وقفة عند عِصمةِ العقيلةِ وجانبٍ مِن عُلُوِّ شأنِها ومنزلتِها في ثقافةِ العِترة
:
❂ يقولُ إمامُنا السجّاد في حقِّ عمّتِهِ العقيلة:
(وأنتِ بحمدِ اللهِ عالمةٌ غيرُ مُعلَّمة، فَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
هذه الكلمةُ عميقةٌ جدّاً.. إنّها تُشيرُ في مضمونِها إلى جانبٍ مِن جوانبِ عظمةِ المقامِ الزينبي،
فالعقيلةُ كينونةٌ مُختلفةٌ عن الآخرين؛ وقطعاً الحديثُ هنا عن الشيعةِ أصحابِ المنازلِ العالية،
فالعقيلةُ مِن شيعةِ أهلِ البيتِ في المراتبِ العالية، وكذلك أبو الفضلِ العبّاس وعليُّ الأكبر، والسيّدةُ المعصومة،
والأنبياءُ أيضاً هم شيعةٌ لأهلِ البيت،
فالعقيلةُ كينونةٌ مُختلفةٌ عن شيعةِ أهلِ البيتِ أصحابِ المراتبِ العالية؛
فعِلْمُ العقيلةِ مِن دون تعليم، وفَهمُها مِن دون تفهيم، وهذه المرتبةُ تفوقُ مرتبةَ الأنبياء!
هذه الكلمةُ العميقةُ لإمامِنا السجّاد لن نستطيعَ سَبْرَ شيءٍ مِن أغوارِها إلّا بالتأمُّلِ في آياتِ القرآنِ الّتي اشتملت على هذين العنوانين (التعليم والتفهيم)
فإذاً رجعنا إلى الآيتين(78 و79) مِن سورةِ الأنبياء:
{وداوودُ وسُليمانُ إذ يحكُمانِ في الحَرثِ إذ نفشت فيه غنَمُ القومِ وكُنّا لِحُكمِهم شاهدين*ففهّمناها سُليمان وكُلّاً آتينا حُكماً وعِلماً..}
هاتان الآيتان تتحدّثان عن حكايةٍ حدثت في زمنِ النبيَّينِ؛ (داوود وسليمان)
والباري تعالى يقولُ في حقِّ سُليمان: {ففهّمناها سُليمان}
وسُليمانُ نبيٌّ، وهو عبدٌ صالحٌ شهيدٌ صِدّيق، لكنّه لم يكن مُرسلاً، كان نبيّاً، فكان مُحتاجاً إلى تفهيم،
أمّا العقيلةُ فهي في غِنىً عن التفهيم، مِثلما قال عنها إمامُنا السجّاد (عالمةٌ غيرُ مُعلَّمة وفَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
فالإمامُ استخدم في كلامِهِ نفسَ المُصطلح القرآني (التفهيم) الذي جاء في قولِهِ: {ففهّمناها سُليمان}
والإمام هو القرآنُ الناطق، فلا يُوجدُ اختلافٌ بين منطقِ المعصوم ومنطقِ القرآن
فسُليمانُ النبيّ بحاجةٍ إلى تفهيم بنصِّ القرآن: ﴿ففهّمناها سليمان﴾
وسُليمانُ النبيّ هو الّذي وصيّهُ آصِفُ بن برخيا الّذي جاء بعرشِ بلقيس مِن اليمنِ إلى فلسطين كما نقرأ في سورةِ النمل:
﴿قال الّذي عندهُ عِلمٌ مِن الكتابِ أنا آتيك به قبلَ أن يرتدَّ إليك طرفُك﴾
وبحسبِ تأويلِ أهلِ البيتِ لِقُرآنهم فإنّ آصف كان عندهُ حرفٌ واحد مِن حروفِ علمِ الكتاب،
وبعلمِهِ بهذا الحرفِ وأسرارِهِ جاء بالعرشِ لسُليمان مِن اليمن إلى بلادِ الشام في نفسِ الّلحظةِ {قبلَ أن يرتدَّ إليك طَرفُك} والقصّةُ معروفة،
