إن الرائد لا يكذب أهله، والسلفيون هم الرواد لقومهم اليوم في ليبيا، فعليهم أن يحملوا هذا الحكم، ويسعوا جاهدين لتبليغه لأهل الحل والعقد ولعموم المسلمين في هذا البلد، فإذا خانوا هذه الأمانة، وتقاعسوا فيها، فسيكونون هم أول من يجني حصاد هذه الخيانة، وقد يزول بسببها هذا الظهور للسلفية الذي استبشرنا به أول الأمر، ويعود السلفيون من حيث بدأوا، وحيث كانوا، سنة الله فيمن ضيع أمره، ولن تجد لسنة الله تبديلا، وأخشى أن يأتي يوم نقول فيه ما قال الشاعر:
ﺑﺬﻟﺖ ﻟﻬﻢ ﻧُﺼﺤﻲ ﺑِﻤُﻨﻌﺮَﺝِ ﺍﻟﻠِّﻮﻯ ... ﻓﻠﻢ ﻳَﺴﺘﺒﻴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻨﺼﺢَ ﺇﻻ ﺿُﺤﻰ ﺍﻟﻐَﺪِ
ولقد ترددت في نشر هذه الرسالة، ثم استخرت الله، وعزمت على بعثها لعلها تجد من يفهمها، وأرجو من الله أن تصل إلى السلفيين الغيورين على دينهم ووطنهم، الذين لهم قدرة على التأثير في السلفيين وفي عموم المسلمين في هذا البلد، ولو بالوعظ والإرشاد والتوجيه، والذين يقدرون على التواصل مع أهل الحل والعقد، فهؤلاء قد يتعين عليهم حمل الحكم الذي سبقت الإشارة إليه، ودعوة الناس إليه. وقيامهم به هو من تبليغ دين الله وهي وظيفة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، كما أن قيامهم به هو من شكر نعمة الله، أن جعل في أيديهم ما كانوا به من أهل الأعمال والتكاليف الخاصة التي يشرف الله بها من شاء من عباده:
لقد هيأوك لأمر عظيم لو فطنت له لم ترع مع الهمل.
فمن قام بهذا التكليف الخاص، مخلصا فيه لربه، متوكلا عليه وحده في القيام به، طالبا به وجهه سبحانه وتعالى، فليبشر بالتمكين في الدنيا، وبالأجور العظيمة والثواب الجزيل من الله ذي الفضل العظيم في الآخرة
ويوشك أن يصان هذا البلد، ويحفظ دينه، وتحفظ كرامته وسيادته واستقلاله بفضل الله، إذا انتدب من السلفيين ومن غيرهم من يقوم بهذا الواجب العظيم، الذي فيه ظهور الإسلام وعز المسلمين.
فاللهم يا قوي يا عزيز يا ذا الجلال والإكرام أبرم لنا في هذا البلد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويحكم فيه بكتابك وسنة نبيك، إنك أنت القوي المتين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
----------------------------------------------------------
١-الأحكام السلطانية للماوردي رحمه الله.
٢-السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
٣-رسالة تحكيم القوانين للعلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله.
ﺑﺬﻟﺖ ﻟﻬﻢ ﻧُﺼﺤﻲ ﺑِﻤُﻨﻌﺮَﺝِ ﺍﻟﻠِّﻮﻯ ... ﻓﻠﻢ ﻳَﺴﺘﺒﻴﻨﻮﺍ ﺍﻟﻨﺼﺢَ ﺇﻻ ﺿُﺤﻰ ﺍﻟﻐَﺪِ
ولقد ترددت في نشر هذه الرسالة، ثم استخرت الله، وعزمت على بعثها لعلها تجد من يفهمها، وأرجو من الله أن تصل إلى السلفيين الغيورين على دينهم ووطنهم، الذين لهم قدرة على التأثير في السلفيين وفي عموم المسلمين في هذا البلد، ولو بالوعظ والإرشاد والتوجيه، والذين يقدرون على التواصل مع أهل الحل والعقد، فهؤلاء قد يتعين عليهم حمل الحكم الذي سبقت الإشارة إليه، ودعوة الناس إليه. وقيامهم به هو من تبليغ دين الله وهي وظيفة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، كما أن قيامهم به هو من شكر نعمة الله، أن جعل في أيديهم ما كانوا به من أهل الأعمال والتكاليف الخاصة التي يشرف الله بها من شاء من عباده:
لقد هيأوك لأمر عظيم لو فطنت له لم ترع مع الهمل.
فمن قام بهذا التكليف الخاص، مخلصا فيه لربه، متوكلا عليه وحده في القيام به، طالبا به وجهه سبحانه وتعالى، فليبشر بالتمكين في الدنيا، وبالأجور العظيمة والثواب الجزيل من الله ذي الفضل العظيم في الآخرة
ويوشك أن يصان هذا البلد، ويحفظ دينه، وتحفظ كرامته وسيادته واستقلاله بفضل الله، إذا انتدب من السلفيين ومن غيرهم من يقوم بهذا الواجب العظيم، الذي فيه ظهور الإسلام وعز المسلمين.
فاللهم يا قوي يا عزيز يا ذا الجلال والإكرام أبرم لنا في هذا البلد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويحكم فيه بكتابك وسنة نبيك، إنك أنت القوي المتين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
----------------------------------------------------------
١-الأحكام السلطانية للماوردي رحمه الله.
٢-السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
٣-رسالة تحكيم القوانين للعلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله.