#سلسلة_جديدة : بعد الضيق يأتي الفرج
1⃣ أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه :
يغتر بعض الناس بالمظاهر التي يتلبس بها من لا خلاق له ، ونحن لا نعلم ببواطن الشر ، ولكن الله تعالى يظهر تلك البواطن على فلتات اللسان ، وقسمات الوجه ، ويخرج ما يكتمون ، وقد روي عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أنه قال : من أسرَّ سريرة كساه الله جلبابها.
📚 وقد ذكر ابن كثير في تفسيره عند قول الله تعالى : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ " [النمل : 62] أن الحافظ ابن عساكر ذكر في ترجمة أبي بكر محمد بن داود الدينوري أنه قال : كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزيداني ، فركب معي ذات مرة رجل فمررنا في بعض الطريق على طريق غير مسلوكة ، فقال لي : خذ مع هذه الطريق فإنها أقرب ، فقلت : لا خيرة لي فيها ، فقال : بل هي أقرب فسلكناها حتى انتهينا إلى مكان وعر ، وواد عميق وفيه قتلى كثير ، فقال لي : أمسك رأس البغل حتى أنزل فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكينًا معه وقصدني ففررت منه فتبعني فناشدته الله تعالى وقلت له : خذ البغل وما عليه فقال : هو لي وفي يدي ولا أشاورك فيه , فقلت له : فماذا تريد؟ قال : أريد قتلك ، فخوفته الله وذكرته العقوبة فلم يقبل مني فاستسلمت بين يديه وقلت له : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ؟ قال : نعم ، عجل فيهما... وهكذا يعرف الصالحون يتعاملون مع الرب ويحسنون الاتصال به ويقدمون العمل الصالح ويلجؤون إليه ويوقنون أن الاتصال البشري لا يجدي فهم في مناجاة مع الرب ، وصاحب هذا العمل لا يخسر ؛ بل إن قتل فيكون قد ودع الدنيا بأفضل الأعمال، وإن بقي فيكون قد تسلح بسلاح قوي وزادت علاقته وصلته بربه ولو عرف الناس هذا الخير ما تركوه ، ولقضيت حاجاتهم في كل وقت ، وفي كل حين ، ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا.
قال اللص للدينوري : عجّل عليَّ ، فقام المكروب يصلي فأرتج عليه القرآن ونسيه كله من هول الموقف ، إذ السيف على رأسه واللص يقول عجل قبل أن يكبر وعند التكبير وبعد التكبير وفي كل لحظة فما تذكر من القرآن شيئًا حتى الفاتحة يقول : فبقيت واقفًا متحيرًا وهو يقول : هيه أفرغ ، فبينما أنا فيه همّ وضيق ألقى الله على لساني : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ" فقرأتها فإذا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل ، فما أخطأت فؤاده فخر صريعًا فتعلقت بالفارس وقلت : بالله من أنت؟ قال : أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء . قال : فأخذت البغل والحمار ورجعت سالمًا. ( تفسير ابن كثير جزء 3 ).
#يتبع
✍ خالد أبو صالح
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1
1⃣ أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه :
يغتر بعض الناس بالمظاهر التي يتلبس بها من لا خلاق له ، ونحن لا نعلم ببواطن الشر ، ولكن الله تعالى يظهر تلك البواطن على فلتات اللسان ، وقسمات الوجه ، ويخرج ما يكتمون ، وقد روي عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أنه قال : من أسرَّ سريرة كساه الله جلبابها.
📚 وقد ذكر ابن كثير في تفسيره عند قول الله تعالى : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ " [النمل : 62] أن الحافظ ابن عساكر ذكر في ترجمة أبي بكر محمد بن داود الدينوري أنه قال : كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزيداني ، فركب معي ذات مرة رجل فمررنا في بعض الطريق على طريق غير مسلوكة ، فقال لي : خذ مع هذه الطريق فإنها أقرب ، فقلت : لا خيرة لي فيها ، فقال : بل هي أقرب فسلكناها حتى انتهينا إلى مكان وعر ، وواد عميق وفيه قتلى كثير ، فقال لي : أمسك رأس البغل حتى أنزل فنزل وتشمر وجمع عليه ثيابه وسل سكينًا معه وقصدني ففررت منه فتبعني فناشدته الله تعالى وقلت له : خذ البغل وما عليه فقال : هو لي وفي يدي ولا أشاورك فيه , فقلت له : فماذا تريد؟ قال : أريد قتلك ، فخوفته الله وذكرته العقوبة فلم يقبل مني فاستسلمت بين يديه وقلت له : إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين ؟ قال : نعم ، عجل فيهما... وهكذا يعرف الصالحون يتعاملون مع الرب ويحسنون الاتصال به ويقدمون العمل الصالح ويلجؤون إليه ويوقنون أن الاتصال البشري لا يجدي فهم في مناجاة مع الرب ، وصاحب هذا العمل لا يخسر ؛ بل إن قتل فيكون قد ودع الدنيا بأفضل الأعمال، وإن بقي فيكون قد تسلح بسلاح قوي وزادت علاقته وصلته بربه ولو عرف الناس هذا الخير ما تركوه ، ولقضيت حاجاتهم في كل وقت ، وفي كل حين ، ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا.
قال اللص للدينوري : عجّل عليَّ ، فقام المكروب يصلي فأرتج عليه القرآن ونسيه كله من هول الموقف ، إذ السيف على رأسه واللص يقول عجل قبل أن يكبر وعند التكبير وبعد التكبير وفي كل لحظة فما تذكر من القرآن شيئًا حتى الفاتحة يقول : فبقيت واقفًا متحيرًا وهو يقول : هيه أفرغ ، فبينما أنا فيه همّ وضيق ألقى الله على لساني : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ" فقرأتها فإذا بفارس قد أقبل من فم الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل ، فما أخطأت فؤاده فخر صريعًا فتعلقت بالفارس وقلت : بالله من أنت؟ قال : أنا رسول الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء . قال : فأخذت البغل والحمار ورجعت سالمًا. ( تفسير ابن كثير جزء 3 ).
#يتبع
✍ خالد أبو صالح
٠٠٠٠٠┈┅•٭📚🌹📚٭•┅┈٠٠٠٠٠
❀ ✍ معًا نتعلم من الحياة ✍ ❀
📲 https://telegram.me/gasas1