Репост из: محمد الناصر
السعيُ هو النبضُ الخفيُّ في عروقِ الوجود، هو الصوتُ الذي يُنادينا من أعماقِ الزمنِ أن انهضوا، أن امضوا، أن لا تركنوا إلى السكونِ مهما ثَقُلَتْ الخطى وتَعِبَتِ الأرواح. هو تلكَ النارُ التي تشتعلُ في الصدورِ كلّما همدَ الشغف، وتلكَ الريحُ التي تدفعُ السفنَ حتى لو هاجَ البحرُ وغابتِ النجومُ عن سمائه.
إنهُ سرُّ الإنسانِ الذي لم يَقبَلْ أن يكونَ جمادًا، فتراهُ يسعى مذْ كان، يفتّشُ في دروبِ الحياةِ عن موطئِ قدم، يُنقّبُ في صخرِ المصاعبِ عن ماءِ النجاح، يجرُّ عربةَ الأيامِ الثقيلةِ دونَ أن يسألَ متى تنتهي الرحلة، لأنّهُ يعلمُ أنَّ الوقوفَ موتٌ، وأنَّ الحياةَ تُمنَحُ لمن يجرؤُ على خوضِ غمارِها، لمن يسيرُ حتى ولو لم يكنْ الطريقُ واضحًا.
لكنَّ السعيَ ليسَ مجردَ حركةٍ عمياء، بل هو اختبارُ الروحِ بينَ الرغبةِ والتضحية، بينَ الحلمِ والعناء. فما كلُّ من سعى بلغَ، وما كلُّ من وقفَ بقيَ، لكنَّ الساعي يملكُ ميزةً لا يملكها المُتردد: إنّهُ يعلَمُ أنَّ الحياةَ ليست في الوصول، بل في الطريقِ ذاته، في الحجارةِ التي تعثّرَ بها، في العَرقِ الذي سقطَ على الأرضِ ليُزهِرَ يومًا ما، في الخسائرِ التي صقلَتْهُ حتى صارَ أشدَّ بريقًا من الذهب.
إنهُ سرُّ الإنسانِ الذي لم يَقبَلْ أن يكونَ جمادًا، فتراهُ يسعى مذْ كان، يفتّشُ في دروبِ الحياةِ عن موطئِ قدم، يُنقّبُ في صخرِ المصاعبِ عن ماءِ النجاح، يجرُّ عربةَ الأيامِ الثقيلةِ دونَ أن يسألَ متى تنتهي الرحلة، لأنّهُ يعلمُ أنَّ الوقوفَ موتٌ، وأنَّ الحياةَ تُمنَحُ لمن يجرؤُ على خوضِ غمارِها، لمن يسيرُ حتى ولو لم يكنْ الطريقُ واضحًا.
لكنَّ السعيَ ليسَ مجردَ حركةٍ عمياء، بل هو اختبارُ الروحِ بينَ الرغبةِ والتضحية، بينَ الحلمِ والعناء. فما كلُّ من سعى بلغَ، وما كلُّ من وقفَ بقيَ، لكنَّ الساعي يملكُ ميزةً لا يملكها المُتردد: إنّهُ يعلَمُ أنَّ الحياةَ ليست في الوصول، بل في الطريقِ ذاته، في الحجارةِ التي تعثّرَ بها، في العَرقِ الذي سقطَ على الأرضِ ليُزهِرَ يومًا ما، في الخسائرِ التي صقلَتْهُ حتى صارَ أشدَّ بريقًا من الذهب.