وإنّما ذكرناها هنا كي نعرفَ عظمةَ العلومِ الّتي عند الأنبياء
فآصِفُ كان دون سُليمان النبيّ في المرتبة، والّذي عند آصِف هو حرفٌ واحد من حروفِ الإسمِ الأعظم، ورغمَ ذلك فإنّ سُليمان بحاجةٍ إلى تفهيم،
أمّا العقيلةُ فهي مِثلما قال لها إمامُنا السجّاد:
(وأنتِ بحمدِ اللهِ عالمِةٌ غيرُ مُعَلَّمة وفَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
فمرتبتُها تفوقُ مرتبةَ الأنبياء (والحديثُ هنا قطعاً عن سائر الأنبياء وليس عن نبيّنا وآلِهِ الأطهار)
فعِصمةُ الأئِمّةِ الأربعةَ عشر لا تُماثِلُها عِصمة، عِصمتُهم عِصمةُ اللهِ كما نقرأ في دعاءِ شهرِ رجب المرويّ عن إمامِ زمانِنا، حين يتحدّثُ الدعاءُ عن حقائقِ أهلِ البيتِ النوريّةِ يقول:
(لا فرقَ بينك وبينها إلّا أنّهم عبادكَ وخلقُك)
يعني لا فرقَ بينك ياربّ وبين حقائقِ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ النوريّةِ سوى أنّهم عبادُك وخلقُك،
هذا هو تعريفُ عِصمةِ محمّدٍ وآلِ محمّد
فلا يختلطُ الأمرُ عليكم حين نتحدّثُ عن عِصمةِ العقيلةِ أو عن عِصمةِ أبي الفضلِ العبّاس أو عن غيرِهما، فتتصوّرون أنّ هذه العِصمةَ كعِصمةِ الأئمّةِ الأربعةَ عشر،
فليس هناك مِن وجهِ مُقاربة،
صحيح أنّ عِصمةَ العقيلة أعلى شأناً مِن عِصمةِ الأنبياء، لكن ليس هناك مِن وجهِ مُقاربةٍ بين عِصمةِ الأئمّةِ الأربعةَ عشر وبين ما نتحدّثُ به هنا عن عِصمة العقيلة
عِصمةُ العقيلةِ وكذلك عِصمةُ العبّاس وعِصمةُ شيعةِ أهلِ البيتِ الّذين هم أعلى رتبةً مِن الأنبياء.. هؤلاء عِصمتُهم عِصمةٌ برزخيّة؛ إنّها عصمةٌ أعلى مِن عصمةِ الأنبياء ولكنّها دون عِصمةِ الأئمّةِ الأربعة عشر
فهذا الخِطاب مِن إمامِنا السجّاد لِعمّتِهِ العقيلة يُشير إلى عظمةِ مقامِها وأنّها في عِصمتِها أعلى رُتبةً مِن الأنبياء،
والسبب:
لأنّ العِصمةَ في حقيقتِها إذا رددناها إلى أُصولِها، فمَرَدُّها إلى العِلم،
فإنّ الذي يعلمُ بحقائق الأمور(فيعرفُ الحقَّ كُلّه ويعرفُ الباطل كُلّه، ويعرفُ حقائقَ المعاصي والأمور القبيحة) فإنّه لا يفعلُها لِعلمِهِ بحقائقها،
ولذا كانت عِصمةُ العقيلةِ أعلى رُتبةً مِن عِصمةِ الأنبياء؛ لأنّ عِلمَ العقيلةِ أرقى مِن عِلمِ الأنبياء، فالعقيلةُ بحسبِ كلامِ إمامِنا السجّاد عالمةٌ غيرُ مُعلّمة وفهِمةٌ غيرُ مُفهَّمة
وهذه الحقيقةُ تتّضحُ أكثر حين نتأمّل في مِثالٍ قرآنيٍّ آخر
