الجزء الثاني- رقم الفتوى ( 53 ) #الكفر #نواقض_الإسلام
📌السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما حكم من قتل رجل سب الله او كفر بالله عز و جل ؟
و هل يجوز قتل الذي يسب الله و نبيه حالاً ؟
✍️ الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
من المؤسف أن يردنا مثل هذا السؤال، بل إني لأتعجب أن هناك من يسب الله وهو يدعي الإسلام وقد ولد في اسرة مسلمة من أبوين مسلمين، يسمع الأذان خمس مرات في اليوم ونساء أهل بيته يرتدين الحجاب، لكنه اذا جلس مع أصحابه في سهرة للعب "الشدة" واحتد الخلاف بين اللاعبين بدأ الغضب يسيطر على عقله وظهر منه سوء الخلق وتلفظ بأشنع وأقبح الألفاظ من سب للأعراض وسب للدين وسب لله سبحانه وتعالى والعياذ بالله.
واعلم أخي المسلم أن من سب الله أو الدين أو الرسول فقد خرج بأحد هذه الأفعال من الدين ويكون بذلك مرتداً خارجاً عن الإسلام.
ومن الألفاظ التي مرت علينا وننوه عليها هنا من باب بيان أنها كفر أكبر مخرج من الملة: اسكت يا الله، أو اسمع يا الله، أو كرهني الله، أو عَوَّفني الله، بدي أعوفو الله، أو بدي أخلص من ال الله تبعه، أو أنا بتحدي الله تبعك، أو أنا بكره الله تبعك...وهناك غير ذلك من الألفاظ المكفرة التي انتشرت بسبب الجهل وغياب الوعي الإسلامي وغياب الرادع.
وبعد هذا نأتي الى سؤالك في حكم من قتل من ارتد عن الدين بسبه لله تعالى.. فأقول مستعيناً بالله...جزاك الله خيرًا على هذا السؤال فإنه ان دل على شيء دل على حرصك وغيرتك على الدين. لكن اعلم أن لكل انسان في المجتمع دور لا بد أن يتقيد به. واذا خرج الانسان عن دوره وأصبح يقوم بدور غيره لاختلط ميزان المجتمع ولعمت الفوضى. وإن لم تكن من أصحاب السلطة في المجتمع يجب عليك أن تتقيد بالإنكار بالكلمة، وقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عيله وسلم: ((مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ)) (مسلم 49).
والقدرة لا تعنى استطاعة الانسان القيام بالأمر فحسب، بل لا بد من النظر الى المسؤولية المنوطة به وهل له الصلاحية في التدخل في مثل هذه الأمور أم لا. والتعامل مع مسائل التكفير يجب أن تعود الى القضاء للنظر فيها ولاستتابة صاحبها. ولكن يجب عليك كمصلح التفتيش عن سبب وجود المعصية في المجتمع ومن ثم البحث عن الحلول المناسبة لها حسب قدرتك وحسب المسؤولية المناطة بك.
فكما ذكرت إن من أسباب انتشار هذه الألفاظ جهل الناس بخطورة التلفظ بها وأنها توردهم الى الكفر والعياذ بالله، وكذلك شبه اندثار واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة في المجتمع المسلم، فلا يجد من يتطاول على الله تعالى سبباً لترك معصيته هذه إذ أن المجتمع أصبح قابلاً لها أو في أقل الأحوال لا ينكر على المرتكب لها، وإن أنكر عليه كان انكاراً على استحياء.
تخيل معي أخي الحبيب لو كان كل من في المجتمع المسلم يرفض رفضاً تاماً أن يتلفظ بمثل هذه الأقوال أحد، فإذا سمعه أنكر عليه كبار القوم بشدة وأعرض عنه أقرانه ورفضوا الجلوس معه وأخذ على يديه اخوانه وعلمه أئمة المساجد الخ...هل سيبقى في المجتمع من يسب الله؟
وفي بيان الأمر بالمعروف جاءت أحاديث كثيرة منها: عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فإن أخذوا علَى أيديهِم فمنَعوهُمْ نجَوا جميعًا وإن ترَكوهُم غرِقوا جميعًا)) (البخاري 2493).
وترك هذا الواجب خطير جداً ويورد بالمجتمع الى التهلكة، عن حذيفة بن اليمان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( والذي نفسي بيدِه لتَأمرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عن المنكرِ أوليُوشِكَنَّ اللهُ أن يَبعثَ عليكمْ عقابًا منهُ فتدعونهُ فلا يَستجيبُ لكمْ)) (الترمذي 2169)
ومع ذلك فلا شك أن حد المرتد هو القتل، لكن القتل لوحده لا يردع الفاعل، وإن كان رادعاً كان كذلك في الظاهر دون الباطن. وعلى المصلحين في المجتمع العمل على الباطن قبل الظاهر فهو منبع الإيمان ومحل الاعتقاد. عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ)) (البخاري 52، مسلم 1599).
فإذا رُفع أمر المرتد الى القضاء استتيب (أي: أمر بالتوبة) فإن تاب وإلا أمر بقتله.
