-
يَرَّاعُكَ المَخبُوء.
فِيّ غَياهِب الأحلامِ ولجَت رُوحه، وأذعَن لأملٍ بُثَت حَبائِلُه بِسَبِيلِه المَاضِي عَلى إثره؛ قَاصِدًا لِغايةٍ، وحَاصِدًا لِوسيلةٍ تُحيدهُ عَن طَرِيقٍ عَاث فِي ذَاته غيًا، وسَاد فِي دَواخِله ارتِياع.
هَام بالآمَالِ رَحبًا، وفَاضَ بِالخُطَى حُبًا، وسَارَ عَلى الدَربِ بِغية أنَّ يَصِل!
كان يمضي بنفسٍ اتقدت، ومعالم الأفكار في نفسه قد تجلت، سرّ نجواه، وكتم شكواه، وبثّ في أسراره سلواه، وعلى نسقه هامت أوداجه المُتوغله، حُوصرت أجداث فِكره في طوفانِ بعثٍ من انفتاح الرصدِ، وتخبط في براثن الكُتب باحِثًا، راجيًا، آملًا، وباغيًا للعلمِ ورصده.
استَقرت آمَاله، وتَلاشَت مآلاته، وتَجَلت له تَوهُجات النُورِ المُنبَثِق مِن تَأصِيله وحده، فَأسرَى ليله وألمَع ضياه.
بَاغَت الرَجوى عِنوةً، وازاحَ الشَكوى رغبةً، واخْفَت دَواعِي اليأسِ واستَأنَس بِالجِد المُؤتَمل، اهتَدى لِطريقٍ كان قاصِده، والتَّف بِمَسلكٍ كان بِغيَته، وهَام بِدَربٍ قَد مَنَّى نَفسه مِنه طلبًا، لا وثَبَت دُروبه انتِهاء، ولا رَصدت خُطاه وَجل!
أذعنت العُقول لِعظم المُراد، وتَسَامتِ الأرواحُ لِرصدِ الأمجَاد، واتَسقت الأفكار لِجُهدِ الآمَاد، وانزاحت عَن فِكرهِ الأصفَاد، وانبَثقَت مِنه مَعالم الإتِقَاد، ولاحَ في سماءِ العُلو مُمَجّدًا!
طَلب الخَير فَهُيء له، وعَزم الرُشد فخُرَّ له فرحًا، وأوتي من لَدنِ العِلم نَفحةً سَدت كُل منابع الجَهل، كُتِب له السلامة فِي الرأي، والفَصاحَة فِي القول، وجُنب الميل على كلٍ قول مُستهلك، وزيغٍ مستبات.
تَمثلَ بجَماعةٍ رُغم أنَّه وحده!
وهَا أنا هُنا باليَرَّاعِ المَخبُوء دفَنتُ غَيضِي على فَيضي، ويَممتُ نَحوك نَاظِري، وقَد بِتَّ للروحِ مداري، وايقظت فيّ كُل وهجٍ مصفُوء، أيقَنتُ أنَّ الضِياء مِن أصلِك مَمدُود مِن ومضِي، وأشَرقَت حِينَها كُل ملامح النُور المُشتعلة.
(سارة. م)
6/8/2020
يَرَّاعُكَ المَخبُوء.
فِيّ غَياهِب الأحلامِ ولجَت رُوحه، وأذعَن لأملٍ بُثَت حَبائِلُه بِسَبِيلِه المَاضِي عَلى إثره؛ قَاصِدًا لِغايةٍ، وحَاصِدًا لِوسيلةٍ تُحيدهُ عَن طَرِيقٍ عَاث فِي ذَاته غيًا، وسَاد فِي دَواخِله ارتِياع.
هَام بالآمَالِ رَحبًا، وفَاضَ بِالخُطَى حُبًا، وسَارَ عَلى الدَربِ بِغية أنَّ يَصِل!
كان يمضي بنفسٍ اتقدت، ومعالم الأفكار في نفسه قد تجلت، سرّ نجواه، وكتم شكواه، وبثّ في أسراره سلواه، وعلى نسقه هامت أوداجه المُتوغله، حُوصرت أجداث فِكره في طوفانِ بعثٍ من انفتاح الرصدِ، وتخبط في براثن الكُتب باحِثًا، راجيًا، آملًا، وباغيًا للعلمِ ورصده.
استَقرت آمَاله، وتَلاشَت مآلاته، وتَجَلت له تَوهُجات النُورِ المُنبَثِق مِن تَأصِيله وحده، فَأسرَى ليله وألمَع ضياه.
بَاغَت الرَجوى عِنوةً، وازاحَ الشَكوى رغبةً، واخْفَت دَواعِي اليأسِ واستَأنَس بِالجِد المُؤتَمل، اهتَدى لِطريقٍ كان قاصِده، والتَّف بِمَسلكٍ كان بِغيَته، وهَام بِدَربٍ قَد مَنَّى نَفسه مِنه طلبًا، لا وثَبَت دُروبه انتِهاء، ولا رَصدت خُطاه وَجل!
أذعنت العُقول لِعظم المُراد، وتَسَامتِ الأرواحُ لِرصدِ الأمجَاد، واتَسقت الأفكار لِجُهدِ الآمَاد، وانزاحت عَن فِكرهِ الأصفَاد، وانبَثقَت مِنه مَعالم الإتِقَاد، ولاحَ في سماءِ العُلو مُمَجّدًا!
طَلب الخَير فَهُيء له، وعَزم الرُشد فخُرَّ له فرحًا، وأوتي من لَدنِ العِلم نَفحةً سَدت كُل منابع الجَهل، كُتِب له السلامة فِي الرأي، والفَصاحَة فِي القول، وجُنب الميل على كلٍ قول مُستهلك، وزيغٍ مستبات.
تَمثلَ بجَماعةٍ رُغم أنَّه وحده!
وهَا أنا هُنا باليَرَّاعِ المَخبُوء دفَنتُ غَيضِي على فَيضي، ويَممتُ نَحوك نَاظِري، وقَد بِتَّ للروحِ مداري، وايقظت فيّ كُل وهجٍ مصفُوء، أيقَنتُ أنَّ الضِياء مِن أصلِك مَمدُود مِن ومضِي، وأشَرقَت حِينَها كُل ملامح النُور المُشتعلة.
(سارة. م)
6/8/2020