مِن الفتن الشديدة في عصر الظهور:
:
❂ سُئل إمامُنا الرضا صلواتُ الله عليه: (ما علامةُ القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامتُهُ أن يكونَ شيخَ السِنِّ شابَّ المنظر، حتّى أنّ الناظرَ إليه لَيحسبُهُ ابن أربعينَ سنة أو دُونها وإنّ مِن علاماتهِ أن لا يهرم بمُرور الأيّام والّليالي حتّى يأتيه أجله) [كمال الدين]
[توضيحات]
✦قوله: (أن يكون شيخ السِنّ) أي أنّ عُمرَهُ طويل، باعتبار أنّ غيبةَ الإمام طويلة بحيث إذا أردنا أن نحسبَ عُمرهُ مِن يوم الولادة ليومِ الظهور سيكون عُمرهُ طويلاً، ورُغم ذلك فإنّ الذين سينظُرون إلى الإمام عند خروجه يُقدِّرون عُمره ما بين الثلاثين إلى الأربعين بالنتيجة: هذا التحديد المذكور للعمر هو تحديد تقريبي لما يرونهُ مِن شبابٍ وفُتوّةٍ في مَنظر إمامِنا
✦وقوله: (مِن علامتهِ أن لا يهرم) أي لا تظهر عليه علائمُ الشيخوخة حتّى بعد ظُهوره بمُرور الأيّام والّليالي إلى أن يأتي أجله
❂ ويقول أيضاً إمامُنا الرضا: (إنّ القائمَ هو الذي إذا خرج كان في سِنِّ الشيوخ ومَنظر الشُبّان، قويّاً في بَدَنه، حتّى لو قد مدَّ يدهُ إلى أعظمِ شجرةٍ على وجه الأرض لَقَلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صُخورها) [كمال الدين]
مُلاحظة:
هذا الظهور لإمام زمانِنا وهو شابُّ المنظر سيكونُ فتنةً كُبرى مِن فتن عصر الظهور، فإنّ الكثير مِن الناس سيُنكرون إمامَ زمانِنا عند مجيئِهِ إليهم وهو شابُّ المنظر، ويرتدّون عنه كما يقول إمامُنا الصادق: (لو خرج القائمُ بعد أن أنكرَهُ كثيرٌ مِن الناس يرجعُ إليهم شابّاً، فلا يثبتُ عليه إلّا كُلُّ مُؤمنٍ أخذ اللهُ مِيثاقَهُ في الذرِّ الأوّل) [بحار الأنوار]
❂ ويقولُ سيّدُ الشهداء: (لو قام المهديُّ لأنكرهُ الناس لأنّه يرجعُ إليهم شابّاً مُوفّقاً -أي جميل الجسم، وسيماً وعليماً فهيماً وحكيماً- ومِن أعظم البليّة أن يخرجَ إليهم صاحِبُهم شابّاً وهم يحسبونهُ شيخاً كبيرا) [عقد الدرر]
❂ ويقول أيضاً: (إنّ صالحاً -النبيّ- غاب عن قومهِ زماناً، وكان يومَ غاب عنهم كهلاً مبدح البطن، حسن الجسم، وافر الّلحية، خميصَ البطن، خفيفَ العارضين مُجتمعاً، رِبعة مِن الرجال -أي معتدل الجسم- فلمّا رجع إلى قومهِ لم يعرفوهُ بصورته، فرجع إليهم وهم على ثلاث طبقات: طبقةٌ جاحدة لا ترجعُ أبداً، وأخرى شاكّةٌ فيه، وأخرى على يقين
فبدأ حيث رجع بالطبقة الشاكّة، فقال لهم: أنا صالح فكذّبوهُ وشتموهُ وزجروهُ وقالوا: برِئَ اللهُ مِنك، إنّ صالحاً كان في غيرِ صُورتك فأتى الجُحّاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشدّ النُفور، ثُمّ انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهلُ اليقين، فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرنا خَبَراً لا نشكُّ فيك معهُ أنّك صالح، فإنا لا نمتري -لا نشك- أن الله تبارك وتعالى الخالق ينقلُ ويحوّل في أيّ صورةٍ شاء) إلى أن يقول: (فلمّا ظهر صالح اجتمعوا عليه، وإنّما مثلُ القائِم مثل صالح) [كمال الدين]
وجه الشبه بين إمامِنا وبين النبي صالح مِن جهتين:
الجهة (1):
غيبتهُ عن قومهِ وشيعته، ثُمّ خُروجهِ إليهم في صورة تختلف عن الصورة التي كانوا يظنّون أنّه يخرجُ عليها، وهذا ما سيكونُ أيضاً عند خروجِ إمام زماننا
