💎
رواية تستحق التأمل والوقوف كثيراً.
نقلتها بأكملها لأهميتها:
روي عن الأصبغ بن نباتة أنه قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقضى بين الناس إذ جاءه جماعة معهم أسود مشدود الأكتاف. فقالوا: هذا سارق يا أمير المؤمنين، فقال: يا أسود سرقت؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال له: ثكلتك أمك إن قلتها ثانية قطعت يدك قال: نعم يا مولاي، قال: ويلك انظر ماذا تقول سرقت؟ قال: نعم يا مولاي، فعند ذلك قال عليه السلام: اقطعوا يده فقد وجب عليه القطع، قال: فقطع يمينه، فأخذها بشماله وهي تقطر دما، فاستقبله رجل يقال له ابن الكواء فقال: يا أسود من قطع يمينك؟ قال: قطع يميني سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وأولى الناس بالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إمام الهدى، وزوج فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى، أبو الحسن المجتبى وأبو الحسين المرتضى، السابق إلى جنات النعيم مصادم الابطال، المنتقم من الجهال، معطي الزكاة، منيع الصيانة من هاشم القمقام ابن عم الرسول، الهادي إلى الرشاد، والناطق بالسداد، شجاع مكي، جحجاح وفي، بطين أنزع، أمين من آل حم ويس وطه والميامين، محلي الحرمين و مصلي القبلتين، خاتم الأوصياء، ووصي صفوة الأنبياء، القسورة الهمام والبطل الضرغام، المؤيد بجبرائيل الأمين، والمنصور بمكائيل المبين، وصي رسول رب العالمين المطفئ نيران الموقدين، وخير من نشأ من قريش أجمعين، المحفوف بجند من السماء علي بن أبي طالب أمير المؤمنين على رغم أنف الراغبين ومولى الناس أجمعين، فعند ذلك قال له ابن الكواء: ويلك يا أسود قطع يمينك وأنت تثني عليه هذا الثناء كله؟ قال: ومالي لا اثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي؟
والله ما قطعني إلا بحق أوجبه الله علي.
قال: فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت سيدي رأيت عجبا، قال: وما رأيت؟ قال: صادفت أسودا قطعت يمينه وأخذها بشماله وهي تقطر دما، فقلت له:
يا أسود من قطع يمينك؟ قال: سيد المؤمنين - وأعدت عليه فقلت له: ويحك قطع يمينك وأنت تثنى عليه هذا الثناء كله؟ فقال: ومالي لا اثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي، والله ما قطعني إلا بحق أوجبه الله علي، قال: فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى ولده الحسن وقال: قم هات عمك الأسود، قال: فخرج الحسن عليه السلام في طلبه فوجده في موضع يقال له كندة، وأتى به إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال له: يا أسود قطعت يمينك وأنت تثني علي؟ فقال: يا أمير المؤمنين ومالي لا اثني عليك وقد خالط حبك دمي ولحمي؟ والله ما قطعت إلا بحق كان علي مما ينجي من عقاب الآخرة، فقال عليه السلام: هات يدك، فناوله فأخذها ووضعها في الموضع الذي قطعت منه، ثم غطاها بردائه، فقام وصلى عليه السلام ودعا بدعاء سمعناه يقول في آخر دعائه: آمين، ثم شال الرداء وقال: اضبطي أيتها العروق كما كنت واتصلي، فقام الأسود وهو يقول: آمنت بالله وبمحمد رسوله وبعلي الذي رد اليد القطعاء بعد تخليتها من الزند، ثم انكب على قدميه وقال:
بأبي أنت وأمي يا وارث علم النبوة.
أتسائل: هل لدينا هذا التسليم والرضا لصاحب الزمان لو حكم فينا بأحكام الله؟
لو أخبرنا بأمر ما بأننا مخالفين للحق وأنه سيعاقبنا بأمر ما، فهل سنرضخ له طائعين من دون تذمر أو تمرد؟
أم أن علاقتنا معه مقتصرة على مصلحتنا وأننا سنعيش بنعيم معه من دون ظلم وفقر ومرض؟
تساؤلات جديرة بأن يسأل كل منا نفسه بها.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
رواية تستحق التأمل والوقوف كثيراً.
