💙
الحب - أعزك الله - دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكرٍ في الديانة، ولا بمحظور في الشريعة، وقد اختلف الناس في ماهيته وقالوا وأطالوا، والذي أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع، فالمثل إلى مثله ساكنٌ، وللمجانسة عمل محسوس، وتأثير مُشاهَد، والتنافر في الأضداد والموافقة في الأنداد، والله - عز وجل - يقول: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" ولو كان علة الحب حسن الصورة الجسدية لوجب ألا يُستحسن الأنقص من الصورة، ونحن نجد كثيرًا ممن يؤثر الأدنى ويعلم فضل غيره، ولا يجد محيدًا لقلبه عنه، ولو كان للموافقة في الأخلاق لما أحب المرء من لا يساعده ولا يوافقه، فعلمنا أنه شيء في ذات النفس وربما كانت المحبة لسبب من الأسباب، وتلك تفنى بفناء سببها، فمن ودّك لأمر ولّى مع انقضائه.
إن للمحبة ضروبًا، أفضلها محبة المتحابين في الله عز وجل، ومحبة القرابة، ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب، ومحبة التصاحب والمعرفة، ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره، ومحبة العشق التي لا علة لها إلا ما ذكرنا من اتصال النفوس.
-ابن حزم الأندلسي.
الحب - أعزك الله - دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكرٍ في الديانة، ولا بمحظور في الشريعة، وقد اختلف الناس في ماهيته وقالوا وأطالوا، والذي أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع، فالمثل إلى مثله ساكنٌ، وللمجانسة عمل محسوس، وتأثير مُشاهَد، والتنافر في الأضداد والموافقة في الأنداد، والله - عز وجل - يقول: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" ولو كان علة الحب حسن الصورة الجسدية لوجب ألا يُستحسن الأنقص من الصورة، ونحن نجد كثيرًا ممن يؤثر الأدنى ويعلم فضل غيره، ولا يجد محيدًا لقلبه عنه، ولو كان للموافقة في الأخلاق لما أحب المرء من لا يساعده ولا يوافقه، فعلمنا أنه شيء في ذات النفس وربما كانت المحبة لسبب من الأسباب، وتلك تفنى بفناء سببها، فمن ودّك لأمر ولّى مع انقضائه.
إن للمحبة ضروبًا، أفضلها محبة المتحابين في الله عز وجل، ومحبة القرابة، ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب، ومحبة التصاحب والمعرفة، ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره، ومحبة العشق التي لا علة لها إلا ما ذكرنا من اتصال النفوس.
-ابن حزم الأندلسي.