Репост из: كيف أحزن والله ربي
▪︎" علامات صحة القلب " ▪︎
▪︎قال العلامة ابن القيم رحمه الله:-
"ومن علامات صحة القلب:
أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره، إلا بمن يدله عليه، ويذكره به، ويذاكره بهذا الأمر.
ومن علامات صحته: أنه إذا فاته وِردُه وجد لفواته ألمًا أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
ومن علامات صحته: أنه يشتاق إلى الخدمة، كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشرب.
ومن علامات صحته: أن يكون همه واحدًا، وأن يكون فى الله.
ومن علامات صحته: أنه إذا دخل فى الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرة عينه وسرور قلبه.
ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعًا من أشد الناس شُحًا بمالِه.
ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل،
فيحرص على الإخلاص فيه
والنصيحة والمتابعة والإحسان،
ويشهد مع ذلك مِنّة الله عليه فيه وتقصيره فى حق الله.
فهذه ست مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحى السليم.
وبالجملة فالقلب الصحيح:
هو الذى:
همه كله فى الله، وحبه كله له،
وقصده له، وبدنه له،
وأعماله له، ونومه له، ويقظته له،
وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث،
وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه،
والخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به،
وطمأنينته وسكونه إليه،
فهو كلما وجد من نفسه التفاتًا إلى غيره تلا عليها:
{يَا أَيَّتُهَا النّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إلى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27-28] .
فهو يردد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه فينصبغ القلب بين يدى إلهه ومعبوده الحق بصبغة العبودية، فتصير العبودية صفة له وذوقًـا لا تكلفًـا، فيأتى بها توددًا وتحببًا وتقربًـا، كما يأتى المحب المتيم فى محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله."
📚إغاثة اللهفان ج١ صـ 72
▪︎قال العلامة ابن القيم رحمه الله:-
"ومن علامات صحة القلب:
أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره، إلا بمن يدله عليه، ويذكره به، ويذاكره بهذا الأمر.
ومن علامات صحته: أنه إذا فاته وِردُه وجد لفواته ألمًا أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
ومن علامات صحته: أنه يشتاق إلى الخدمة، كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشرب.
ومن علامات صحته: أن يكون همه واحدًا، وأن يكون فى الله.
ومن علامات صحته: أنه إذا دخل فى الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرة عينه وسرور قلبه.
ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعًا من أشد الناس شُحًا بمالِه.
ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل،
فيحرص على الإخلاص فيه
والنصيحة والمتابعة والإحسان،
ويشهد مع ذلك مِنّة الله عليه فيه وتقصيره فى حق الله.
فهذه ست مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحى السليم.
وبالجملة فالقلب الصحيح:
هو الذى:
همه كله فى الله، وحبه كله له،
وقصده له، وبدنه له،
وأعماله له، ونومه له، ويقظته له،
وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث،
وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه،
والخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به،
وطمأنينته وسكونه إليه،
فهو كلما وجد من نفسه التفاتًا إلى غيره تلا عليها:
{يَا أَيَّتُهَا النّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إلى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27-28] .
فهو يردد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه فينصبغ القلب بين يدى إلهه ومعبوده الحق بصبغة العبودية، فتصير العبودية صفة له وذوقًـا لا تكلفًـا، فيأتى بها توددًا وتحببًا وتقربًـا، كما يأتى المحب المتيم فى محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله."
📚إغاثة اللهفان ج١ صـ 72