ملئ الضلوعَ وفاض عن أجنابها
قلبُ إذا ذكرَ الحبيبُ يذوبُ
ما زال يخفقُ ضارباً بجناحه
يا ليت شعري هل تطيرُ قلوبُ
- ولقد كان الحلم من أجل شمائله ﷺ فعندما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه كثيراً، وقالوا: لودعوت عليهم ! فقال: «إنى لم أبعث لعاناً، ولكنى بعثت داعياً، ورحمة، اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون» رواه البخارى.
-
فكان ﷺ أجمل الناس صفحاً، ممتثلاً قوله تعالى:﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾(الحجر: ٨٥-٨٦)، وقوله تعالى: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾(الزخرف: ٨٩)، فكان يقابل أذاهم بالصفح الجميل، وكان من عظيم حلمه ﷺ أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال ﷺ: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً»، وموقفه مع أهل مكة خير شاهد على عفوه عند المقدرة فلما فتح مكة دخل البيت، فصلى بين الساريتين، ثم وضع يديه على عضادتي الباب، فقال: لا إله إلا الله وحده ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ قالوا: نقول خيراً، ونظن خيراً: أخ كريم، وابن أخ، وقد قدرت.. قال: فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين﴾(يوسف: ٩٢)، اذهبوا أنتم الطلقاء.
أثر الأخلاق فى فتح القلوب للإيمان؛ لقد كان لحسن الأخلاق بالغ الأثر فى فتح القلوب للهداية والإيمان بالله عز وجل من ذلك:
- إسلام الغلام الذى كان يخدم سيدنا رسول الله ﷺ، فعن أنس رضي الله عنه قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم .. فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار» رواه البخاري.
-
- إسلام ملك عمان، لقد ذكر ابن حجر في الإصابة، أن الجُلَنْدى ملك عُمَان قال: لقد دَلَّنِي على هذا النبي الأمي ﷺ أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يَغْلِب فلا يَبْطَرُ، ويُغْلب فلا يجبر - لا يتلفظ بقبيح - وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي، فأسلم الجُلَنْدى حُباً فى أخلاق سيدنا رسول الله ﷺ.
-
- إسلام خصم على بن أبي طالب، لقد فقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه درعه، فوجدها في يد رجل من غير المسلمين كان قد عرضها في السوق يريد بيعها، فلمّا رآها عرفها، فقال له: هذه درعي كانت قد سقطت عن جمل لي في مكان كذا، فأنكر الرجل، ورفع الأمر إلى القاضي الذى طلب من أمير المؤمنين البينة، فأراد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يشهد له الحسن، فأجابه القاضي شريحٌ بأن شهادة الولد لا تجوز لأبيه، فقال عليّ: يا سبحان الله! رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟! أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحسَنُ والحُسَيْنُ سيِّدا شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، إلّا أنّ القاضي شريح أصرّ على موقفه بأنّه لا تجوز شهادة الولد لأبيه، فلما رأى الخصم مثل هذا، قال لعليّ: أشهد أنّها درعك يا أمير المؤمنين.. ثم قال مُتعجباً: أميرُ المؤمنين يقاضيني أمام قاضيه، وقاضيه يقضي لي عليه!!، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأسلم لِما رأى من العدل في القضاء، فكان موقف شريح وقضاؤه بالحقّ وقَبول أمير المؤمنين وخضوعه لحكم القاضي دون اعتراض سبباً في دخول سارق الدرع فى الإسلام.
-
- إسلام أهل سمرقند؛ ففى عهد عمر بن عبدالعزيز فتح قتيبة بن مسلم سمرقند عنوة فشكى أهلها ذلك إلى عمر بن عبدالعزيز فأحال الأمر إلى القضاء فحكم القاضي المسلم بخروج جيوش المسلمين منها فدخل أهلها فى دين الله أفواجاً، فما أحوج أمتنا إلى إرساء مثل هذا العدل حتى تنعم بالأمن والأمان، والمحبة والإخاء.
-
- إسلام جار عبدالله بن المبارك لحسن أخلاق بن المبارك؛ لقد كان لعبد الله بن المبارك جار غير مسلم فأراد أن يبيع داره، فقيل له: بكم تبيع؟ قال: بألفين. فقيل له: لا تساوي إلا ألفاً؟ قال: صدقتم ولكن ألف للدار وألف لجوار عبد الله بن المبارك، فأخبر عبد الله بن المبارك بذلك فأعطاه ثمن الدار، وقال له لا تبعها، فأسلم الرجل لحسن أخلاق بن المبارك..
- إسلام كثير من الشعوب متأثرين بمكارم أخلاق التجار المسلمين؛ لقد انتشر الإسلام بين الصينيين عن طريق التجار المسلمين، وكذلك وصل إلى دول جنوب شرق آسيا كأندونيسيا وماليزيا والفلبين وجزر المالديف التي تقع في الجنوب الغربي من سريلانكا، ودخل الإسلام فيتنام، وألبانيا وغيرها من مناطق البلقان عن طريق لغة الأخلاق الراقية التى تمسك بها التجار المسلمين، لقد غزت مكارم الأخلاق القلوب فلم يملك أصحابها إلا أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
قلبُ إذا ذكرَ الحبيبُ يذوبُ
ما زال يخفقُ ضارباً بجناحه
يا ليت شعري هل تطيرُ قلوبُ
- ولقد كان الحلم من أجل شمائله ﷺ فعندما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه كثيراً، وقالوا: لودعوت عليهم ! فقال: «إنى لم أبعث لعاناً، ولكنى بعثت داعياً، ورحمة، اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون» رواه البخارى.
