أنا كائنٌ ملولٌ ذو كبرياء. وذلك من داعيات الأسى: لا أهتم لشيءٍ يكتنز فضولي، ولا أحفل بالبشر الكثير. ربما لا أستسيغ لفظ "بيَّاعًا" كما تتناقله الناس، لكنني أتخلَّىٰ، إذا ما اقتضى الأمر، فأبترُ اليد التي تبادر الأذى، والقدم التي تهدِّدني الرحيل، وأنا المبادر في التخلِّي على كل حال.
البارحة بعث لي أحدهم برسالةٍ من أربعٍ عِجافٍ: "أحيانًا أشعر بالخوف منك". يقصد حروفي التي أخطها بقسوةٍ أحيانًا ناصحًا غيري. ربما لو جاءتني منذ عامين لبكيت حالي حتى تندمل المُقل، لكني -على غير عادتي- كنت هادئًا صلبًا، لم يلبس حزني أن مضى، ولم ألتفت كثيرًا إلى مواطن الخوف. ربما لم أكترث كوني أصبحت مؤخرًا أحذَر من نفسي وأخاف، وأميل بطبعي إلى اللامبالاة.
غالبًا أحمل في قلبي شعورين متناقضين: ليِّنٍ بروح طفلٍ، وقاسٍ على غير احتمال. غير أني أقسو في بعض موضعٍ، وألينُ في معظم الأحيان. في الحقيقة لا أُدين أحدًا بقسوتي غير نفسي، وجراحي التي أصقلتها الطعنات، وأَدين بكل عطفي لمن دخل قلبي مؤمنًا، يلتمس الجبر وبعض الأمان.
أريد الزواج وأخاف بعدُ زوجتي، أريد طفلًا يشبهني وأخاف بعدُ التربية، أريد الرفقة وأخاف الرفاق. بالأحرى أخشى الخطأ والأذى الذين قد يطالان غيري، لأني أترفَّعُ عادةً عن الاعتذار، وأسبح منطويًا في فَلكٍ مشحونٍ باللَّوم والندم، أجلد نفسي ثمانين جلدةً بسوط الكتمان.
أنا كائنٌ ملولٌ ذو كبرياء. ألعن فرطَ حساسيتي وأخبئها عن الناس، وألعن قسوتي وأطرحها أمامي، ألين حينًا وأقسو حينًا، وأدعو الله بالسلم بينهما إذا اشتدت عليَّ الأهوال العِظام، وأودِّع الحرب إلى غير ميعاد.
البارحة بعث لي أحدهم برسالةٍ من أربعٍ عِجافٍ: "أحيانًا أشعر بالخوف منك". يقصد حروفي التي أخطها بقسوةٍ أحيانًا ناصحًا غيري. ربما لو جاءتني منذ عامين لبكيت حالي حتى تندمل المُقل، لكني -على غير عادتي- كنت هادئًا صلبًا، لم يلبس حزني أن مضى، ولم ألتفت كثيرًا إلى مواطن الخوف. ربما لم أكترث كوني أصبحت مؤخرًا أحذَر من نفسي وأخاف، وأميل بطبعي إلى اللامبالاة.
غالبًا أحمل في قلبي شعورين متناقضين: ليِّنٍ بروح طفلٍ، وقاسٍ على غير احتمال. غير أني أقسو في بعض موضعٍ، وألينُ في معظم الأحيان. في الحقيقة لا أُدين أحدًا بقسوتي غير نفسي، وجراحي التي أصقلتها الطعنات، وأَدين بكل عطفي لمن دخل قلبي مؤمنًا، يلتمس الجبر وبعض الأمان.
أريد الزواج وأخاف بعدُ زوجتي، أريد طفلًا يشبهني وأخاف بعدُ التربية، أريد الرفقة وأخاف الرفاق. بالأحرى أخشى الخطأ والأذى الذين قد يطالان غيري، لأني أترفَّعُ عادةً عن الاعتذار، وأسبح منطويًا في فَلكٍ مشحونٍ باللَّوم والندم، أجلد نفسي ثمانين جلدةً بسوط الكتمان.
أنا كائنٌ ملولٌ ذو كبرياء. ألعن فرطَ حساسيتي وأخبئها عن الناس، وألعن قسوتي وأطرحها أمامي، ألين حينًا وأقسو حينًا، وأدعو الله بالسلم بينهما إذا اشتدت عليَّ الأهوال العِظام، وأودِّع الحرب إلى غير ميعاد.