#سوريا
#تحليل
أصبح واضحا أن ترامب سيوقف دعمه لأوكرانيا، فهو يريد التفرغ لدعم الاقتصاد الأمريكي ووقف الهجرة، وللحرب الاقتصادية مع الصين، وهذا سيعطي روسيا دفعة في المفاوضات مع أمريكا، حيث قد يتغاضى ترامب عن طموح روسيا في أوكرانيا، وحتى في أوروبا، مقابل ابتعاد روسيا عن الصين أو ضغط روسيا على أوروبا اليسارية.
أوروبا أدركت أنها أصبحت وحيدة في مواجهة روسيا، ما يعني أن أوروبا وبريطانيا ستزيدان من ميزانياتهما الدفاعية، وستحاولان التقرب من تركيا مرة أخرى لحماية أوروبا أو أوكرانيا او حتى لرعاية أي مفاوضات ممكنة قد تحفظ ماء الوجه لأوروبا.
بالنسبة لتركيا، فهي تريد انسحابا أمريكيا من شرق الفرات، ومع السلام المأمول برسالة أوجالان، أصبح من الممكن أن نرى اقترابا أكبر للمفاوضات بين المليشيات الانفصالية والأتراك برعاية أمريكية، كما لاتريد تركيا التصعيد مع روسيا، وبنفس الوقت لا تريد أن ترى تمددا لروسيا في سوريا أو في أوكرانيا. مازالت تركيا تقف رسميا على الحياد في الحرب الاوكرانية الروسية، وبالتالي فكلا الطرفين يحاولون استمالتها واليوم أوروبا تستميلها أيضا وهذا يعني أنه أصبح لديها ملف للتفاوض مع روسيا ومع امريكا.
بالنسبة لإيران، فلم يعد لها أي حلفاء حقيقيين، إلا الصين، فنتنياهو استطاع تحجيمها لدرجة قررت فيها الانطواء على نفسها حاليا، ولم يعد لا نتنياهو ولا ترامب يتعاطون معها، لكنها لن تتوقف عن محاولاتها اللعب تحت الطاولة بدعم الأقليات، ما أثار حفيظة الأتراك ووجهوا لها رسالة مباشرة قبل أيام. أما الروس فلم يعودوا بحاجة لها، ولا يريدون إغضاب ترامب الذي لا يريد أي تعاون روسي مع إيران.
نتنياهو على الطرف الآخر، يريد بقاء القوات الامريكية في سوريا أو عودة النفوذ الروسي الى سوريا، وهو يقنع ترامب بأحد الأمرين، لمنع تمدد النفوذ التركي في سوريا، ولمنع الحكومة الجديدة في دمشق من التعاون مع تركيا، وإلا فهو يهدد بالتقسيم باستخدام الدروز لوضعهم كوسادة أمان بينه وبين دمشق.
الوضع ازداد ضبابية، بسبب التغيرات المستمرة في مواقف الدول، فهناك اليوم عدة ملفات عالقة:
1. موقف ترامب من سوريا، هل سينسحب أم لا وهل سيرفع العقوبات أم لا؟ علما أن نتنياهو يضغط ضد ذلك مع أمريكا ومع الدول العربية، وتركيا تضغط عكس ذلك. يحاول نتنياهو استفزاز دمشق، بالدخول برا على مناطق في محافظة القنيطرة، لاشعال توتر يستطيع تقديمه لترامب كعذر على منع رفع العقوبات عن دمشق أو منع الانسحاب الامريكي من سوريا. ومن المناسب أن لا يكون هناك أي مواجهة بين دمشق وتل أبيب في هذه المرحلة المفصلية. ربما سيضغط ترامب على دمشق لاتفاق سلام مع تل أبيب، كجزء من خطته للشرق الأوسط مقابل رفع العقوبات.
2. موقف ترامب من أوكرانيا وأوروبا أصبح واضحا، وبقي أن نعرف هل سيتعاون مع روسيا اقتصاديا وسياسيا لمحاصرة قادات اوروبا اليساريين ودعم اليمين الاوروبي؟
3. على مايبدو والله أعلم، ستستمر الحرب الاوكرانية الروسية والاوروبيين بقيادة بريطانيا، أصبحوا اليوم وحيدين أمام الروس مايعني أنهم سينقسمون قريبا
3. روسيا ستركز على أوكرانيا، لذلك من المرجح أن تتفق مع تركيا وليس مع نتنياهو أو ترامب في سوريا مايعزز فرضية قيام نتنياهو بدعم الانقسام في سوريا أو بإقناع ترامب بصفقة.
4. تركيا لن تصطدم مع أي طرف في المستقبل القريب، وستحاول الاستفادة من النزاعات المذكورة.
يبدو أن الأعوام الأربعة القادمة ستكون مفصلية وتقربنا أكثر نحو فقدان السيطرة في العالم، ما يعني أن الحرب مهما طالت فهي قادمة.
