Thakir Alhanafe ذاكر الحنفي

حرايق قطب الشر:
....

عن جبير بن نفير قال: لما فُتحت مدائن قبرص وقَع الناس يقتسمون السْبي، وفرِّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، ورأيتُ أبا الدرداء تنحَّى وحده جالسًا، واحتَبى بحمائل سيفه فجعل يبكي، فأتاه جبير بن نفير فقال: يا أبا الدرداء! أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذلَّ فيه الكفر وأهله؟!

فضرب على منكبَيه، ثم قال: ويحك يا جبير!

ما أهون الخَلق على الله إذا هم ترَكوا أمره،
بينا هي أمة قاهرة قادرة ظاهرة على الناس، لهم المُلك، حتى تركوا أمر الله - عز وجل؛ فصاروا إلى ما ترى..
...

فالعاقل يعتبر ويخاف حتى وهو يرى العدو في قبضة انتقام الجبار..
فلا يشغله الفرح بنعمة شفاء صدره عن الخوف والوجل والرهبة من الجبار جل جلاله.

من درس الليلة.
...

فَحُزْتَ كلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشْتَرَكٍ *وجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مُزْدَحَمِ
وَجَلَّ مِقْدارُ ما وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ *وعزَّ إدْراكُ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ
بُشْرَى لَنا مَعْشَرَ الإسلامِ إنَّ لنا * من العنايةِ رُكناً غيرَمنهدمِ
لمَّا دعا الله داعينا لطاعتهِ * بأكرمِ الرُّسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ
---

لما فزت يا رسول الله بوصل كامل الاستتار وسر كامل الاكتتام وهذي منزلة عظيمة لا يقادر قدرها أحرزت يا حبيب الله كل شرف رفيع، ونلت كل ما يفتخر به الواصلون الكاملون، فلا يشاركك فيه أحد، وتجاوزت بهذا التقريب الإلهي كل مقام يمكن أن يناله مخلوق، منفردًا يا رسول الله بذلك فليس معك شريك ولا مزاحم.

فما أعظم قدر ما أعطيت من المراتب الشريفة والتي لا يحاط بها، وعبر عنها بالتولية فكأنه يقول: صارت ضمن ولايتك، وتحت رعايتك ونظرك، وما أعلى شأن ما منحت من النعم العظيمة، حتى عزت عن أن تدرك فضلًا عن أن تنال. فأنت يا سيدي الدرة الفريدة والجوهرة الوحيدة، وأنت الوتر الذي لا مثل له ونظير ولا يدانيه ملك ولا نبي نحرير.

ولما وصفه صلى الله عليه وسلم بما يدل على تفرده وعلو مرتبته وانفراده صلى الله عليه وسلم ذكر أن أمته صلى الله عليه وسلم به مفضلة على سائر الأمم فقال:

ما أسعدنا نحن المسلمين فقد حبانا الله تعالى دينًا ثابت الأركان، لا يزول على مر الزمن ولا يتغير. فالإسلام حصننا الحصين أحيانا الله وأماتنا عليه، وذلك لعناية الله تعالى الأزلية بنا.

ولما قال بأن لنا عناية إلهية خاصة قدر كأن سائلًا يسأل: بمَ كانت لكم هذي العناية؟
فقال مجيبًا:
لما وصف الله تعالى نبينا صلى الله عليه وسلم والذي دعانا لطاعة الله، بـ (أكرم الأنبياء)، كنا أكرم الأمم كما قال ربنا: (كنتم خير أمة)، وقال: (جعلناكم أمة وسطًا)، أي: عدولًا. فشرفنا من شرف سيدنا صلى الله عليه وسلم، ورفعتنا من رفعته صلى الله عليه وسلم إذ شرف المضاف من المضاف إليه. كما قيل:

عليك بأرباب الصدور فمن غدا*مضافًا لأرباب الصدور تصدرا

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أنتم حظِّي منَ الأمم، وأنا ‌حظُّكم ‌منَ النَّبيِّين)

الخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في ‌سفك ‌محجمة من دم مسلم.

#الإمام_الغزالي

علَمُ الهدَى، بحرُ الندى، كنزُ الجِدا

ماحي الضلالةِ والغوايةِ والردى

طه الذي منه الوجودُ لقدْ بدَا

(صلّوا عليه وسلِّموا تسليما)

قال واصل بن عطاء عن العوام:

ما اجتمعوا إلا ضروا ولا تفرقوا إلا نفعوا.
قيل له: قد عرفنا مضرة الاجتماع، فما منفعة الافتراق؟ قال: يرجع الطيان الى تطيينه، والحائك الى حياكته، والفلاح إلى فلاحته، وكل إنسان إلى صناعته. وكل ذلك رفق للمسلمين، ومعونة للمحتاجين.