الجهة (2):
حالُ قوم صالح في مُواجهة نبيّهم صالح مِن جاحدين، وشاكّين، وأهل يقين، وهذا سيكونُ بعينهِ في زمن ظُهور إمام زماننا
إنّ المُعترضين على صِغَر سِنّ إمام زماننا حين ظهوره، يُشابهون في اعتراضِهم هذا اليهود، فقد اعترض اليهود على صِغَر سِنّ عيسى كما في سورة مريم: {فأشارت إِليه قالوا كيف نُكلّمُ مَن كان في المهدِ صبيّاً}
ويُشابهون المُعترضين على صِغَر سِنّ أمير المؤمنين حين نَصَبهُ رسول الله إماماً يوم نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} وكان ما كان مِن جمع النبي لعشيرتِه وتنصيب أمير المؤمنين إماماً له عليهم فالرواية تقول: (قام القومُ يضحكُ بعضُهم إلى بعض، ويقولون لأبي طالب: قد أمرَكَ أن تسمعَ وتُطيع لهذا الغُلام)
❂ أيضاً يُحدّثنا محمّد بن الحسن بن عمّار يقول: (أنّه دخل الإمام الجواد وهو صغير السِنّ مسجد رسول الله وكان فيه عليُّ بن جعفر -ابن الإمام الصادق- فوثبَ عليُّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يدي الإمام الجواد وعظّمه، فقال له الإمام: يا عم، أجلس رحمك الله فقال: يا سيّدي كيف أجلس وأنت قائم؟! فلمّا رجع عليُّ بن جعفر إلى مجلسهِ جعل أصحابه يُوبّخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعلُ به هذا الفعل؟! فقال: اسكُتوا، إذا كان اللهُ عزّ وجلّوقبض على لحيته لم يُؤهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعهُ حيث وضعَه، أُنكِرُ فضلَه؟! بل أنا له عبد) [الكافي: ج١]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
:
❂ سُئل إمامُنا الرضا صلواتُ الله عليه: (ما علامةُ القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامتُهُ أن يكونَ شيخَ السِنِّ شابَّ المنظر، حتّى أنّ الناظرَ إليه لَيحسبُهُ ابن أربعينَ سنة أو دُونها وإنّ مِن علاماتهِ أن لا يهرم بمُرور الأيّام والّليالي حتّى يأتيه أجله) [كمال الدين]
[توضيحات]
✦قوله: (أن يكون شيخ السِنّ) أي أنّ عُمرَهُ طويل، باعتبار أنّ غيبةَ الإمام طويلة بحيث إذا أردنا أن نحسبَ عُمرهُ مِن يوم الولادة ليومِ الظهور سيكون عُمرهُ طويلاً، ورُغم ذلك فإنّ الذين سينظُرون إلى الإمام عند خروجه يُقدِّرون عُمره ما بين الثلاثين إلى الأربعين بالنتيجة: هذا التحديد المذكور للعمر هو تحديد تقريبي لما يرونهُ مِن شبابٍ وفُتوّةٍ في مَنظر إمامِنا
✦وقوله: (مِن علامتهِ أن لا يهرم) أي لا تظهر عليه علائمُ الشيخوخة حتّى بعد ظُهوره بمُرور الأيّام والّليالي إلى أن يأتي أجله
❂ ويقول أيضاً إمامُنا الرضا: (إنّ القائمَ هو الذي إذا خرج كان في سِنِّ الشيوخ ومَنظر الشُبّان، قويّاً في بَدَنه، حتّى لو قد مدَّ يدهُ إلى أعظمِ شجرةٍ على وجه الأرض لَقَلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صُخورها) [كمال الدين]
مُلاحظة:
هذا الظهور لإمام زمانِنا وهو شابُّ المنظر سيكونُ فتنةً كُبرى مِن فتن عصر الظهور، فإنّ الكثير مِن الناس سيُنكرون إمامَ زمانِنا عند مجيئِهِ إليهم وهو شابُّ المنظر، ويرتدّون عنه كما يقول إمامُنا الصادق: (لو خرج القائمُ بعد أن أنكرَهُ كثيرٌ مِن الناس يرجعُ إليهم شابّاً، فلا يثبتُ عليه إلّا كُلُّ مُؤمنٍ أخذ اللهُ مِيثاقَهُ في الذرِّ الأوّل) [بحار الأنوار]