نقلتها بأكملها لأهميتها:
روي عن الأصبغ بن نباتة أنه قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقضى بين الناس إذ جاءه جماعة معهم أسود مشدود الأكتاف. فقالوا: هذا سارق يا أمير المؤمنين، فقال: يا أسود سرقت؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال له: ثكلتك أمك إن قلتها ثانية قطعت يدك قال: نعم يا مولاي، قال: ويلك انظر ماذا تقول سرقت؟ قال: نعم يا مولاي، فعند ذلك قال عليه السلام: اقطعوا يده فقد وجب عليه القطع، قال: فقطع يمينه، فأخذها بشماله وهي تقطر دما، فاستقبله رجل يقال له ابن الكواء فقال: يا أسود من قطع يمينك؟ قال: قطع يميني سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وأولى الناس بالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إمام الهدى، وزوج فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى، أبو الحسن المجتبى وأبو الحسين المرتضى، السابق إلى جنات النعيم مصادم الابطال، المنتقم من الجهال، معطي الزكاة، منيع الصيانة من هاشم القمقام ابن عم الرسول، الهادي إلى الرشاد، والناطق بالسداد، شجاع مكي، جحجاح وفي، بطين أنزع، أمين من آل حم ويس وطه والميامين، محلي الحرمين و مصلي القبلتين، خاتم الأوصياء، ووصي صفوة الأنبياء، القسورة الهمام والبطل الضرغام، المؤيد بجبرائيل الأمين، والمنصور بمكائيل المبين، وصي رسول رب العالمين المطفئ نيران الموقدين، وخير من نشأ من قريش أجمعين، المحفوف بجند من السماء علي بن أبي طالب أمير المؤمنين على رغم أنف الراغبين ومولى الناس أجمعين، فعند ذلك قال له ابن الكواء: ويلك يا أسود قطع يمينك وأنت تثني عليه هذا الثناء كله؟ قال: ومالي لا اثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي؟
والله ما قطعني إلا بحق أوجبه الله علي.
قال: فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت سيدي رأيت عجبا، قال: وما رأيت؟ قال: صادفت أسودا قطعت يمينه وأخذها بشماله وهي تقطر دما، فقلت له:
يا أسود من قطع يمينك؟ قال: سيد المؤمنين - وأعدت عليه فقلت له: ويحك قطع يمينك وأنت تثنى عليه هذا الثناء كله؟ فقال: ومالي لا اثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي، والله ما قطعني إلا بحق أوجبه الله علي، قال: فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى ولده الحسن وقال: قم هات عمك الأسود، قال: فخرج الحسن عليه السلام في طلبه فوجده في موضع يقال له كندة، وأتى به إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال له: يا أسود قطعت يمينك وأنت تثني علي؟ فقال: يا أمير المؤمنين ومالي لا اثني عليك وقد خالط حبك دمي ولحمي؟ والله ما قطعت إلا بحق كان علي مما ينجي من عقاب الآخرة، فقال عليه السلام: هات يدك، فناوله فأخذها ووضعها في الموضع الذي قطعت منه، ثم غطاها بردائه، فقام وصلى عليه السلام ودعا بدعاء سمعناه يقول في آخر دعائه: آمين، ثم شال الرداء وقال: اضبطي أيتها العروق كما كنت واتصلي، فقام الأسود وهو يقول: آمنت بالله وبمحمد رسوله وبعلي الذي رد اليد القطعاء بعد تخليتها من الزند، ثم انكب على قدميه وقال:
بأبي أنت وأمي يا وارث علم النبوة.
أتسائل: هل لدينا هذا التسليم والرضا لصاحب الزمان لو حكم فينا بأحكام الله؟
لو أخبرنا بأمر ما بأننا مخالفين للحق وأنه سيعاقبنا بأمر ما، فهل سنرضخ له طائعين من دون تذمر أو تمرد؟
أم أن علاقتنا معه مقتصرة على مصلحتنا وأننا سنعيش بنعيم معه من دون ظلم وفقر ومرض؟
تساؤلات جديرة بأن يسأل كل منا نفسه بها.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot