🔺 الاستاذ المقدسي
لم يكن في البال التوسع مع الأستاذ والغوص معه في المعارف العقدية لولا أنه يؤكد مرارا كلامه في التوحيد وتلميحه أو تصريحه عن مخالفيه بعدم الالتفات إلى ذلك حتى إنه أعاد كلاما لأحدهم يذكر فيه "أننا لا ننكر على الشيخ أبي قتادة اشتغاله بالمفضول!!" -وكان أبو قتادة حينها يكتب عن المقاصد وضوابطها- فصار الحديث عن مقاصد الشرعية من فضول العلم لا صلبه! .
ومع هذا الاشتغال العلمي لكنك إذا نظرت غالب مصنفاته ترى أن الكلام فيها يدور على الحاكمية والمسائل المتعلقة بها دون غيرها، وهو علم فاضل شريف، -والشأن في تحقيقه على منهج سليم-، وأما غير الحاكمية ومتعلقاتها فالاشتغال فيها ضعيف وقليل ومما يعاب على الأستاذ تصريحه بعدم الالتفات إلى القضايا العقدية الأخرى كون أنها ليست من ذات الشوكة! وهذا صرح به في رده المسروق على الشيخ الددو حيث يقول: "ولقد وجدت له [أي الددو] ضلالات أخرى لم أركز عليها لسببين... أنها ليست من قتال ذي الشوكة وأعني أنه يسارع في الرد عليه فيها بعض السلفيين والمداخلة ونحوهم كونها من المسائل التي لا يحاسب عليها الطواغيت، كالضلالات التي تنسب إليه في وصف كلام الله والتهوين من شأن القول بخلق القرآن..." .
وهذا الكلام يعني إهمال جانب كبير من القضايا العقدية لأن لها من يسدها ولا تزعج الطغاة! وإذا استقر هذا الوهم داخل الانسان فإنك تراه بالضرورة مهملا للغوص المعرفي فيها وإن كان عنده تصور بسيط عنها.
ولأن البحث وصل مع الاستاذ لهذا التوسع فسأذكر له (قاعدة استدلالية عقدية) يتبين فيها مخالفته للسلف والأئمة وعليها لوازم شنيعة يدرك غورها من قرأ لمخالفي السنة أو الملاحدة والوثنيين، لكن قبل هذا مقدمة وهي:
أنه لا يُفهم (التوحيد) دون العلوم الأخرى كاللغة والأصول والفقه، وهنا يقول الشيخ أبو قتادة: "لقد عشت مع الدعوة أكثر من عشرين عاما، ورأيت أن علة أخطاء المفتين والكاتبين هي في طريقة معالجة النص الشرعي وليس الجهل (والذي هو ضد المعرفة) بالنص الشرعي... قد وجد إخوة أحبة من الشباب هداهم الله تعالى إلى معرفة التوحيد وأركانه، من توحيد الولاء والبراء، وتوحيد العبادة في النسك، وتوحيد العبادة في الحكم والتشريع، وهداهم الله تعالى إلى البراءة من الطواغيت، فكفروا بما يعبد من دون الله تعالى، وهذا كله من نعم الله تعالى، لكنهم وقعوا في محظور يتعلق بأحكامهم على الوقائع والنوازل، هذا المحظور ليس في غياب نصوص شرعية عنهم، ولكن في منهجهم في الحكم على الأحداث والوقائع.. ظن هؤلاء الشباب -هداني الله وإياهم- أن معرفة التوحيد كافية للفتوى في كل نازلة وواقعة" اهـ
-وانظره بأكمله فهو مهم- وهي قضية بدهية عند الطلبة، وإنما نقلت عن الجؤنة لأن الأستاذ قدّم لها.