قال ابن قدامة رحمه الله : ((المرتد لا يقتل حتى يستتاب ثلاثًا . هذا قول أكثر أهل العلم ; منهم عمر ، وعلي ، وعطاء ، والنخعيّ ، ومالك ، والثوري ، والأَوزاعي ، وإسحاق ، وأصحاب الرأي)) (المغني 18/9)
📌السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما حكم من قتل رجل سب الله او كفر بالله عز و جل ؟
و هل يجوز قتل الذي يسب الله و نبيه حالاً ؟
✍️ الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
من المؤسف أن يردنا مثل هذا السؤال، بل إني لأتعجب أن هناك من يسب الله وهو يدعي الإسلام وقد ولد في اسرة مسلمة من أبوين مسلمين، يسمع الأذان خمس مرات في اليوم ونساء أهل بيته يرتدين الحجاب، لكنه اذا جلس مع أصحابه في سهرة للعب "الشدة" واحتد الخلاف بين اللاعبين بدأ الغضب يسيطر على عقله وظهر منه سوء الخلق وتلفظ بأشنع وأقبح الألفاظ من سب للأعراض وسب للدين وسب لله سبحانه وتعالى والعياذ بالله.
واعلم أخي المسلم أن من سب الله أو الدين أو الرسول فقد خرج بأحد هذه الأفعال من الدين ويكون بذلك مرتداً خارجاً عن الإسلام.
ومن الألفاظ التي مرت علينا وننوه عليها هنا من باب بيان أنها كفر أكبر مخرج من الملة: اسكت يا الله، أو اسمع يا الله، أو كرهني الله، أو عَوَّفني الله، بدي أعوفو الله، أو بدي أخلص من ال الله تبعه، أو أنا بتحدي الله تبعك، أو أنا بكره الله تبعك...وهناك غير ذلك من الألفاظ المكفرة التي انتشرت بسبب الجهل وغياب الوعي الإسلامي وغياب الرادع.
وبعد هذا نأتي الى سؤالك في حكم من قتل من ارتد عن الدين بسبه لله تعالى.. فأقول مستعيناً بالله...جزاك الله خيرًا على هذا السؤال فإنه ان دل على شيء دل على حرصك وغيرتك على الدين. لكن اعلم أن لكل انسان في المجتمع دور لا بد أن يتقيد به. واذا خرج الانسان عن دوره وأصبح يقوم بدور غيره لاختلط ميزان المجتمع ولعمت الفوضى. وإن لم تكن من أصحاب السلطة في المجتمع يجب عليك أن تتقيد بالإنكار بالكلمة، وقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عيله وسلم: ((مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ)) (مسلم 49).
والقدرة لا تعنى استطاعة الانسان القيام بالأمر فحسب، بل لا بد من النظر الى المسؤولية المنوطة به وهل له الصلاحية في التدخل في مثل هذه الأمور أم لا. والتعامل مع مسائل التكفير يجب أن تعود الى القضاء للنظر فيها ولاستتابة صاحبها. ولكن يجب عليك كمصلح التفتيش عن سبب وجود المعصية في المجتمع ومن ثم البحث عن الحلول المناسبة لها حسب قدرتك وحسب المسؤولية المناطة بك.
فكما ذكرت إن من أسباب انتشار هذه الألفاظ جهل الناس بخطورة التلفظ بها وأنها توردهم الى الكفر والعياذ بالله، وكذلك شبه اندثار واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة في المجتمع المسلم، فلا يجد من يتطاول على الله تعالى سبباً لترك معصيته هذه إذ أن المجتمع أصبح قابلاً لها أو في أقل الأحوال لا ينكر على المرتكب لها، وإن أنكر عليه كان انكاراً على استحياء.
تخيل معي أخي الحبيب لو كان كل من في المجتمع المسلم يرفض رفضاً تاماً أن يتلفظ بمثل هذه الأقوال أحد، فإذا سمعه أنكر عليه كبار القوم بشدة وأعرض عنه أقرانه ورفضوا الجلوس معه وأخذ على يديه اخوانه وعلمه أئمة المساجد الخ...هل سيبقى في المجتمع من يسب الله؟
وفي بيان الأمر بالمعروف جاءت أحاديث كثيرة منها: عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فإن أخذوا علَى أيديهِم فمنَعوهُمْ نجَوا جميعًا وإن ترَكوهُم غرِقوا جميعًا)) (البخاري 2493).
وترك هذا الواجب خطير جداً ويورد بالمجتمع الى التهلكة، عن حذيفة بن اليمان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( والذي نفسي بيدِه لتَأمرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عن المنكرِ أوليُوشِكَنَّ اللهُ أن يَبعثَ عليكمْ عقابًا منهُ فتدعونهُ فلا يَستجيبُ لكمْ)) (الترمذي 2169)
ومع ذلك فلا شك أن حد المرتد هو القتل، لكن القتل لوحده لا يردع الفاعل، وإن كان رادعاً كان كذلك في الظاهر دون الباطن. وعلى المصلحين في المجتمع العمل على الباطن قبل الظاهر فهو منبع الإيمان ومحل الاعتقاد. عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ)) (البخاري 52، مسلم 1599).
فإذا رُفع أمر المرتد الى القضاء استتيب (أي: أمر بالتوبة) فإن تاب وإلا أمر بقتله.
قال ابن قدامة رحمه الله : ((المرتد لا يقتل حتى يستتاب ثلاثًا . هذا قول أكثر أهل العلم ; منهم عمر ، وعلي ، وعطاء ، والنخعيّ ، ومالك ، والثوري ، والأَوزاعي ، وإسحاق ، وأصحاب الرأي)) (المغني 18/9)