القرآن عظيم وكلنا نعرف عظمته لكن قد نرى ممن هو محب للقرآن يتلوه كثيرًا ومع ذلك يوجد شيء في القلب مثل الفجوة إتجاه القرآن ولا يعرف لِما هو يرى نفسه قريب من القرآن لكن الحالة الشعورية تخبره بأنه بعيد، هذا الحال ناتج من حال الشخص وكيف يتعامل مع القرآن، هل فكرت يومًا تتلو القرآن طلبًا لرضا الله وهدايته والإقتباس من نوره وعدم هجرانه والإعتبار بالقصص التي جاءت فيه، والعيش تحت ظلال الآيات، هذه المعاني تعيد إلى قلبك عظمة القرآن وتشعر أن القرآن كنز كنز حقيقي وأنه غنيمة وأنه شيء عظيم يستحق أن يأخذ منك الوقت الطويل خلال يومك، لو نتفكّر في حالنا لوجدنا أن بعض أيامنا أو كلها والله المستعان نتلو القرآن لأجل إتمام الورد اليومي وبكل أسف نفقد الهدف الأساسي من قراءتنا للقرآن وقلوبنا هي هي لم تتغير للأفضل ولم ترتقي في المقامات العلية، حتى أن بعضنا تفكيره إتجاه القرآن لأجل حصد الحسنات فقط يتلو ويتلو دون تأمل واستشعار والعيش الحقيقي مع الآيات، هذا لا بأس به، بل هو مسلك حسن ولكن ينبغي أن نعطي القرآن حقّه ونتيقن أنّ من تلاه طلبًا للهداية وصلاح قلبه يجد من الأثر البالغ على نفسه أكثر ممن يتلوه دون تفكّر، ونحن مستفيدون من جوانب عديدة إذ قرأنا القرآن بقلب حاضر وعقل واعي واستشعارًا أنه كلام الحي القيوم سنجد نظرتنا لكل شيء مختلفة سنشعر قلوبنا طاهرة متعلقة في السماء لِما حواها من كلام ربّ السماء، اللهمّ بلغنا ولا تحرمنا.