❂ ويقولُ سيّدُ الشهداء: (لو قام المهديُّ لأنكرهُ الناس لأنّه يرجعُ إليهم شابّاً مُوفّقاً -أي جميل الجسم، وسيماً وعليماً فهيماً وحكيماً- ومِن أعظم البليّة أن يخرجَ إليهم صاحِبُهم شابّاً وهم يحسبونهُ شيخاً كبيرا) [عقد الدرر]
❂ ويقول أيضاً: (إنّ صالحاً -النبيّ- غاب عن قومهِ زماناً، وكان يومَ غاب عنهم كهلاً مبدح البطن، حسن الجسم، وافر الّلحية، خميصَ البطن، خفيفَ العارضين مُجتمعاً، رِبعة مِن الرجال -أي معتدل الجسم- فلمّا رجع إلى قومهِ لم يعرفوهُ بصورته، فرجع إليهم وهم على ثلاث طبقات: طبقةٌ جاحدة لا ترجعُ أبداً، وأخرى شاكّةٌ فيه، وأخرى على يقين
فبدأ حيث رجع بالطبقة الشاكّة، فقال لهم: أنا صالح فكذّبوهُ وشتموهُ وزجروهُ وقالوا: برِئَ اللهُ مِنك، إنّ صالحاً كان في غيرِ صُورتك فأتى الجُحّاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشدّ النُفور، ثُمّ انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهلُ اليقين، فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرنا خَبَراً لا نشكُّ فيك معهُ أنّك صالح، فإنا لا نمتري -لا نشك- أن الله تبارك وتعالى الخالق ينقلُ ويحوّل في أيّ صورةٍ شاء) إلى أن يقول: (فلمّا ظهر صالح اجتمعوا عليه، وإنّما مثلُ القائِم مثل صالح) [كمال الدين]
وجه الشبه بين إمامِنا وبين النبي صالح مِن جهتين:
الجهة (1):
غيبتهُ عن قومهِ وشيعته، ثُمّ خُروجهِ إليهم في صورة تختلف عن الصورة التي كانوا يظنّون أنّه يخرجُ عليها، وهذا ما سيكونُ أيضاً عند خروجِ إمام زماننا
الجهة (2):
حالُ قوم صالح في مُواجهة نبيّهم صالح مِن جاحدين، وشاكّين، وأهل يقين، وهذا سيكونُ بعينهِ في زمن ظُهور إمام زماننا
إنّ المُعترضين على صِغَر سِنّ إمام زماننا حين ظهوره، يُشابهون في اعتراضِهم هذا اليهود، فقد اعترض اليهود على صِغَر سِنّ عيسى كما في سورة مريم: {فأشارت إِليه قالوا كيف نُكلّمُ مَن كان في المهدِ صبيّاً}
ويُشابهون المُعترضين على صِغَر سِنّ أمير المؤمنين حين نَصَبهُ رسول الله إماماً يوم نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} وكان ما كان مِن جمع النبي لعشيرتِه وتنصيب أمير المؤمنين إماماً له عليهم فالرواية تقول: (قام القومُ يضحكُ بعضُهم إلى بعض، ويقولون لأبي طالب: قد أمرَكَ أن تسمعَ وتُطيع لهذا الغُلام)
❂ أيضاً يُحدّثنا محمّد بن الحسن بن عمّار يقول: (أنّه دخل الإمام الجواد وهو صغير السِنّ مسجد رسول الله وكان فيه عليُّ بن جعفر -ابن الإمام الصادق- فوثبَ عليُّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يدي الإمام الجواد وعظّمه، فقال له الإمام: يا عم، أجلس رحمك الله فقال: يا سيّدي كيف أجلس وأنت قائم؟! فلمّا رجع عليُّ بن جعفر إلى مجلسهِ جعل أصحابه يُوبّخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعلُ به هذا الفعل؟! فقال: اسكُتوا، إذا كان اللهُ عزّ وجلّوقبض على لحيته لم يُؤهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعهُ حيث وضعَه، أُنكِرُ فضلَه؟! بل أنا له عبد) [الكافي: ج١]
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya