الْخطب المفرغة#
*بِسم الله الرحمن الرحيم*
يَسُرُّ إِخْوَانكُمْ *بمركز بشائر الخيرِ* بِصَنْعَاءَ أَنْ يُقَدِمُوا لَكُمْ هَذِهِ المَادَة، وَالْتِي هِيَ بِعنْوَانِ:
*(شعبان شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان)*
وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ تَفْرِيغٍ لِخطبَةِ الْجُمُعَةِ لشيخنا الفاضل: *أَبي الحسن علي بن الحسين الحجاجي* حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى.
🗓 أُلقِيَتْ هَذِهِ المَادَةُ في 8 شعبان 1446 بمسجد بشائر الخير بصنعاء.
*الخطبة الأولى*
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمن سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
*﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾* [آل عمران: 102].
*﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾* [النساء: 1].
*﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾* [الأحزاب: 70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها المسلمون عباد الله!
ها نحن ذا في شهر هو محطة اهتمام عند سلف الأمة، كانوا يهتمون به أيما اهتمام، وهو شهر شعبان بين رجب ورمضان، وقد اهتم به النبي صلى الله عليه وسلم أيما اهتمام، وكان اهتمامه عليه الصلاة والسلام في هذا الشهر بالطاعات والقربات بين يدي شهر رمضان، ولهذا جاء عند الإمام أحمد والنسائي من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وشهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم» الله أكبر! انظروا إلى جواب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث العظيم، لما أجاب أسامة بن زيد عن سبب كثرة صيامه عليه الصلاة والسلام لهذا الشهر، ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها كما في الصحيح: كان يصوم شعبان كله. وفي رواية: إلا قليلا. ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا وأكثر فيه من الصيام مثل شهر شعبان، وقد علل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك الأمر بتعليلين:
التعليل الأول: قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه» وما أكثر الغافلين في هذا الشهر عباد الله؛ بل بعض الناس جعله شهر دنيا بحت، جعله موسما ومحطة لأعماله الدنيوية واشتغاله بها نسأل الله السلامة والعافية، سلف الأمة كانوا يهتمون بهذا الشهر ويتقربون فيه إلى الله بأنواع الطاعات والعبادات، بل كانوا يعكفون على المصاحف وقراءة القرآن، جاء عن أنس رضي الله عنه كما ذكر الحافظ بن رجب رحمه الله، قال أنس بن مالك: كان المسلمون إذا دخل شهر شعبان انكبوا على المصاحف. وهكذا قال الحافظ رحمه الله: إذا دخل شهر شعبان انكب الناس على قراءة القرآن وإخراج الزكاة. وهكذا يقول سلمة بن كهيل: كانوا يسمون هذا الشهر -أي: شهر شعبان- شهر القراء. وقد كان بعض السلف كما جاء عن عمرو بن قيس وغيره، كان يغلق حانوته ودكانه ويقبل على قراءة القرآن في هذا الشهر. فهو توطئة عباد الله بين يدي الشهر الكريم شهر رمضان، فهذا الشهر صيامه وهكذا ايضا العبادات الأخرى فيه تعتبر توطئة لما سيأتي من شهر رمضان المبارك، عباد الله هذا حال سلف الأمة، لو نظر الناظر إلى أحوال المسلمين اليوم لوجد العجب العجاب من سهوهم ولهوهم وغفلتهم في هذا الشهر المبارك في شهر شعبان؛ تراهم غافلين زاهدين ملتهيين بشهواتهم وملذاتهم نسأل الله السلامة والعافية، بل بعضهم يكثر من أكل كثير من المأكولات والمشروبات بل بعضهم يخصص يوما وخاصة قبل رمضان يأكل ما تشتهي نفسه! وهذا كله من البدع والخرافات ومن تقليد أعداء الإسلام، عباد الله أنت الآن عند أن يدخل رمضان أنت تتقرب إلى الله بهذا الصوم والصوم في حد ذاته يعتبر زكاة وصحة ونقاء لك عبد الله، الصوم عباد عظيمة، السلف كانوا يصومون، كانوا يجتهدون في قراءة القرآن في هذا الشهر، والكثير منا اليوم يجتهد في المأكل والمشرب نسأل الله السلامة والعافية، هذه
*بِسم الله الرحمن الرحيم*
يَسُرُّ إِخْوَانكُمْ *بمركز بشائر الخيرِ* بِصَنْعَاءَ أَنْ يُقَدِمُوا لَكُمْ هَذِهِ المَادَة، وَالْتِي هِيَ بِعنْوَانِ:
*(شعبان شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان)*
وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ تَفْرِيغٍ لِخطبَةِ الْجُمُعَةِ لشيخنا الفاضل: *أَبي الحسن علي بن الحسين الحجاجي* حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى.
