والمحافظة على الوحدة والأخوَّة أيها الإخوة تقتضي أمورا منها:
إشاعة فقه الإسلام العميق، وفهمه الدقيق الذي يقدم المصلحة العامة على الخاصة، ومصالح الأمة على مصالح الأفراد والجماعات.
ومنها توطين أخلاق الإسلام العالية، وقيمه السامية في نفوس المجاهدين، والمسؤولين، والقادة، كالإيثار بدل الاستئثار، والحضور في مواطن الفزع، والتغيُّب في مواضع الطمع، والعفو عن زلات إخوانكم، والتجاوز عن تجاوزاتهم، والتماس الأعذار لأخطائهم، وحسن الظن بهم.
ومن واجبات الأخوة، ومقومات الوحدة، إنزال الناس منازلهم حسب سبقِهِم، وكسبِهِم، وتقديم أهل السابقة في الجهاد وتقريبهم، وخلافة الشهداء في أهلهم وذويهم بخير، فذلك هدي نبوي قاصد، ونهج لخلفائه راشد: "لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْ".
3- الثبات على الحق
نوصيكم بالثبات على دينكم، وعدم المساومة على مبادئكم، والحذر من النكوص عند ابتلائكم، فإن العرب والعجم سترميكم عن قوس واحدة، فالثبات، الثبات!!
الانتصار على الباطل ليس هو كل شيء، بل هو البداية فقط لما هو أصعب وأشق، وهو إقامة الحق، والثبات عليه.
والثبات على الحق منة من الله، تستجلب بطاعته وتقواه: "وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡـٔٗا قَلِيلًا".
وتأملوا هذا التهديد والوعيد الشديد على أدنى ركون للباطل "شيئا قليلا"!!
لقد حاربكم العالم سنوات طويلة، وصنفوكم على قوائم الإرهاب، فلما انتصرتم بفضل الله -رغم حرب الأعداء، وخذلان، ويأس أكثر الأصدقاء- وأصبحت دولتكم أمرا واقعا، بدأوا يغيرون خطابهم، ويحاولون إغراءكم، وإغواءكم ببعض (الرُّشى)، كرفع أسمائكم من (قوائم الإرهاب) والاعتراف بحكومتكم، ورفع الحصار عنكم... إلخ.
سيحاولون، ويحاولون، ولكنكم بوعيكم، وفهمكم، وثباتكم، لن تقبلوا، ولن تركنوا إن شاء الله.
هذه حقوق شرعية لسوريا ولشعبها العظيم، ولا يجوز لأي أحدٍ أن يمن بها عليكم، أو يطلب منكم أن تدفعوا مقابلها أي ثمن من مبادئكم.
ونحن على يقين من وعيكم، وإدراككم لمكر سراق الثورات، وأعداء المشروع الإسلامي الذين يحاولون أن يحققوا بالسياسة ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب.
4- الحكمة
عليكم أن تتعاملوا مع التحديات الكبرى الداخلية والخارجية التي تواجهونها بحكمة، وبصيرة، وعقل.
عليكم بالتدرج في الإصلاح الداخلي، وعدم الاستعجال في ذلك، فأنتم أمام حصاد عقود من الفساد والإفساد في البلاد والعباد، ولا يمكن إصلاح الأمور كلها بين عشية وضحاها، ولكن عليكم بمواصلة الإصلاح المتدرج.
وعليكم بالاستعانة بكل القدرات البشرية، والإمكانات المادية، والإدارية الموروثة من النظام البائد، بعد إصلاحها، وإعادة تأهيلها، فالثورة على النظام لا تعني بالضرورة الثورة على هذه المقدرات والإمكانات.
وفي مجال العلاقة مع الدول العربية والإسلامية، بادروا بطمأنة جيرانكم، وأظهروا حسن النية تجاه إخوانكم.
وفي مجال العلاقات الدولية الأخرى، تحلوا بالمرونة، ولكن في قوة، وأقيموا علاقات متوازنة مع الدول الكبرى، ولكن ليس على حسابكم، وأحسنوا الاستفادة من الاستقطابات، والفرص المتاحة في العلاقات الدولية.
