إن من يكذب على نفسه، ويرضى أن تنطلي عليه أكاذيبه، يصل من ذلك إلى أن يصبح عاجزًا عن رؤية الحقيقة في أي موضع، فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله، وهو ينتهي أخيرًا، لهذا السبب، إلى فقد احترامه لنفسه واحترامه لغيره. وإذا أصبح لا يحترم أحدًا، أصبح لا يحب أحدًا، فإذا هو من أجل أن يتسلى، لأنه أصبح بغير حب، يستسلم للأهواء ويندفع وراء الملذات الخسيسة، فيهوي عندئذٍ إلى قاع الرذيلة، ويصل من ذلك إلى درجة الحيوانية، وما هذا إلا لأنه يكذب بغير انقطاع، يكذب على غيره ويكذب على نفسه.
- دوستويفسكي، الأخوة كارامازوف.
- دوستويفسكي، الأخوة كارامازوف.