وإذا تقرر هذا فإن الأستاذ تكلم في أبحاثه عن العذر بالجهل وجاء إلى الحديث المشهور (الذي أمر أهله بإحراقه حتى لا يُعاد إلى الحياة) فكان مما قاله الأستاذ: "وفيه دلالة على العذر بالجهل في باب الأسماء والصفات، لأنّ ذلك لا يُعرف إلاّ عن طريق الرسل، فهذا الرجل جهل سعة قدرة الله عزّ وجلّ وظنّ أنّ وصيّته لأولاده ستنجيه من عذاب الله فغفر له ذلك الجهل، بخلاف التوحيد الذي هو حق الله على العبيد والذي نصب الله له الأدلة العقلية والكونية..." -كشف شبهات المجادلين-
وقال أيضا "وقد يخفى وتذهل عنه الأذهان [أي سعة القدرة]، خصوصا مع شدة الفزع والاندهاش في سكرات الموت، وهو مما لا يعرف إلا من طريق الحجة الرسالية" -ثلاثينية-
وفي موقف صريح يقول "فجهله وشكّه لم يكن في قدرة الله على البعث، وإنّما في سعة هذه القدرة، وأنّه سبحانه قادر على جمع ذرّات الخلق جميعهم من البراري والأنهار والبحار وهذا أمر يُحار العقل في تصوّره واستيعابه ويحتاج الإيمان به إلى تفصيل الحجّة الرسالية كما في تعجّب عائشة رضي الله عنها من سعة علم الله" -تبصير العقلاء-
وهنا يؤسس الأستاذ أن سعة القدرة والعلم لا يمكن تصورها إلا بالحجة الرسالية المفصلة وهذا يعني لو لم تأت هذه الحجة لما أمكن التصور والمعرفة، فالاستدلال عليها يكون من قبيل دلالة الوحي الخبرية وبغيره لا يمكن ذلك.
وهذا التأسيس المعرفي العقدي مع تناقضه فهو من أبطل الباطل وأفسد الكلام ومن اتكأ عليه واتخذه منهجا لما أمكنه محاججة الضالين والكافرين من الملاحدة وغيرهم. وتوضيح ذلك .. (يتبع)
لم يكن في البال التوسع مع الأستاذ والغوص معه في المعارف العقدية لولا أنه يؤكد مرارا كلامه في التوحيد وتلميحه أو تصريحه عن مخالفيه بعدم الالتفات إلى ذلك حتى إنه أعاد كلاما لأحدهم يذكر فيه "أننا لا ننكر على الشيخ أبي قتادة اشتغاله بالمفضول!!" -وكان أبو قتادة حينها يكتب عن المقاصد وضوابطها- فصار الحديث عن مقاصد الشرعية من فضول العلم لا صلبه! .
ومع هذا الاشتغال العلمي لكنك إذا نظرت غالب مصنفاته ترى أن الكلام فيها يدور على الحاكمية والمسائل المتعلقة بها دون غيرها، وهو علم فاضل شريف، -والشأن في تحقيقه على منهج سليم-، وأما غير الحاكمية ومتعلقاتها فالاشتغال فيها ضعيف وقليل ومما يعاب على الأستاذ تصريحه بعدم الالتفات إلى القضايا العقدية الأخرى كون أنها ليست من ذات الشوكة! وهذا صرح به في رده المسروق على الشيخ الددو حيث يقول: "ولقد وجدت له [أي الددو] ضلالات أخرى لم أركز عليها لسببين... أنها ليست من قتال ذي الشوكة وأعني أنه يسارع في الرد عليه فيها بعض السلفيين والمداخلة ونحوهم كونها من المسائل التي لا يحاسب عليها الطواغيت، كالضلالات التي تنسب إليه في وصف كلام الله والتهوين من شأن القول بخلق القرآن..." .
وهذا الكلام يعني إهمال جانب كبير من القضايا العقدية لأن لها من يسدها ولا تزعج الطغاة! وإذا استقر هذا الوهم داخل الانسان فإنك تراه بالضرورة مهملا للغوص المعرفي فيها وإن كان عنده تصور بسيط عنها.
