يفتئد القلب على ملايين المنسيين الليلة وكل ليلة، الذي يكتوون بنار الفقد والوحشة وحدهم، ذلك المرابط الذي لم يتبقَّ غيره على جبهته لم يعد ولو ساعةً إلى أهله حيث لم يعد له أهل، وتلك العفيفة الرضيَّة التي استشهد زوجها ومعيل بيتها وأولادها وباتت تواجه المجهول وحدها بين ركام غزة، وهؤلاء المشردين الذين تسفك دماؤهم بأيدٍ لعينة في بيداوات السودان، وليس في المدى أكثر من الصدى.