-
فكان ﷺ أجمل الناس صفحاً، ممتثلاً قوله تعالى:﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾(الحجر: ٨٥-٨٦)، وقوله تعالى: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾(الزخرف: ٨٩)، فكان يقابل أذاهم بالصفح الجميل، وكان من عظيم حلمه ﷺ أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال ﷺ: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً»، وموقفه مع أهل مكة خير شاهد على عفوه عند المقدرة فلما فتح مكة دخل البيت، فصلى بين الساريتين، ثم وضع يديه على عضادتي الباب، فقال: لا إله إلا الله وحده ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ قالوا: نقول خيراً، ونظن خيراً: أخ كريم، وابن أخ، وقد قدرت.. قال: فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين﴾(يوسف: ٩٢)، اذهبوا أنتم الطلقاء.
أثر الأخلاق فى فتح القلوب للإيمان؛ لقد كان لحسن الأخلاق بالغ الأثر فى فتح القلوب للهداية والإيمان بالله عز وجل من ذلك:
- إسلام الغلام الذى كان يخدم سيدنا رسول الله ﷺ، فعن أنس رضي الله عنه قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم .. فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار» رواه البخاري.
-
- إسلام ملك عمان، لقد ذكر ابن حجر في الإصابة، أن الجُلَنْدى ملك عُمَان قال: لقد دَلَّنِي على هذا النبي الأمي ﷺ أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يَغْلِب فلا يَبْطَرُ، ويُغْلب فلا يجبر - لا يتلفظ بقبيح - وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي، فأسلم الجُلَنْدى حُباً فى أخلاق سيدنا رسول الله ﷺ.
-
- إسلام خصم على بن أبي طالب، لقد فقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه درعه، فوجدها في يد رجل من غير المسلمين كان قد عرضها في السوق يريد بيعها، فلمّا رآها عرفها، فقال له: هذه درعي كانت قد سقطت عن جمل لي في مكان كذا، فأنكر الرجل، ورفع الأمر إلى القاضي الذى طلب من أمير المؤمنين البينة، فأراد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يشهد له الحسن، فأجابه القاضي شريحٌ بأن شهادة الولد لا تجوز لأبيه، فقال عليّ: يا سبحان الله! رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟! أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحسَنُ والحُسَيْنُ سيِّدا شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، إلّا أنّ القاضي شريح أصرّ على موقفه بأنّه لا تجوز شهادة الولد لأبيه، فلما رأى الخصم مثل هذا، قال لعليّ: أشهد أنّها درعك يا أمير المؤمنين.. ثم قال مُتعجباً: أميرُ المؤمنين يقاضيني أمام قاضيه، وقاضيه يقضي لي عليه!!، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأسلم لِما رأى من العدل في القضاء، فكان موقف شريح وقضاؤه بالحقّ وقَبول أمير المؤمنين وخضوعه لحكم القاضي دون اعتراض سبباً في دخول سارق الدرع فى الإسلام.
-
- إسلام أهل سمرقند؛ ففى عهد عمر بن عبدالعزيز فتح قتيبة بن مسلم سمرقند عنوة فشكى أهلها ذلك إلى عمر بن عبدالعزيز فأحال الأمر إلى القضاء فحكم القاضي المسلم بخروج جيوش المسلمين منها فدخل أهلها فى دين الله أفواجاً، فما أحوج أمتنا إلى إرساء مثل هذا العدل حتى تنعم بالأمن والأمان، والمحبة والإخاء.
-
- إسلام جار عبدالله بن المبارك لحسن أخلاق بن المبارك؛ لقد كان لعبد الله بن المبارك جار غير مسلم فأراد أن يبيع داره، فقيل له: بكم تبيع؟ قال: بألفين. فقيل له: لا تساوي إلا ألفاً؟ قال: صدقتم ولكن ألف للدار وألف لجوار عبد الله بن المبارك، فأخبر عبد الله بن المبارك بذلك فأعطاه ثمن الدار، وقال له لا تبعها، فأسلم الرجل لحسن أخلاق بن المبارك..
- إسلام كثير من الشعوب متأثرين بمكارم أخلاق التجار المسلمين؛ لقد انتشر الإسلام بين الصينيين عن طريق التجار المسلمين، وكذلك وصل إلى دول جنوب شرق آسيا كأندونيسيا وماليزيا والفلبين وجزر المالديف التي تقع في الجنوب الغربي من سريلانكا، ودخل الإسلام فيتنام، وألبانيا وغيرها من مناطق البلقان عن طريق لغة الأخلاق الراقية التى تمسك بها التجار المسلمين، لقد غزت مكارم الأخلاق القلوب فلم يملك أصحابها إلا أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.