(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ)
تعليم و تربية العائلة
من الواضح أنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عامّة علی جميع الناس و لا تخصّ بعضا دون آخر. غير أنّ مسئولية الإنسان تجاه زوجته و أبنائه أكد من غيرها و أشدّ إلزاما، كما يتجلّی ذلك بشكل واضح من الروايات الواردة في مصادر عديدة، و كذلك الآيات السابقة التي تدعو الإنسان لأن يبذل أقصی جهده لتربية أهله و تعليمهم، و نهيهم عن ارتكاب الذنوب و حثّهم علی اكتساب الخيرات، و لا ينبغي عليه أن يقنع و يكتفي بتوفير الغذاء الجسمي لهم.
و بما أنّ المجتمع عبارة عن عدد معيّن من وحدات صغيرة تدعی «العائلة» فإنّ الاهتمام بالعائلة و تربيتها تربية إسلامية صحيحة سيجعل أمر إصلاح المجتمع أسهل و أيسر.
و تبرز هذه المسؤولية أكثر و تكتسب أهميّة خاصّة في العصر الراهن، حيث تجتاح المجتمع موجات من الفساد و الضلال الخطرة، و تحتاج إلی وضع برنامج دقيق و مدروس لتربية العائلة لمواجهة هذه الموجات دون التأثّر بها و الانجراف مع تيارها.
فنار الآخرة ليست هي النار الوحيدة التي يكون مصدرها الإنسان نفسه و من داخله، بل نار الدنيا هي الاخری تستمدّ وجودها من هذا الإنسان، لهذا يجب علی كلّ إنسان أن يقي نفسه و عائلته من هذه النار.
جاء في الحديث أنّ أحد الصحابة سأل النبي بعد نزول الآية السابقة: كيف أقي أهلي و نفسي من نار جهنّم، فأجابه صلّی اللّه عليه و آله و سلّم:
«تأمرهم بما أمر اللّه، و تنهاهم عمّا نهاهم اللّه، إن أطاعوك كنت قد وقيتهم، و إن عصوك كنت قد قضيت ما عليك» [نور الثقلين، ج ٥، ص ٣٧٢.]٤.
و
في حديث آخر جامع و لطيف عن الرّسول صلّی اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: «ألا كلّكم راع و كلّكم مسئول عن رعيته، فالأمير علی الناس راع و هو مسئول عن رعيته، و الرجل راع علی أهل بيته و هو مسئول عنهم، و المرأة راعية علی أهل بيت بعلها و ولده و هي مسئولة عنهم، ألا فكلّكم راع و كلّكم مسئول عن رعيته» [مجموعة ورام)، ج ١، ص ٦.]٥.
و نختم هذا البحث
بحديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام في تفسير هذه الآية قال فيه: «علّموا أنفسكم و أهليكم الخير و أدّبوهم»
📚تفسير الامثل
https://t.me/lbikHussein
تعليم و تربية العائلة
من الواضح أنّ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة عامّة علی جميع الناس و لا تخصّ بعضا دون آخر. غير أنّ مسئولية الإنسان تجاه زوجته و أبنائه أكد من غيرها و أشدّ إلزاما، كما يتجلّی ذلك بشكل واضح من الروايات الواردة في مصادر عديدة، و كذلك الآيات السابقة التي تدعو الإنسان لأن يبذل أقصی جهده لتربية أهله و تعليمهم، و نهيهم عن ارتكاب الذنوب و حثّهم علی اكتساب الخيرات، و لا ينبغي عليه أن يقنع و يكتفي بتوفير الغذاء الجسمي لهم.
و بما أنّ المجتمع عبارة عن عدد معيّن من وحدات صغيرة تدعی «العائلة» فإنّ الاهتمام بالعائلة و تربيتها تربية إسلامية صحيحة سيجعل أمر إصلاح المجتمع أسهل و أيسر.
و تبرز هذه المسؤولية أكثر و تكتسب أهميّة خاصّة في العصر الراهن، حيث تجتاح المجتمع موجات من الفساد و الضلال الخطرة، و تحتاج إلی وضع برنامج دقيق و مدروس لتربية العائلة لمواجهة هذه الموجات دون التأثّر بها و الانجراف مع تيارها.
فنار الآخرة ليست هي النار الوحيدة التي يكون مصدرها الإنسان نفسه و من داخله، بل نار الدنيا هي الاخری تستمدّ وجودها من هذا الإنسان، لهذا يجب علی كلّ إنسان أن يقي نفسه و عائلته من هذه النار.
جاء في الحديث أنّ أحد الصحابة سأل النبي بعد نزول الآية السابقة: كيف أقي أهلي و نفسي من نار جهنّم، فأجابه صلّی اللّه عليه و آله و سلّم:
«تأمرهم بما أمر اللّه، و تنهاهم عمّا نهاهم اللّه، إن أطاعوك كنت قد وقيتهم، و إن عصوك كنت قد قضيت ما عليك» [نور الثقلين، ج ٥، ص ٣٧٢.]٤.
و
في حديث آخر جامع و لطيف عن الرّسول صلّی اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: «ألا كلّكم راع و كلّكم مسئول عن رعيته، فالأمير علی الناس راع و هو مسئول عن رعيته، و الرجل راع علی أهل بيته و هو مسئول عنهم، و المرأة راعية علی أهل بيت بعلها و ولده و هي مسئولة عنهم، ألا فكلّكم راع و كلّكم مسئول عن رعيته» [مجموعة ورام)، ج ١، ص ٦.]٥.
و نختم هذا البحث
بحديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام في تفسير هذه الآية قال فيه: «علّموا أنفسكم و أهليكم الخير و أدّبوهم»
📚تفسير الامثل
https://t.me/lbikHussein