5- ترتيب الأولويات
أمام الكم الهائل من الواجبات، والتحديات التي تواجهكم، والتي لا يمكن القيام بمقتضياتها في وقت واحد، لا بد من ترتيب للأولويات، حسب الأهمية والاستعجال.
وأهم الواجبات الحالية، وأكثرها استعجالا -مع ما سبق- هو:
* رفع الظلم، وتحقيق العدل، والجمع بين العفو العام عمن تقتضي المصلحة العفو عنه، وتحقيق العدالة في حق من تغلَّظ جُرمه، وعظُم إثمُه، كما فعل نبينا ﷺ في يوم بدر، وفتح مكة.
* تحقيق المصالحة العامة بين مختلف مكونات، وفئات، وطوائف الشعب السوري الكريم، بما تقتضيه روابط الدين، والجوار، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح المشتركة.
* بناء مؤسسات الدولة، وخاصة:
- مؤسسات الجيش والأمن التي بها حفظ أرواح، وأموال، وأمن المواطنين، ومنع الفوضى.
- المؤسسة القضائية التي بها تحقيق العدل، والتي يجب أن تكون مستقلة كامل الاستقلال، وتكون أحكامها جارية على الجميع، وتكون جميع أحكامها نابعة من الشريعة الإسلامية، فالعدل هو أساس الملك.
- المؤسسات الإعلامية التي هي لسان حالكم، والمرآة التي من خلالها ينظر الناس إليكم.
- المؤسسات الخدمية التي تقدم الخدمات المختلفة للشعب.
- إعداد الدستور الذي هو وثيقة التعريف بالبلد، وهوية الدولة والشعب، وهو المرجع لكل النظم والقوانين في المستقبل.
وهو دستور يجب أن يكون معبرا عن حقيقة الدولة في ظل حكم إسلامي راشد، يجعل من الإسلام منطلقه، وإليه مرجعه، ويحفظ لكل الأقليات حقوقها الشرعية.
ووقت كتابة الدستور، وتضمينه هذه المعاني هو الآن، والثورة في لحظة انتصارها، وأوج عزها، وقبل فوات الأوان بظهور جهات وقوى أخرى ستحاول منع أو عرقلة ذلك، كما حصل في بلاد أخرى.
إشاعة فقه الإسلام العميق، وفهمه الدقيق الذي يقدم المصلحة العامة على الخاصة، ومصالح الأمة على مصالح الأفراد والجماعات.
ومنها توطين أخلاق الإسلام العالية، وقيمه السامية في نفوس المجاهدين، والمسؤولين، والقادة، كالإيثار بدل الاستئثار، والحضور في مواطن الفزع، والتغيُّب في مواضع الطمع، والعفو عن زلات إخوانكم، والتجاوز عن تجاوزاتهم، والتماس الأعذار لأخطائهم، وحسن الظن بهم.
ومن واجبات الأخوة، ومقومات الوحدة، إنزال الناس منازلهم حسب سبقِهِم، وكسبِهِم، وتقديم أهل السابقة في الجهاد وتقريبهم، وخلافة الشهداء في أهلهم وذويهم بخير، فذلك هدي نبوي قاصد، ونهج لخلفائه راشد: "لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْ".
3- الثبات على الحق
نوصيكم بالثبات على دينكم، وعدم المساومة على مبادئكم، والحذر من النكوص عند ابتلائكم، فإن العرب والعجم سترميكم عن قوس واحدة، فالثبات، الثبات!!
الانتصار على الباطل ليس هو كل شيء، بل هو البداية فقط لما هو أصعب وأشق، وهو إقامة الحق، والثبات عليه.
والثبات على الحق منة من الله، تستجلب بطاعته وتقواه: "وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡـٔٗا قَلِيلًا".
وتأملوا هذا التهديد والوعيد الشديد على أدنى ركون للباطل "شيئا قليلا"!!
لقد حاربكم العالم سنوات طويلة، وصنفوكم على قوائم الإرهاب، فلما انتصرتم بفضل الله -رغم حرب الأعداء، وخذلان، ويأس أكثر الأصدقاء- وأصبحت دولتكم أمرا واقعا، بدأوا يغيرون خطابهم، ويحاولون إغراءكم، وإغواءكم ببعض (الرُّشى)، كرفع أسمائكم من (قوائم الإرهاب) والاعتراف بحكومتكم، ورفع الحصار عنكم... إلخ.
