﺪﻧﺎ بعد فترة ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻤﺮﺭﻧﺎ ﺑﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ اﻟﺤﺼﻦ ﻣﻊ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ»، ﻓﻘﻠﻨﺎ: «ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻗﺮﺁﻧﻚ؟ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻤﻚ؟ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺻﻼﺗﻚ ﻭﺻﻴﺎﻣﻚ؟»
ﻗﺎﻝ: «اﻋﻠﻤﻮا ﺃﻧﻲ ﻧُﺴِّﻴﺖ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻪ، ﻣﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ (ﺭُﺑُﻤﺎ ﻳﻮﺩُّ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﺫﺭﻫﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮا ﻭﻳﺘﻤﺘﻌﻮا ﻭﻳﻠﻬﻬﻢ اﻷﻣﻞ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ)»
فقلنا: «هذا رجلٌ أضله الله على علم»
قال عبدة بن عبد الرحيم: «فلما ولينا ومشينا غير بعيد فإذا بسوادٌ يلحق بنا، فإذا هي المرأة التي أدخلته الحصن فأقبلنا عليها وقلنا فتنتي هذا الولد عن دينه»
فقالت: «رويدكم والله ما كنت أُطِل عليه إلا لأسمع الذي كان يتلوه، وما أصعدته إلا لأسمع الذي كان يقرأه، فنسي كل شيءٍ دفعة واحدة فما انتفعت به، أفيكم من يتلوا ما كان يتلوه» فتُلي عليها، فقالت: «هذا والله الحق الذي كنتُ أسمعه»
فأسلمت ورجعت معهم مسلمة وبقي هو في الحصن مع النصارى يلبس الصليب، فسبحان مقلب القلوب
📚المصادر
"ابن الجوزي" _ في كتابه {تاريخ الملوك والأمم}
"أبو بكر البيهقي" _ في كتابه {شعب الإيمان}..
🤲نسأل الله السلامة والثبات على الحق..🤲
✍️القصة رويت بإسناد إلى ﻋﺒﺪﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ قال:
ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ اﻟﺮﻭﻡ، ﻓﺼﺤﺒﻨﺎ ﺷﺎﺏٌ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﺃﻓﻘﻪ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﺃﻓﺮﺽ. ﺻﺎﺋﻢ اﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻗﺎﺋﻢ اﻟﻠﻴﻞ، ونزلنا بحصن وعسكرنا أياماً
وكان هذا الشاب إذا جنَّ الليل خرج يصلي في الليل ويناجي ربه وكانت امرأةٌ من النصارى تطُل من خوخة لها في الحصن لاتزال تطل من وراء الحصن ترقبه وتسمع القرآن
ﻓﻤﺎﻝ الشاب عنا يوماً، ﻭﻧﺰﻝ ﺑﻘﺮﺏ اﻟﺤﺼﻦ، حصنٌ لم نؤمر بالنزول فيه، ﻓﻨﻈﺮ إليها وهي ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻭﺭاء اﻟﺤﺼﻦ، وكانت من أجمل ما خلق الله وكأن الشمس تجري في وجهها
فكان يدنو من الحصن ويرقُبها وكنا نخاف عليه سهام العدو من شدة القرب، فلما كثر ذلك وأدمنه عشقها وتعلق قلبه بها حتى أنه لم يملك نفسه ودنا مخاطراً بنفسه يوماً وقال ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻭﻣﻴﺔ: «ﻛﻴﻒ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻴﻚ؟» ﻗﺎﻟﺖ: «ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻨﺼﺮ» فقال: «معاذ الله» ثم ذهب، ورجع بعد أيام وقال: «والله إني مشغولٌ بك في صلاتي وتلاوتي للقرآن فكيف السبيل إليكِ» قالت: «تنصر ﻭﻧﻔﺘﺢ ﻟﻚ اﻟﺒﺎﺏ وأدخلك الحصن ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻚ»
ﻓﻔﻌﻞ وأُدخل الحصن، فما راعاهم إلا وهو معها ويلبس الصليب عند الخوخة..
ﻗﺎﻝ: «ﻓﻘﻀﻴﻨﺎ ﻏﺰاﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻐﻢ. ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﺮﻯ ﺫﻟﻚ الشاب وكأنه ولد ﻣﻦ ﺻﻠﺒﻪ وتنصَّر،
ﺛﻢ ﻋﺪﻧﺎ بعد فترة ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻤﺮﺭﻧﺎ ﺑﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ اﻟﺤﺼﻦ ﻣﻊ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ»، ﻓﻘﻠﻨﺎ: «ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻗﺮﺁﻧﻚ؟ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻤﻚ؟ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺻﻼﺗﻚ ﻭﺻﻴﺎﻣﻚ؟»
ﻗﺎﻝ: «اﻋﻠﻤﻮا ﺃﻧﻲ ﻧُﺴِّﻴﺖ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻪ، ﻣﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ (ﺭُﺑُﻤﺎ ﻳﻮﺩُّ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﺫﺭﻫﻢ ﻳﺄﻛﻠﻮا ﻭﻳﺘﻤﺘﻌﻮا ﻭﻳﻠﻬﻬﻢ اﻷﻣﻞ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ)»
فقلنا: «هذا رجلٌ أضله الله على علم»
قال عبدة بن عبد الرحيم: «فلما ولينا ومشينا غير بعيد فإذا بسوادٌ يلحق بنا، فإذا هي المرأة التي أدخلته الحصن فأقبلنا عليها وقلنا فتنتي هذا الولد عن دينه»
فقالت: «رويدكم والله ما كنت أُطِل عليه إلا لأسمع الذي كان يتلوه، وما أصعدته إلا لأسمع الذي كان يقرأه، فنسي كل شيءٍ دفعة واحدة فما انتفعت به، أفيكم من يتلوا ما كان يتلوه» فتُلي عليها، فقالت: «هذا والله الحق الذي كنتُ أسمعه»
فأسلمت ورجعت معهم مسلمة وبقي هو في الحصن مع النصارى يلبس الصليب، فسبحان مقلب القلوب
📚المصادر
"ابن الجوزي" _ في كتابه {تاريخ الملوك والأمم}
"أبو بكر البيهقي" _ في كتابه {شعب الإيمان}..
🤲نسأل الله السلامة والثبات على الحق..🤲