—-
طراز المجالس للخفاجي

من درس الليلة
...
حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْوًا لمُسْتَبِقٍ من الدنوِّ ولا مرقًى لمستنمِ
خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَمِ
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ ** عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ
---
أي: ولم تزل يا رسول الله تخترق السبع الطباق وترقى حتى بلغت غاية في القرب والمنزلة سبقت إليها كل ساع، ونلت درجة من الرفعة لا يصل إليها طالب.
فلم تترك غاية ينالها طالب سبق، ولا مرتبة عالية يتطلع إليها متطلع لمعرفة.. وذلك ما أشار إليه قبل بـ (قاب قوسين).

ولما بلغت يا رسول الله تلك المرتبة الرفيعة والتي عزت عن الإدراك فضلًا عن المنال، تدنّت دون مقامك المقامات، فكل مقام رفيع عالٍ للنبين وللملائكة إذا قيس بمقامك.. ظهر منخفاضًا قياسًا بعالي مقامك، وناداك الله تعالى نداءًا مخصوصًا لرفع شأنك بين الأنبياء، وقرب وأدناك.. كما خصّ المفرد العلم بالرفع - أي الضم- من دون أقسام المنادى.

وقد خفضت يا رسول الله كل مقام لما نوديت نداءًا خاصًّا بك كي تفوز بوصل خاص بك مستتر كامل الاستتار عن العيون، وسر مكتتم كامل الاكتتام، فليس يدرك شأنك، وليس يدرك ما أولاك ربك وحباك.. وهو ما عبر عنه القرآن الكريم: (فأوحى إلى عبده ما أوحى)، فما جرى في تلك المنزلة لا تحيط به العقول.. ولا تسعه العبارات فلذلك طواه التنزيل وأبهمه.. وهو الذي يشير إليه سيدي ابن مشيش رضي الله عنه بقوله: فلم يدركه منا سابق ولا لاحق.

#سيدنا_النبي صلى الله عليه وسلم
...

ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺇﺩﺭاﻙ اﻟﺴﻌﺎﺩﺓ اﻟﻤﻮﺻﻞ ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﺎﻝ ﻓﻰ ﺣﻀﺮﺓ اﻟﻐﻴﺐ ﻭاﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺫﻳﺎﻝ ﻋﻄﻔﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ، ﻭاﻟﺘﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺋﺪ ﻧﻌﻤﻪ، ﻭاﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺠﺎﻫﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭاﻟﺘﺸﻔﻊ ﺑﻘﺪﺭﻩ اﻟﻤﻨﻴﻒ، ﻓﻬﻮ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﻴﻞ اﻟﻤﻌﺎلي ﻭاﻗﺘﻨﺎﺹ اﻟﻤﺮاﻡ، ﻭاﻟﻤﻔﺰﻉ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﺰﻉ ﻭاﻟﻬﻠﻊ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺮﺳﻞ اﻟﻜﺮاﻡ، ﻭاﺟﻌﻠﻪ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﺯﻝ، ﻭﺇﻣﺎﻣﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺏ ﻭاﻟﻤﻨﺎﺯﻝ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻈﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺄﻗﺼﺎﻩ، ﻭﺗﺪﺭﻙ ﺭﺿﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻜﻞ ﺷﺊ ﻋﻠﻤًﺎ ﻭﺃﺣﺼﺎﻩ.

#الإمام_القسطلاني

اختلف العلماء في مؤمني الجنّ هل يدخلون الجنة؟ على أربعة أقوال:

أحدها: أنهم يدخلونها، وعليه الجمهور. ثم اختلفوا: إذا دخلوها هل يأكلون ويشربون أم لا.

الثاني: أنهم لا يدخلونها، بل يكونون في ربضها، يراهم الإنس من حيث لا يرونهم.

الثالث: أنهم على الأعراف.

الرابع: الوقف.

وأطال في بيانها وبيان حجج كل قول في: آكام المرجان في أحكام الجان

شتان بين من يطرب قلبه وروحه ويتهلل وجهه حين يسمع اسمًا من أسماء ساداتنا أهل العبا.. وبين من يحاول أن يتصنع ذلك..

سيزول تصنعه بفلتات لسانه.. بل بملامح وجهه.

والخلاصة التي يطمئن إليها قلبي.. أن محبتهم محض رزق.. ومحض اختصاص..

قد يؤتاها العامي البسيط.. ويحرمها الشيخ والإمام والعلامة والمحدث... إلخ من الألقاب.

#عراقيات

يأتيك المستفتي عن مسألة طلاق، وحين تسأله عن لفظه، يجيبك كل بضعة دقايق بلفظ مختلف... جهلًا منه بأثر اختلاف ألفاظ الطلاق!!

فأعجب لمن يجيبون عن مسائل الطلاق في الفضائيات، والسائل غير المطلِّق.. بل حاكٍ عن غيره !!