رسالة بلا عنوان
لا أعلم كيف أبدأ هذه الكلمات، ولا أعلم إن كانت ستصل إلى من يجب أن تصل إليه يومًا. لكنني أشعر بحاجة ملحة لأن أكتبها، وكأنني أُخفف عن نفسي عبء سنوات من الألم والتردد.
في حياتي مررت بكثير من الخسارات، بعضها كان متوقعًا وبعضها الآخر أصابني في الصميم. خسرت أشخاصًا كنت أظن أنهم ثابتون كالشمس، لكن خسارتهم كانت مجرد جروح عابرة مقارنة بتلك التي تركت أثرًا عميقًا في قلبي.
أحيانًا، أتساءل: هل كان يمكن أن يتغير شيء لو أن الظروف كانت مختلفة؟ لو أنني كنت شخصًا آخر، أنقى، أقوى، أو أكثر اتزانًا، هل كنت سأحمي ما كان لي؟ لكن يبدو أن الحياة دائمًا تختبرنا في لحظات ضعفنا، وتجعلنا نواجه أكثر الأمور قسوة ونحن أقل استعدادًا.
لقد مررتُ بمرحلة فقدت فيها كل ما كنت أعرفه عن نفسي. انطفأت من الداخل، وتحولت إلى شخص لم أعد أتعرف عليه. أصبحت قاسية على نفسي وعلى الآخرين، وكأنني أردت أن أؤذي قبل أن أتأذى. قسوتي لم تكن إلا درعًا هشًا أحتمي به من الخوف والخذلان.
وفي خضم هذا التيه، ظهر نور. شعرتُ وكأن الحياة تمنحني فرصة أخيرة، يد تمتد لتسحبني من عزلتي. لكن للأسف، بدلاً من أن أحتضن هذه الفرصة، دفعتها بعيدًا. كنت غارقة في خوفي وشكوكي لدرجة أنني لم أستطع الثقة بأي شيء.
لم أكن أدرك حينها كم كنت أحتاج إلى تلك اليد التي امتدت نحوي. لم أكن أفهم أن الحب ليس ضعفًا، وأن القوة ليست في الابتعاد أو إغلاق القلب، بل في الشجاعة على العطاء والاحتواء.
اليوم، وأنا أنظر إلى الماضي، أجد نفسي ممتلئة بالندم والأسف. ليس على ما فقدته فحسب، بل على ما كنت عليه وما فعلته بنفسي وبمن أحبوني. أعلم أن الاعتذار قد لا يمحو الألم الذي سببته، لكنني أكتب هذه الكلمات كنوع من المصالحة مع نفسي ومع كل من أذيتهم.
تعلمت درسًا مهمًا: الحب ليس فقط شعورًا جميلًا نعيشه، بل مسؤولية. مسؤولية أن نحمي من نحب، حتى من أنفسنا إن لزم الأمر. وأن نكون صادقين مع قلوبنا ومع الآخرين، مهما كان ذلك صعبًا.
أكتب هذه الرسالة اليوم، لا لأطلب الصفح، بل لأقول إنني أجد نفسي أخيرًا. أعود إلى تلك الفتاة التي كنتها، الفتاة التي كانت ترى الخير في كل شيء، والتي لم تسمح للألم أن يغيرها.
لمن قد يقرأ هذه الكلمات، أرجو أن تظل كما أنت. لا تدع الألم يشوه نقاء قلبك، ولا تسمح للخسارات أن تسلب منك القدرة على الحب.
هذه رسالة بلا عنوان، لكنها مليئة بالامتنان لكل من مر بحياتي وترك أثرًا، ولكل درس علّمني أن أكون أقوى وأصدق مع نفسي.
بقلبٍ يحمل الألم، لكنه ممتن لكل ما مضى.
-تُقى جبر
لا أعلم كيف أبدأ هذه الكلمات، ولا أعلم إن كانت ستصل إلى من يجب أن تصل إليه يومًا. لكنني أشعر بحاجة ملحة لأن أكتبها، وكأنني أُخفف عن نفسي عبء سنوات من الألم والتردد.
في حياتي مررت بكثير من الخسارات، بعضها كان متوقعًا وبعضها الآخر أصابني في الصميم. خسرت أشخاصًا كنت أظن أنهم ثابتون كالشمس، لكن خسارتهم كانت مجرد جروح عابرة مقارنة بتلك التي تركت أثرًا عميقًا في قلبي.
أحيانًا، أتساءل: هل كان يمكن أن يتغير شيء لو أن الظروف كانت مختلفة؟ لو أنني كنت شخصًا آخر، أنقى، أقوى، أو أكثر اتزانًا، هل كنت سأحمي ما كان لي؟ لكن يبدو أن الحياة دائمًا تختبرنا في لحظات ضعفنا، وتجعلنا نواجه أكثر الأمور قسوة ونحن أقل استعدادًا.
لقد مررتُ بمرحلة فقدت فيها كل ما كنت أعرفه عن نفسي. انطفأت من الداخل، وتحولت إلى شخص لم أعد أتعرف عليه. أصبحت قاسية على نفسي وعلى الآخرين، وكأنني أردت أن أؤذي قبل أن أتأذى. قسوتي لم تكن إلا درعًا هشًا أحتمي به من الخوف والخذلان.
وفي خضم هذا التيه، ظهر نور. شعرتُ وكأن الحياة تمنحني فرصة أخيرة، يد تمتد لتسحبني من عزلتي. لكن للأسف، بدلاً من أن أحتضن هذه الفرصة، دفعتها بعيدًا. كنت غارقة في خوفي وشكوكي لدرجة أنني لم أستطع الثقة بأي شيء.
لم أكن أدرك حينها كم كنت أحتاج إلى تلك اليد التي امتدت نحوي. لم أكن أفهم أن الحب ليس ضعفًا، وأن القوة ليست في الابتعاد أو إغلاق القلب، بل في الشجاعة على العطاء والاحتواء.
اليوم، وأنا أنظر إلى الماضي، أجد نفسي ممتلئة بالندم والأسف. ليس على ما فقدته فحسب، بل على ما كنت عليه وما فعلته بنفسي وبمن أحبوني. أعلم أن الاعتذار قد لا يمحو الألم الذي سببته، لكنني أكتب هذه الكلمات كنوع من المصالحة مع نفسي ومع كل من أذيتهم.
تعلمت درسًا مهمًا: الحب ليس فقط شعورًا جميلًا نعيشه، بل مسؤولية. مسؤولية أن نحمي من نحب، حتى من أنفسنا إن لزم الأمر. وأن نكون صادقين مع قلوبنا ومع الآخرين، مهما كان ذلك صعبًا.
أكتب هذه الرسالة اليوم، لا لأطلب الصفح، بل لأقول إنني أجد نفسي أخيرًا. أعود إلى تلك الفتاة التي كنتها، الفتاة التي كانت ترى الخير في كل شيء، والتي لم تسمح للألم أن يغيرها.
لمن قد يقرأ هذه الكلمات، أرجو أن تظل كما أنت. لا تدع الألم يشوه نقاء قلبك، ولا تسمح للخسارات أن تسلب منك القدرة على الحب.
هذه رسالة بلا عنوان، لكنها مليئة بالامتنان لكل من مر بحياتي وترك أثرًا، ولكل درس علّمني أن أكون أقوى وأصدق مع نفسي.
بقلبٍ يحمل الألم، لكنه ممتن لكل ما مضى.
-تُقى جبر