سيحاولون، ويحاولون، ولكنكم بوعيكم، وفهمكم، وثباتكم، لن تقبلوا، ولن تركنوا إن شاء الله.
هذه حقوق شرعية لسوريا ولشعبها العظيم، ولا يجوز لأي أحدٍ أن يمن بها عليكم، أو يطلب منكم أن تدفعوا مقابلها أي ثمن من مبادئكم.
ونحن على يقين من وعيكم، وإدراككم لمكر سراق الثورات، وأعداء المشروع الإسلامي الذين يحاولون أن يحققوا بالسياسة ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب.
4- الحكمة
عليكم أن تتعاملوا مع التحديات الكبرى الداخلية والخارجية التي تواجهونها بحكمة، وبصيرة، وعقل.
عليكم بالتدرج في الإصلاح الداخلي، وعدم الاستعجال في ذلك، فأنتم أمام حصاد عقود من الفساد والإفساد في البلاد والعباد، ولا يمكن إصلاح الأمور كلها بين عشية وضحاها، ولكن عليكم بمواصلة الإصلاح المتدرج.
وعليكم بالاستعانة بكل القدرات البشرية، والإمكانات المادية، والإدارية الموروثة من النظام البائد، بعد إصلاحها، وإعادة تأهيلها، فالثورة على النظام لا تعني بالضرورة الثورة على هذه المقدرات والإمكانات.
وفي مجال العلاقة مع الدول العربية والإسلامية، بادروا بطمأنة جيرانكم، وأظهروا حسن النية تجاه إخوانكم.
وفي مجال العلاقات الدولية الأخرى، تحلوا بالمرونة، ولكن في قوة، وأقيموا علاقات متوازنة مع الدول الكبرى، ولكن ليس على حسابكم، وأحسنوا الاستفادة من الاستقطابات، والفرص المتاحة في العلاقات الدولية.
5- ترتيب الأولويات
أمام الكم الهائل من الواجبات، والتحديات التي تواجهكم، والتي لا يمكن القيام بمقتضياتها في وقت واحد، لا بد من ترتيب للأولويات، حسب الأهمية والاستعجال.
وأهم الواجبات الحالية، وأكثرها استعجالا -مع ما سبق- هو:
* رفع الظلم، وتحقيق العدل، والجمع بين العفو العام عمن تقتضي المصلحة العفو عنه، وتحقيق العدالة في حق من تغلَّظ جُرمه، وعظُم إثمُه، كما فعل نبينا ﷺ في يوم بدر، وفتح مكة.
* تحقيق المصالحة العامة بين مختلف مكونات، وفئات، وطوائف الشعب السوري الكريم، بما تقتضيه روابط الدين، والجوار، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح المشتركة.
* بناء مؤسسات الدولة، وخاصة:
- مؤسسات الجيش والأمن التي بها حفظ أرواح، وأموال، وأمن المواطنين، ومنع الفوضى.
- المؤسسة القضائية التي بها تحقيق العدل، والتي يجب أن تكون مستقلة كامل الاستقلال، وتكون أحكامها جارية على الجميع، وتكون جميع أحكامها نابعة من الشريعة الإسلامية، فالعدل هو أساس الملك.
- المؤسسات الإعلامية التي هي لسان حالكم، والمرآة التي من خلالها ينظر الناس إليكم.
- المؤسسات الخدمية التي تقدم الخدمات المختلفة للشعب.
- إعداد الدستور الذي هو وثيقة التعريف بالبلد، وهوية الدولة والشعب، وهو المرجع لكل النظم والقوانين في المستقبل.
وهو دستور يجب أن يكون معبرا عن حقيقة الدولة في ظل حكم إسلامي راشد، يجعل من الإسلام منطلقه، وإليه مرجعه، ويحفظ لكل الأقليات حقوقها الشرعية.
ووقت كتابة الدستور، وتضمينه هذه المعاني هو الآن، والثورة في لحظة انتصارها، وأوج عزها، وقبل فوات الأوان بظهور جهات وقوى أخرى ستحاول منع أو عرقلة ذلك، كما حصل في بلاد أخرى.