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1F3A9SsseK/
#الثقافة_الزهرائية
:
❂ يقولُ إمامُنا السجّاد في حقِّ عمّتِهِ العقيلة:
(وأنتِ بحمدِ اللهِ عالمةٌ غيرُ مُعلَّمة، فَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
هذه الكلمةُ عميقةٌ جدّاً.. إنّها تُشيرُ في مضمونِها إلى جانبٍ مِن جوانبِ عظمةِ المقامِ الزينبي،
فالعقيلةُ كينونةٌ مُختلفةٌ عن الآخرين؛ وقطعاً الحديثُ هنا عن الشيعةِ أصحابِ المنازلِ العالية،
فالعقيلةُ مِن شيعةِ أهلِ البيتِ في المراتبِ العالية، وكذلك أبو الفضلِ العبّاس وعليُّ الأكبر، والسيّدةُ المعصومة،
والأنبياءُ أيضاً هم شيعةٌ لأهلِ البيت،
فالعقيلةُ كينونةٌ مُختلفةٌ عن شيعةِ أهلِ البيتِ أصحابِ المراتبِ العالية؛
فعِلْمُ العقيلةِ مِن دون تعليم، وفَهمُها مِن دون تفهيم، وهذه المرتبةُ تفوقُ مرتبةَ الأنبياء!
هذه الكلمةُ العميقةُ لإمامِنا السجّاد لن نستطيعَ سَبْرَ شيءٍ مِن أغوارِها إلّا بالتأمُّلِ في آياتِ القرآنِ الّتي اشتملت على هذين العنوانين (التعليم والتفهيم)
فإذاً رجعنا إلى الآيتين(78 و79) مِن سورةِ الأنبياء:
{وداوودُ وسُليمانُ إذ يحكُمانِ في الحَرثِ إذ نفشت فيه غنَمُ القومِ وكُنّا لِحُكمِهم شاهدين*ففهّمناها سُليمان وكُلّاً آتينا حُكماً وعِلماً..}
هاتان الآيتان تتحدّثان عن حكايةٍ حدثت في زمنِ النبيَّينِ؛ (داوود وسليمان)
والباري تعالى يقولُ في حقِّ سُليمان: {ففهّمناها سُليمان}
وسُليمانُ نبيٌّ، وهو عبدٌ صالحٌ شهيدٌ صِدّيق، لكنّه لم يكن مُرسلاً، كان نبيّاً، فكان مُحتاجاً إلى تفهيم،
أمّا العقيلةُ فهي في غِنىً عن التفهيم، مِثلما قال عنها إمامُنا السجّاد (عالمةٌ غيرُ مُعلَّمة وفَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
فالإمامُ استخدم في كلامِهِ نفسَ المُصطلح القرآني (التفهيم) الذي جاء في قولِهِ: {ففهّمناها سُليمان}
والإمام هو القرآنُ الناطق، فلا يُوجدُ اختلافٌ بين منطقِ المعصوم ومنطقِ القرآن
فسُليمانُ النبيّ بحاجةٍ إلى تفهيم بنصِّ القرآن: ﴿ففهّمناها سليمان﴾
وسُليمانُ النبيّ هو الّذي وصيّهُ آصِفُ بن برخيا الّذي جاء بعرشِ بلقيس مِن اليمنِ إلى فلسطين كما نقرأ في سورةِ النمل:
﴿قال الّذي عندهُ عِلمٌ مِن الكتابِ أنا آتيك به قبلَ أن يرتدَّ إليك طرفُك﴾
وبحسبِ تأويلِ أهلِ البيتِ لِقُرآنهم فإنّ آصف كان عندهُ حرفٌ واحد مِن حروفِ علمِ الكتاب،
وبعلمِهِ بهذا الحرفِ وأسرارِهِ جاء بالعرشِ لسُليمان مِن اليمن إلى بلادِ الشام في نفسِ الّلحظةِ {قبلَ أن يرتدَّ إليك طَرفُك} والقصّةُ معروفة،