ولأن البحث وصل مع الاستاذ لهذا التوسع فسأذكر له (قاعدة استدلالية عقدية) يتبين فيها مخالفته للسلف والأئمة وعليها لوازم شنيعة يدرك غورها من قرأ لمخالفي السنة أو الملاحدة والوثنيين، لكن قبل هذا مقدمة وهي:
أنه لا يُفهم (التوحيد) دون العلوم الأخرى كاللغة والأصول والفقه، وهنا يقول الشيخ أبو قتادة: "لقد عشت مع الدعوة أكثر من عشرين عاما، ورأيت أن علة أخطاء المفتين والكاتبين هي في طريقة معالجة النص الشرعي وليس الجهل (والذي هو ضد المعرفة) بالنص الشرعي... قد وجد إخوة أحبة من الشباب هداهم الله تعالى إلى معرفة التوحيد وأركانه، من توحيد الولاء والبراء، وتوحيد العبادة في النسك، وتوحيد العبادة في الحكم والتشريع، وهداهم الله تعالى إلى البراءة من الطواغيت، فكفروا بما يعبد من دون الله تعالى، وهذا كله من نعم الله تعالى، لكنهم وقعوا في محظور يتعلق بأحكامهم على الوقائع والنوازل، هذا المحظور ليس في غياب نصوص شرعية عنهم، ولكن في منهجهم في الحكم على الأحداث والوقائع.. ظن هؤلاء الشباب -هداني الله وإياهم- أن معرفة التوحيد كافية للفتوى في كل نازلة وواقعة" اهـ
-وانظره بأكمله فهو مهم- وهي قضية بدهية عند الطلبة، وإنما نقلت عن الجؤنة لأن الأستاذ قدّم لها.
وإذا تقرر هذا فإن الأستاذ تكلم في أبحاثه عن العذر بالجهل وجاء إلى الحديث المشهور (الذي أمر أهله بإحراقه حتى لا يُعاد إلى الحياة) فكان مما قاله الأستاذ: "وفيه دلالة على العذر بالجهل في باب الأسماء والصفات، لأنّ ذلك لا يُعرف إلاّ عن طريق الرسل، فهذا الرجل جهل سعة قدرة الله عزّ وجلّ وظنّ أنّ وصيّته لأولاده ستنجيه من عذاب الله فغفر له ذلك الجهل، بخلاف التوحيد الذي هو حق الله على العبيد والذي نصب الله له الأدلة العقلية والكونية..." -كشف شبهات المجادلين-
وقال أيضا "وقد يخفى وتذهل عنه الأذهان [أي سعة القدرة]، خصوصا مع شدة الفزع والاندهاش في سكرات الموت، وهو مما لا يعرف إلا من طريق الحجة الرسالية" -ثلاثينية-
وفي موقف صريح يقول "فجهله وشكّه لم يكن في قدرة الله على البعث، وإنّما في سعة هذه القدرة، وأنّه سبحانه قادر على جمع ذرّات الخلق جميعهم من البراري والأنهار والبحار وهذا أمر يُحار العقل في تصوّره واستيعابه ويحتاج الإيمان به إلى تفصيل الحجّة الرسالية كما في تعجّب عائشة رضي الله عنها من سعة علم الله" -تبصير العقلاء-
وهنا يؤسس الأستاذ أن سعة القدرة والعلم لا يمكن تصورها إلا بالحجة الرسالية المفصلة وهذا يعني لو لم تأت هذه الحجة لما أمكن التصور والمعرفة، فالاستدلال عليها يكون من قبيل دلالة الوحي الخبرية وبغيره لا يمكن ذلك.
وهذا التأسيس المعرفي العقدي مع تناقضه فهو من أبطل الباطل وأفسد الكلام ومن اتكأ عليه واتخذه منهجا لما أمكنه محاججة الضالين والكافرين من الملاحدة وغيرهم. وتوضيح ذلك .. (يتبع)