Репост из: بدايات معرفية️
صلاة الاستخارة!
صلاة الاستخارة وجه من أوجه تحقيق العبودية لله تعالى، تُعلِّق قلب المسلم بالله عز وجل، وتخلصه من تَعلُّقه بالمخلوق، أو بأسبابه واختياراته.
وتحقيق ذلك في جميع تقلبات القلب والنفس هو غاية العبودية وكمال التوكل، وذلك حين يستشعر العبد حاجته وفقره إلى الله سبحانه، فيجد لذته وطمأنينته في الركون إلى الخالق القادر المدبِّر. فلا يكاد يطرأ عليه حادث صغير أو كبير إلا ويلجأ إلى صلاة الاستخارة ليطلب الخيرة من الله عز وجل.
• أهمية صلاة الاستخارة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
- رواه البخاري (6382)
يقول ابن حجر في "فتح الباري" (11/184):
ويقول العيني في "عمدة القاري" (7/223):
جاء في "لقاءات الباب المفتوح" للشيخ ابن عثيمين (لقاء رقم/85، السؤال الأول):
السؤال:
• وقال شيخنا وجدان العلي ملخصًا ما سبق:
صلاة الاستخارة وجه من أوجه تحقيق العبودية لله تعالى، تُعلِّق قلب المسلم بالله عز وجل، وتخلصه من تَعلُّقه بالمخلوق، أو بأسبابه واختياراته.
وتحقيق ذلك في جميع تقلبات القلب والنفس هو غاية العبودية وكمال التوكل، وذلك حين يستشعر العبد حاجته وفقره إلى الله سبحانه، فيجد لذته وطمأنينته في الركون إلى الخالق القادر المدبِّر. فلا يكاد يطرأ عليه حادث صغير أو كبير إلا ويلجأ إلى صلاة الاستخارة ليطلب الخيرة من الله عز وجل.
• أهمية صلاة الاستخارة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن"
- رواه البخاري (6382)
يقول ابن حجر في "فتح الباري" (11/184):
"يتناول العموم العظيم من الأمور والحقير، فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم".
ويقول العيني في "عمدة القاري" (7/223):
"قوله: (في الأمور كلها): دليل على العموم، وأن المرء لا يحتقر أمراً لصغره وعدم الاهتمام به فيترك الاستخارة فيه. فرب أمر يستخف بأمره فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليسأل أحدكم ربه حتى في شسع نعله)."بهذا يتبين أنَّ مِن الخطأ قصر الاستخارة على أحوال نادرة أو قليلة، بل الشأن في المسلم اللجوء إلى الله عز وجل واستخارته في جميع الأمور التي يتردد فيها. حتى إن زينب بنت جحش رضي الله عنها صلت الاستخارة حين عرض عليها الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم. وعلق على ذلك النووي بقوله في "شرح مسلم" (9/224):
"فيه استحباب صلاة الاستخارة لمن هَمَّ بأمر، سواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا. وهو موافق لحديث جابر في صحيح البخاري قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها). ولعلها استخارت لخوفها من تقصير في حقه صلى الله عليه وسلم."• كيفية صلاة الاستخارة
جاء في "لقاءات الباب المفتوح" للشيخ ابن عثيمين (لقاء رقم/85، السؤال الأول):
السؤال:
"فضيلة الشيخ! هل ركعتا الاستخارة مشروعة فقط في الأمر الذي لم تتبين فيه المصلحة، أم أنها تفعل في كل أمر يقدم عليه ولو كان ظاهره الخير، كإمامة مسجد، أو خطبة امرأة صالحة، وما شابه ذلك؟ أرجو التوضيح."الجواب:
"صلاة الاستخارة أن الإنسان إذا همَّ بأمر وتردد في عاقبته فإنه يستخير الله أي: يسأل الله خير الأمرين: الإقدام أو الترك، ولكنه لا يستخير في كل شيء. يعني: ليس للإنسان إذا أراد أن يتغدى أن يقول: أستخير الله. إذا أراد أن يذهب يصلي مع الجماعة أن يقول: أستخير الله. إنما يستخير الله في أمر لا يدري ما عاقبته. ومن ذلك: إمامة المسجد. لو عرض عليه إمامة المسجد ولم يترجح عنده الإقدام أو الترك فليستخر الله. فالإمامة من حيث هي خير في ذاتها، لكن العاقبة؛ لأن الإنسان لا يدري في المستقبل هل يقوم بواجب الإمامة أو لا يقوم، وهل يستقر في هذا المسجد أو لا يستقر، وهل يكون ملائماً للجماعة أو غير ملائم. هو لا يستخير على أن الإمامة من حيث هي خير، لكن العاقبة. كم من إنسان كان إماماً في مسجد ثم لحقه من التعب وعدم القيام بالواجب والمشاكل مع الجماعة ما يتمنى أنه لم يكن إماماً. كذلك المرأة الصالحة، لكن لا أدري ما العاقبة.انتهى باختصار.
والمهم أن كل شيء تتردد فيه فعليك بالله، الجأ إليه، اسأله خير الأمرين."
• وقال شيخنا وجدان العلي ملخصًا ما سبق:
كم يغفل هذا الخلق عن شعار الفقر بركعتي استخارةٍ تهديان إلى منازل السعادة، وتنشئان للعبد كونًا خاصًّا يسلم فيه من آفات النقص والضعف والعجز الإنساني!#شعار_الفقر #الاستخارة #التوكل
وإنه لمشهدٌ عظيمٌ يرقى بالعبد إلى سدرة المنتهى؛ إذ يقف في كسوة الذل بين يدي ربه مستخيرًا يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسأل من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب..
وما هذا الحرف الجليل إلا إعلانُ فقرٍ بين يدي رب العالمين، يقول فيه العبد: لن أفعل حتى تأذن وتبارك!
وأرجو أن تمثل لنفسك نبيلًا من الناس كريمًا في قومه، يعرفونه بالحكمة وسداد الرأي=يأتي إليه من يستشيره لا يفارق مشورته، ولو كان المستشير لئيما، أفيليق به أن يدله على ما فيه ضره وهلاكه، وقد جاء إليه واعتصم به؟!
فكيف بالذي يعلم السر وأخفى، وهو يرى عبده آتيًا إليه لائذًا به، فارغًا من شهود نفسه الضعيفة=فإنه ليكرمه ويعصمه ويهديه ويسدده ويرشده ويؤيده ويجعله في خفارة الحفظ ومعية الإعانة، ويبارك له وعليه ويجعل له دربًا مطمئنًا يابسًا في بحر الحياة المضطرب المتلاطم!
ولعل هذا يكشف لك سر تعليم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الاستخارة في كل شيء، كما يعلمهم السورة من القرآن!
وإنه لوقت يسير، في ركعتين صغيرتين، تتقدمان العمل فتعصمانه وتسددانه، وكم من ناسٍ هذا المشهد المتدثر بالجود والحفظ، فلا يزال يشكو عثرات الحياة وصعاب الطريق!
ولو أنه سجد! وياليته سجد!