وإنّما ذكرناها هنا كي نعرفَ عظمةَ العلومِ الّتي عند الأنبياء
فآصِفُ كان دون سُليمان النبيّ في المرتبة، والّذي عند آصِف هو حرفٌ واحد من حروفِ الإسمِ الأعظم، ورغمَ ذلك فإنّ سُليمان بحاجةٍ إلى تفهيم،
أمّا العقيلةُ فهي مِثلما قال لها إمامُنا السجّاد:
(وأنتِ بحمدِ اللهِ عالمِةٌ غيرُ مُعَلَّمة وفَهِمَةٌ غيرُ مُفهَّمة)
فمرتبتُها تفوقُ مرتبةَ الأنبياء (والحديثُ هنا قطعاً عن سائر الأنبياء وليس عن نبيّنا وآلِهِ الأطهار)
فعِصمةُ الأئِمّةِ الأربعةَ عشر لا تُماثِلُها عِصمة، عِصمتُهم عِصمةُ اللهِ كما نقرأ في دعاءِ شهرِ رجب المرويّ عن إمامِ زمانِنا، حين يتحدّثُ الدعاءُ عن حقائقِ أهلِ البيتِ النوريّةِ يقول:
(لا فرقَ بينك وبينها إلّا أنّهم عبادكَ وخلقُك)
يعني لا فرقَ بينك ياربّ وبين حقائقِ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ النوريّةِ سوى أنّهم عبادُك وخلقُك،
هذا هو تعريفُ عِصمةِ محمّدٍ وآلِ محمّد
فلا يختلطُ الأمرُ عليكم حين نتحدّثُ عن عِصمةِ العقيلةِ أو عن عِصمةِ أبي الفضلِ العبّاس أو عن غيرِهما، فتتصوّرون أنّ هذه العِصمةَ كعِصمةِ الأئمّةِ الأربعةَ عشر،
فليس هناك مِن وجهِ مُقاربة،
صحيح أنّ عِصمةَ العقيلة أعلى شأناً مِن عِصمةِ الأنبياء، لكن ليس هناك مِن وجهِ مُقاربةٍ بين عِصمةِ الأئمّةِ الأربعةَ عشر وبين ما نتحدّثُ به هنا عن عِصمة العقيلة
عِصمةُ العقيلةِ وكذلك عِصمةُ العبّاس وعِصمةُ شيعةِ أهلِ البيتِ الّذين هم أعلى رتبةً مِن الأنبياء.. هؤلاء عِصمتُهم عِصمةٌ برزخيّة؛ إنّها عصمةٌ أعلى مِن عصمةِ الأنبياء ولكنّها دون عِصمةِ الأئمّةِ الأربعة عشر
فهذا الخِطاب مِن إمامِنا السجّاد لِعمّتِهِ العقيلة يُشير إلى عظمةِ مقامِها وأنّها في عِصمتِها أعلى رُتبةً مِن الأنبياء،
والسبب:
لأنّ العِصمةَ في حقيقتِها إذا رددناها إلى أُصولِها، فمَرَدُّها إلى العِلم،
فإنّ الذي يعلمُ بحقائق الأمور(فيعرفُ الحقَّ كُلّه ويعرفُ الباطل كُلّه، ويعرفُ حقائقَ المعاصي والأمور القبيحة) فإنّه لا يفعلُها لِعلمِهِ بحقائقها،
ولذا كانت عِصمةُ العقيلةِ أعلى رُتبةً مِن عِصمةِ الأنبياء؛ لأنّ عِلمَ العقيلةِ أرقى مِن عِلمِ الأنبياء، فالعقيلةُ بحسبِ كلامِ إمامِنا السجّاد عالمةٌ غيرُ مُعلّمة وفهِمةٌ غيرُ مُفهَّمة
وهذه الحقيقةُ تتّضحُ أكثر حين نتأمّل في مِثالٍ قرآنيٍّ آخر
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1F3A9SsseK/
#الثقافة_الزهرائية