شروط التوكل على الله
📩 #السؤال :
يقول : يحصل هناك نقاشٌ حول مسألة التوكل ، هل يكون التوكل مع الأسباب أو بغير الأسباب؟ لأننا نعلم عن توكل بعض الصالحين كتوكل مريم والتي تأتيها فاكهة الصيف في الشتاء والعكس ، ولم تتخذ الأسباب بل انقطعت للعبادة ، فأفيدونا في ذلك بارك الله فيكم؟
🗒 #الجواب :
التوكل يجمع الأمرين ، التوكل يجمع شيئين :
#أحدهما : الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب ، وأن قدره نافذ ، وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.
#الشيء_الثاني : تعاطي الأسباب ، فليس من التوكل تعطيل الأسباب ، بل من التوكل الأخذ بالأسباب والعمل بالأسباب ، ومن عطلها فقد خالف شرع الله وقدره ، الله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى ، وأمر رسوله ﷺ بذلك ، فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب ، بل لا يكون متوكلًا على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب ، ولهذا شرع النكاح لحصول الولد وأمر بالجماع ، فلو قال أحدٌ من الناس : أنا لا أتزوج وأنتظر ولدًا من دون زواج لعد من المجانين ، ليس هذا من أمر العقلاء ، وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات ويتحرى الأرزاق تأتيه ، بل يجب عليه أن يسعى ويعمل ، ويجتهد في طلب الرزق الحلال.
ومريم رحمة الله عليها لم تدع الأسباب ، ومن قال ذلك فقد قال الله لها : {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم :25] فهزت النخلة وتعاطت الأسباب حتى وقع الرطب ، فليس من عملها ترك الأسباب ، ووجود الرزق عندها وكون الله أكرمها بأن أتاح لها بعض الأرزاق وأكرمها ببعض الأرزاق ، لا يدل على أنها معطلة للأسباب ، بل هي تتعبد وتأخذ بالأسباب وتعمل بالأسباب ، وإذا ساق الله لبعض أوليائه من أهل الإيمان شيئًا من الكرامات فهذا من فضله سبحانه وتعالى ، لكن لا يدل على تعطيل الأسباب ، وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال : (احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ) ، قال الله سبحانه : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة :5].
🎙فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز
https://binbaz.org.sa/fatwas/7975/شروط-التوكل-على-الله
📩 #السؤال :
يقول : يحصل هناك نقاشٌ حول مسألة التوكل ، هل يكون التوكل مع الأسباب أو بغير الأسباب؟ لأننا نعلم عن توكل بعض الصالحين كتوكل مريم والتي تأتيها فاكهة الصيف في الشتاء والعكس ، ولم تتخذ الأسباب بل انقطعت للعبادة ، فأفيدونا في ذلك بارك الله فيكم؟
🗒 #الجواب :
التوكل يجمع الأمرين ، التوكل يجمع شيئين :
#أحدهما : الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب ، وأن قدره نافذ ، وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.
#الشيء_الثاني : تعاطي الأسباب ، فليس من التوكل تعطيل الأسباب ، بل من التوكل الأخذ بالأسباب والعمل بالأسباب ، ومن عطلها فقد خالف شرع الله وقدره ، الله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى ، وأمر رسوله ﷺ بذلك ، فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب ، بل لا يكون متوكلًا على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب ، ولهذا شرع النكاح لحصول الولد وأمر بالجماع ، فلو قال أحدٌ من الناس : أنا لا أتزوج وأنتظر ولدًا من دون زواج لعد من المجانين ، ليس هذا من أمر العقلاء ، وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات ويتحرى الأرزاق تأتيه ، بل يجب عليه أن يسعى ويعمل ، ويجتهد في طلب الرزق الحلال.
ومريم رحمة الله عليها لم تدع الأسباب ، ومن قال ذلك فقد قال الله لها : {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم :25] فهزت النخلة وتعاطت الأسباب حتى وقع الرطب ، فليس من عملها ترك الأسباب ، ووجود الرزق عندها وكون الله أكرمها بأن أتاح لها بعض الأرزاق وأكرمها ببعض الأرزاق ، لا يدل على أنها معطلة للأسباب ، بل هي تتعبد وتأخذ بالأسباب وتعمل بالأسباب ، وإذا ساق الله لبعض أوليائه من أهل الإيمان شيئًا من الكرامات فهذا من فضله سبحانه وتعالى ، لكن لا يدل على تعطيل الأسباب ، وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال : (احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ) ، قال الله سبحانه : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة :5].
🎙فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز
https://binbaz.org.sa/fatwas/7975/شروط-التوكل-على-الله