دوستويفسكي في هذه الفلسفة يحاول أن يُبرز التوتر المستمر بين العقلانية والرومانسية، وكيف يمكن للإنسان أن يعيش في حالة من الصراع بين هذين القطبين. فمن جهة، يرى أن الرومانسية تحمل معها نوعًا من التحرر من قيود الواقع، والانطلاق إلى عالم أسمى، مليء بالأحلام والمثل العليا. ومن جهة أخرى، يدرك أن العقلانية هي ما يبقي الإنسان على الأرض، متزنًا ومستقرًا، حيث تحميه من الانجراف في مشاعر وأوهام قد تكون مدمرة.
بالنسبة له، الرومانسية ليست مجرد انعزال في الخيال، بل هي أيضًا حالة داخلية تُلهم الشخص وتدفعه نحو البحث عن الجمال والحقيقة في العالم. ومع ذلك، يحذر من أن الإفراط فيها قد يؤدي إلى الفناء، تمامًا كما يُظهر المثال الروسي الذي قدمه، حيث يمكن للأشخاص أن يغنوا حتى الموت، بدون وعي حقيقي بما يحدث حولهم.
هذا المزيج بين العقل والرومانسية هو ما يجعل رؤية دوستويفسكي عميقة ومعقدة. فهو لا يرفض أحدهما لصالح الآخر، بل يسعى لفهم كيف يمكن للإنسان أن يعيش في هذا التوازن الدقيق بين الحلم والواقع، بين الجمال والعقل، بين السمو والانهيار.
يقول دوستويفسكي في مذكراته وكأنه يلخص فلسفته: "العظمة ليست في أن تعيش الحياة بالكامل في الأحلام، ولكن أن تعرف متى تفتح عينيك لتواجه الحقيقة دون أن تفقد القدرة على الحلم".
بالنسبة له، الرومانسية ليست مجرد انعزال في الخيال، بل هي أيضًا حالة داخلية تُلهم الشخص وتدفعه نحو البحث عن الجمال والحقيقة في العالم. ومع ذلك، يحذر من أن الإفراط فيها قد يؤدي إلى الفناء، تمامًا كما يُظهر المثال الروسي الذي قدمه، حيث يمكن للأشخاص أن يغنوا حتى الموت، بدون وعي حقيقي بما يحدث حولهم.
هذا المزيج بين العقل والرومانسية هو ما يجعل رؤية دوستويفسكي عميقة ومعقدة. فهو لا يرفض أحدهما لصالح الآخر، بل يسعى لفهم كيف يمكن للإنسان أن يعيش في هذا التوازن الدقيق بين الحلم والواقع، بين الجمال والعقل، بين السمو والانهيار.
يقول دوستويفسكي في مذكراته وكأنه يلخص فلسفته: "العظمة ليست في أن تعيش الحياة بالكامل في الأحلام، ولكن أن تعرف متى تفتح عينيك لتواجه الحقيقة دون أن تفقد القدرة على الحلم".