سندرك جميعا الكارثة المجتمعية الحاصلة من غياب دور المسجد بعد وقت غير طويل من هذا الجيل الذي بدأ ينمو ويكبر ويدرك وهو يرى المساجد مغلقاتٍ إلا عشر دقائق هي مقدار وقت كل صلاة، ستمر سنوات من عُمره وهو لم يسمع أحاديث شريفة ولا آيات قرآنية ولا حكما فقهيا ولا سيرة من سير الصحابة وأمهات المؤمنين، بل والله حدّثني بعض أصدقائي أن بعض الطلبة في المرحلة الإعدادية سأله: أبو بكر الصديق هذا كان مسلما ؟! وآخر حدّثني أن بعض أمهات الطلاب سألته: ما معنى فقه ! الفقه هذا يتكلم عن أي شيء!!
وما هذه إلا نماذج مصغّرة للثقافة الدينية الضحلة التي أضحت منتشرة في أوساط المجتمعات المصرية على اختلاف طبقاتها وأوضاعها، بعد غياب دور المسجد واضمحلال دروس الوعظ واحتجاب حلقات القرآن، ولا يخالجني شكّ في أن أزمة " الكرونا" التي لم يعد لها حضور ولا اعتبار ولا تأثير واقعي يُعتدّ به في حياة الناس الآن - قد جاءت على " الطِبطاب " كما نقول في مصر، وقد صادَفت هوًى من قلبِ مَن يضيقون ذرعا بالمسجد ووظائفه، وقد كان بإمكانهم أن يتخذوا ما يشاءون من المحترزات والتطمينات التي يريدون مع بقاء تلك الوظائف الدينية قائمة وباقية ومضمونة، فهي صمام أمان المجتمع وأُسّ توازنه واستقراره، وإلا فهو طوفان الأمية الدينية الذي يأكل الأخضر واليابس، ولا رادّ لقضاء الله، ولا مُعقّب لحُكمه.
الشيخ سامي الأزهري
وما هذه إلا نماذج مصغّرة للثقافة الدينية الضحلة التي أضحت منتشرة في أوساط المجتمعات المصرية على اختلاف طبقاتها وأوضاعها، بعد غياب دور المسجد واضمحلال دروس الوعظ واحتجاب حلقات القرآن، ولا يخالجني شكّ في أن أزمة " الكرونا" التي لم يعد لها حضور ولا اعتبار ولا تأثير واقعي يُعتدّ به في حياة الناس الآن - قد جاءت على " الطِبطاب " كما نقول في مصر، وقد صادَفت هوًى من قلبِ مَن يضيقون ذرعا بالمسجد ووظائفه، وقد كان بإمكانهم أن يتخذوا ما يشاءون من المحترزات والتطمينات التي يريدون مع بقاء تلك الوظائف الدينية قائمة وباقية ومضمونة، فهي صمام أمان المجتمع وأُسّ توازنه واستقراره، وإلا فهو طوفان الأمية الدينية الذي يأكل الأخضر واليابس، ولا رادّ لقضاء الله، ولا مُعقّب لحُكمه.
الشيخ سامي الأزهري