#تحليل
أصبح واضحا أن ترامب سيوقف دعمه لأوكرانيا، فهو يريد التفرغ لدعم الاقتصاد الأمريكي ووقف الهجرة، وللحرب الاقتصادية مع الصين، وهذا سيعطي روسيا دفعة في المفاوضات مع أمريكا، حيث قد يتغاضى ترامب عن طموح روسيا في أوكرانيا، وحتى في أوروبا، مقابل ابتعاد روسيا عن الصين أو ضغط روسيا على أوروبا اليسارية.
أوروبا أدركت أنها أصبحت وحيدة في مواجهة روسيا، ما يعني أن أوروبا وبريطانيا ستزيدان من ميزانياتهما الدفاعية، وستحاولان التقرب من تركيا مرة أخرى لحماية أوروبا أو أوكرانيا او حتى لرعاية أي مفاوضات ممكنة قد تحفظ ماء الوجه لأوروبا.
بالنسبة لتركيا، فهي تريد انسحابا أمريكيا من شرق الفرات، ومع السلام المأمول برسالة أوجالان، أصبح من الممكن أن نرى اقترابا أكبر للمفاوضات بين المليشيات الانفصالية والأتراك برعاية أمريكية، كما لاتريد تركيا التصعيد مع روسيا، وبنفس الوقت لا تريد أن ترى تمددا لروسيا في سوريا أو في أوكرانيا. مازالت تركيا تقف رسميا على الحياد في الحرب الاوكرانية الروسية، وبالتالي فكلا الطرفين يحاولون استمالتها واليوم أوروبا تستميلها أيضا وهذا يعني أنه أصبح لديها ملف للتفاوض مع روسيا ومع امريكا.
بالنسبة لإيران، فلم يعد لها أي حلفاء حقيقيين، إلا الصين، فنتنياهو استطاع تحجيمها لدرجة قررت فيها الانطواء على نفسها حاليا، ولم يعد لا نتنياهو ولا ترامب يتعاطون معها، لكنها لن تتوقف عن محاولاتها اللعب تحت الطاولة بدعم الأقليات، ما أثار حفيظة الأتراك ووجهوا لها رسالة مباشرة قبل أيام. أما الروس فلم يعودوا بحاجة لها، ولا يريدون إغضاب ترامب الذي لا يريد أي تعاون روسي مع إيران.
نتنياهو على الطرف الآخر، يريد بقاء القوات الامريكية في سوريا أو عودة النفوذ الروسي الى سوريا، وهو يقنع ترامب بأحد الأمرين، لمنع تمدد النفوذ التركي في سوريا، ولمنع الحكومة الجديدة في دمشق من التعاون مع تركيا، وإلا فهو يهدد بالتقسيم باستخدام الدروز لوضعهم كوسادة أمان بينه وبين دمشق.
الوضع ازداد ضبابية، بسبب التغيرات المستمرة في مواقف الدول، فهناك اليوم عدة ملفات عالقة:
1. موقف ترامب من سوريا، هل سينسحب أم لا وهل سيرفع العقوبات أم لا؟ علما أن نتنياهو يضغط ضد ذلك مع أمريكا ومع الدول العربية، وتركيا تضغط عكس ذلك. يحاول نتنياهو استفزاز دمشق، بالدخول برا على مناطق في محافظة القنيطرة، لاشعال توتر يستطيع تقديمه لترامب كعذر على منع رفع العقوبات عن دمشق أو منع الانسحاب الامريكي من سوريا. ومن المناسب أن لا يكون هناك أي مواجهة بين دمشق وتل أبيب في هذه المرحلة المفصلية. ربما سيضغط ترامب على دمشق لاتفاق سلام مع تل أبيب، كجزء من خطته للشرق الأوسط مقابل رفع العقوبات.
2. موقف ترامب من أوكرانيا وأوروبا أصبح واضحا، وبقي أن نعرف هل سيتعاون مع روسيا اقتصاديا وسياسيا لمحاصرة قادات اوروبا اليساريين ودعم اليمين الاوروبي؟
3. على مايبدو والله أعلم، ستستمر الحرب الاوكرانية الروسية والاوروبيين بقيادة بريطانيا، أصبحوا اليوم وحيدين أمام الروس مايعني أنهم سينقسمون قريبا
3. روسيا ستركز على أوكرانيا، لذلك من المرجح أن تتفق مع تركيا وليس مع نتنياهو أو ترامب في سوريا مايعزز فرضية قيام نتنياهو بدعم الانقسام في سوريا أو بإقناع ترامب بصفقة.
4. تركيا لن تصطدم مع أي طرف في المستقبل القريب، وستحاول الاستفادة من النزاعات المذكورة.
يبدو أن الأعوام الأربعة القادمة ستكون مفصلية وتقربنا أكثر نحو فقدان السيطرة في العالم، ما يعني أن الحرب مهما طالت فهي قادمة.