طه حسين والموضوعية الانفصامية :
يمكن اعتبار طه حسين رائد الموضوعية العلمانية في الفكر العربي الحديث ، والكلام عنه يطول في هذه القضية ، لكني أورد عنه من لسانَي حاله ومقاله ما يُطابق كلام بول فييرابند السابق في الانفصام الذي تُسبِّبُه الموضوعيةُ للمؤدَلج بها :
حين أخرج طه كتابه (في الشعر الجاهلي) كان ممَّا قال فيه ( للتوراة أن تُحدِّثنا عن إبراهيم وإسماعيل ، وللقرآن أن يُحدِّثنا عنهما أيضًا ، ولكنَّ ورود هذين الإسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي )
في الشعر الجاهلي (ص26) .
وقد أثار هذا الكلام - مع عباراتٍ أخرى في نفس الكتاب - الإنكارَ البالغ عليه ، ورُفع عليه بلاغٌ إلى النيابة بالطعن الصريح في القرآن العظيم .
فبماذا دافع طه حسين عن نفسه أمام التحقيق ؟
تجد الإجابة في أوراق النيابة : ( .. ولا بد لنا هنا من أن نشير إلى ما قرَّره المؤلف في التحقيق من أنه كمسلمٍ لا يرتاب في وجود إبراهيم وإسماعيل وما يتصل بهما ممَّا جاء في القرآن ، ولكنه كعالِمٍ مُضطَّرٌ إلى أن يُذعن لمناهج البحث ، فلا يُسِّلم بالوجود العلمي التاريخي لإبراهيم وإسماعيل ، فهو يُجرِّد من نفسه شخصيتيَن . وقد وجدنا المؤلفَ قد شرح نظريته هذه شرحًا مُستفيضًا في مقالٍ نشرهُ* .. )
قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي لطه حسين (ص29) ، محمد نور .
* المقال المقصود بعنوان (بين العلم والدين) ، وتجده في كتاب طه (من بعيد) فانظره هناك ، وفيه قال طه حسين بنظرية الشخصيتيَن ، فجعل العقلَ من نصيب العلم ، والمشاعرَ من نصيب الدين .
وإذا لم تكن الموضوعية علمانيةً بعد هذا فمتى تكون ؟!
يمكن اعتبار طه حسين رائد الموضوعية العلمانية في الفكر العربي الحديث ، والكلام عنه يطول في هذه القضية ، لكني أورد عنه من لسانَي حاله ومقاله ما يُطابق كلام بول فييرابند السابق في الانفصام الذي تُسبِّبُه الموضوعيةُ للمؤدَلج بها :
حين أخرج طه كتابه (في الشعر الجاهلي) كان ممَّا قال فيه ( للتوراة أن تُحدِّثنا عن إبراهيم وإسماعيل ، وللقرآن أن يُحدِّثنا عنهما أيضًا ، ولكنَّ ورود هذين الإسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي )
في الشعر الجاهلي (ص26) .
وقد أثار هذا الكلام - مع عباراتٍ أخرى في نفس الكتاب - الإنكارَ البالغ عليه ، ورُفع عليه بلاغٌ إلى النيابة بالطعن الصريح في القرآن العظيم .
فبماذا دافع طه حسين عن نفسه أمام التحقيق ؟
تجد الإجابة في أوراق النيابة : ( .. ولا بد لنا هنا من أن نشير إلى ما قرَّره المؤلف في التحقيق من أنه كمسلمٍ لا يرتاب في وجود إبراهيم وإسماعيل وما يتصل بهما ممَّا جاء في القرآن ، ولكنه كعالِمٍ مُضطَّرٌ إلى أن يُذعن لمناهج البحث ، فلا يُسِّلم بالوجود العلمي التاريخي لإبراهيم وإسماعيل ، فهو يُجرِّد من نفسه شخصيتيَن . وقد وجدنا المؤلفَ قد شرح نظريته هذه شرحًا مُستفيضًا في مقالٍ نشرهُ* .. )
قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلي لطه حسين (ص29) ، محمد نور .
* المقال المقصود بعنوان (بين العلم والدين) ، وتجده في كتاب طه (من بعيد) فانظره هناك ، وفيه قال طه حسين بنظرية الشخصيتيَن ، فجعل العقلَ من نصيب العلم ، والمشاعرَ من نصيب الدين .
وإذا لم تكن الموضوعية علمانيةً بعد هذا فمتى تكون ؟!