اسم الله (المؤمن)
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله؛ في مبحث اسم الله "المؤمن" وهو الاسم الذي ورد في قوله تعالى: ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ).الحشر (23). جاء في الكتاب المذكور قول الشيخ حفظه الله:
وبما تقدم يعلم أن اسم الله ((المؤمن)) يدل على معان عظيمة وأمور جليلة، يمكن تلخيص أهمها في النقاط التالية:
فمن دلائل اسمه ((المؤمن)) شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد، وهي أعظم شهادة، من أعظم شاهد، لأعظم مشهود به.
ومنها تصديقه سبحانه للشاهدين له بالتوحيد، والشهادة لهم بأن ما قالوه حق وصدق.
ومنها تصديقه لأنبيائه بالحجج والبينات بأن ما قالوه وبلغوه عن الله حق لا ريب فيه، وصدق لا امتراء فيه.
ومنها أنه يصدق عباده ما وعدهم من النصر والتمكين، قال تعالى:( ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ). الأنبياء (9)، وقال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ). النور (55).
ومنها: أن يؤمن عباده المؤمنين وأولياءه المتقين من عذابه وعقابه، قال تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ). الأنعام (82)، وقال تعالى:(أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ). فصّلت (40) وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ). الأحقاف (13)
ومنها أنه ينجزهم ما وعدهم من الفوز العظيم ودخول جنات النعيم، قال تعالى: ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ).الزمر (74)
ومنها تأمينه سبحانه الخائفين بإعطائهم الأمان وهو ضد الإخافة، كما قال سبحانه: ( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ). قريش (4). انتهى
من كتاب فقه الأسماء الحسنى ص(٢١٤-٢١٥)، بتصرف يسير جدا، وهو إتمام الآية من سورة الأنبياء، وهو قوله عز وجل: (وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ). فإهلاكهم هو من صدق وعده لرسله أيضا، ولا أدري سبب اقتصار الشيخ على الشطر الأول من الآية، إلا إذا قيل إن الشطر الثاني منها من الوعيد، وهو قد يتخلف، وهذا مبين في قوله تعالى: (وَمَن نَّشَاءُ) فهي شاملة لكل من تخلف الوعيد بحقه، وهذا لا يعارض صدق الله لرسله في إهلاك الظالمين، والانتقام من أعداءه واعداء رسله، كما في قوله تعالى: (فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ). الروم (47) وقال تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ )( وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ). إبراهيم (13- 14)
يقول العلامة السعدي رحمه الله: ولهذا لما انتهى مكرهم بالرسل إلى هذه الحال ما بقي حينئذ إلا أن يمضي الله أمره، وينصر أولياءه، { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } بأنواع العقوبات.{ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ } أي: العاقبة الحسنة التي جعلها الله للرسل ومن تبعهم جزاء { لِمَنْ خَافَ مَقَامِي } عليه في الدنيا وراقب الله مراقبة من يعلم أنه يراه، { وَخَافَ وَعِيدِ } أي: ما توعدت به من عصاني فأوجب له ذلك الانكفاف عما يكرهه الله والمبادرة إلى ما يحبه الله. انتهى
واعلم - رحمك الله - أن لنصر الله أسبابا أعظمها وأجلها وهو الجامع لها والمعبر عن جملتها، ألا وهو تحقيق الإيمان، وما أدراك ما الإيمان.
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله؛ في مبحث اسم الله "المؤمن" وهو الاسم الذي ورد في قوله تعالى: ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ).الحشر (23). جاء في الكتاب المذكور قول الشيخ حفظه الله:
وبما تقدم يعلم أن اسم الله ((المؤمن)) يدل على معان عظيمة وأمور جليلة، يمكن تلخيص أهمها في النقاط التالية:
فمن دلائل اسمه ((المؤمن)) شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد، وهي أعظم شهادة، من أعظم شاهد، لأعظم مشهود به.
ومنها تصديقه سبحانه للشاهدين له بالتوحيد، والشهادة لهم بأن ما قالوه حق وصدق.
ومنها تصديقه لأنبيائه بالحجج والبينات بأن ما قالوه وبلغوه عن الله حق لا ريب فيه، وصدق لا امتراء فيه.
ومنها أنه يصدق عباده ما وعدهم من النصر والتمكين، قال تعالى:( ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ). الأنبياء (9)، وقال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ). النور (55).
ومنها: أن يؤمن عباده المؤمنين وأولياءه المتقين من عذابه وعقابه، قال تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ). الأنعام (82)، وقال تعالى:(أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ). فصّلت (40) وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ). الأحقاف (13)
ومنها أنه ينجزهم ما وعدهم من الفوز العظيم ودخول جنات النعيم، قال تعالى: ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ).الزمر (74)
ومنها تأمينه سبحانه الخائفين بإعطائهم الأمان وهو ضد الإخافة، كما قال سبحانه: ( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ). قريش (4). انتهى
من كتاب فقه الأسماء الحسنى ص(٢١٤-٢١٥)، بتصرف يسير جدا، وهو إتمام الآية من سورة الأنبياء، وهو قوله عز وجل: (وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ). فإهلاكهم هو من صدق وعده لرسله أيضا، ولا أدري سبب اقتصار الشيخ على الشطر الأول من الآية، إلا إذا قيل إن الشطر الثاني منها من الوعيد، وهو قد يتخلف، وهذا مبين في قوله تعالى: (وَمَن نَّشَاءُ) فهي شاملة لكل من تخلف الوعيد بحقه، وهذا لا يعارض صدق الله لرسله في إهلاك الظالمين، والانتقام من أعداءه واعداء رسله، كما في قوله تعالى: (فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ). الروم (47) وقال تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ )( وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ). إبراهيم (13- 14)
يقول العلامة السعدي رحمه الله: ولهذا لما انتهى مكرهم بالرسل إلى هذه الحال ما بقي حينئذ إلا أن يمضي الله أمره، وينصر أولياءه، { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ } بأنواع العقوبات.{ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ } أي: العاقبة الحسنة التي جعلها الله للرسل ومن تبعهم جزاء { لِمَنْ خَافَ مَقَامِي } عليه في الدنيا وراقب الله مراقبة من يعلم أنه يراه، { وَخَافَ وَعِيدِ } أي: ما توعدت به من عصاني فأوجب له ذلك الانكفاف عما يكرهه الله والمبادرة إلى ما يحبه الله. انتهى
واعلم - رحمك الله - أن لنصر الله أسبابا أعظمها وأجلها وهو الجامع لها والمعبر عن جملتها، ألا وهو تحقيق الإيمان، وما أدراك ما الإيمان.