هل كان مستغرباً أن تُسرب أصواتهم، وهم يتحدثون عن الأموال العامة وكأنها دراهم سُلبت من سوقٍ مهجور؟ بل إن ما يُدمي القلب حقاً أن هؤلاء، وهم ينهشون جسد الدولة، لا يخجلون حتى من فضائحهم التي باتت تُبث على الملأ. في تسريباتهم، نسمعهم يتحدثون عن ملايين الدولارات وكأنها فتات، وعن الرشاوى كأنها تفاصيل يومية في جداول أعمالهم، يعاملون العراق كأنه “خان مرجان”، يُباع فيه كل شيء لمن يدفع أكثر.
لطالما قلنا، والحقيقة تؤكد ذلك، إن هذه الشراذم لا ترى في الوزارات والهيئات إلا مصدراً للفرهود. وزارة هنا تُقسم عقودها بين الأحزاب، وهيئة هناك تتحول إلى وكر للرشاوى والتواطؤ، وكأنهم يتسابقون في سرقة الكنز المتبقي قبل انهيار السفينة. تسريبات الضرائب وغيرها ليست سوى رأس جبل الجليد، تُظهر لنا قمة الانحطاط، بينما الجذور ممتدة في عمق المؤسسات.
لطالما قلنا، والحقيقة تؤكد ذلك، إن هذه الشراذم لا ترى في الوزارات والهيئات إلا مصدراً للفرهود. وزارة هنا تُقسم عقودها بين الأحزاب، وهيئة هناك تتحول إلى وكر للرشاوى والتواطؤ، وكأنهم يتسابقون في سرقة الكنز المتبقي قبل انهيار السفينة. تسريبات الضرائب وغيرها ليست سوى رأس جبل الجليد، تُظهر لنا قمة الانحطاط، بينما الجذور ممتدة في عمق المؤسسات.