🗓 أُلقِيَتْ هَذِهِ المَادَةُ في 8 شعبان 1446 بمسجد بشائر الخير بصنعاء.
*الخطبة الأولى*
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمن سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
*﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾* [آل عمران: 102].
*﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾* [النساء: 1].
*﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾* [الأحزاب: 70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها المسلمون عباد الله!
ها نحن ذا في شهر هو محطة اهتمام عند سلف الأمة، كانوا يهتمون به أيما اهتمام، وهو شهر شعبان بين رجب ورمضان، وقد اهتم به النبي صلى الله عليه وسلم أيما اهتمام، وكان اهتمامه عليه الصلاة والسلام في هذا الشهر بالطاعات والقربات بين يدي شهر رمضان، ولهذا جاء عند الإمام أحمد والنسائي من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وشهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم» الله أكبر! انظروا إلى جواب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث العظيم، لما أجاب أسامة بن زيد عن سبب كثرة صيامه عليه الصلاة والسلام لهذا الشهر، ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها كما في الصحيح: كان يصوم شعبان كله. وفي رواية: إلا قليلا. ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا وأكثر فيه من الصيام مثل شهر شعبان، وقد علل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك الأمر بتعليلين:
التعليل الأول: قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه» وما أكثر الغافلين في هذا الشهر عباد الله؛ بل بعض الناس جعله شهر دنيا بحت، جعله موسما ومحطة لأعماله الدنيوية واشتغاله بها نسأل الله السلامة والعافية، سلف الأمة كانوا يهتمون بهذا الشهر ويتقربون فيه إلى الله بأنواع الطاعات والعبادات، بل كانوا يعكفون على المصاحف وقراءة القرآن، جاء عن أنس رضي الله عنه كما ذكر الحافظ بن رجب رحمه الله، قال أنس بن مالك: كان المسلمون إذا دخل شهر شعبان انكبوا على المصاحف. وهكذا قال الحافظ رحمه الله: إذا دخل شهر شعبان انكب الناس على قراءة القرآن وإخراج الزكاة. وهكذا يقول سلمة بن كهيل: كانوا يسمون هذا الشهر -أي: شهر شعبان- شهر القراء. وقد كان بعض السلف كما جاء عن عمرو بن قيس وغيره، كان يغلق حانوته ودكانه ويقبل على قراءة القرآن في هذا الشهر. فهو توطئة عباد الله بين يدي الشهر الكريم شهر رمضان، فهذا الشهر صيامه وهكذا ايضا العبادات الأخرى فيه تعتبر توطئة لما سيأتي من شهر رمضان المبارك، عباد الله هذا حال سلف الأمة، لو نظر الناظر إلى أحوال المسلمين اليوم لوجد العجب العجاب من سهوهم ولهوهم وغفلتهم في هذا الشهر المبارك في شهر شعبان؛ تراهم غافلين زاهدين ملتهيين بشهواتهم وملذاتهم نسأل الله السلامة والعافية، بل بعضهم يكثر من أكل كثير من المأكولات والمشروبات بل بعضهم يخصص يوما وخاصة قبل رمضان يأكل ما تشتهي نفسه! وهذا كله من البدع والخرافات ومن تقليد أعداء الإسلام، عباد الله أنت الآن عند أن يدخل رمضان أنت تتقرب إلى الله بهذا الصوم والصوم في حد ذاته يعتبر زكاة وصحة ونقاء لك عبد الله، الصوم عباد عظيمة، السلف كانوا يصومون، كانوا يجتهدون في قراءة القرآن في هذا الشهر، والكثير منا اليوم يجتهد في المأكل والمشرب نسأل الله السلامة والعافية، هذه