بسم الله الرحمن الرحيم
البيعان بالخيار ما لم يفترقا
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا" متفق عليه
قبل بدء الجلسات مع اللجنة الوسيطة لحل الخلاف بيننا وبين طرف الإخوة الذين ارتضوا تأمير الأخ أبي همام السوري عليهم اشترطنا أن يرسلوا مفوضًا من جهتهم حتى نصل إلى اتفاق جديٍّ ملزم للطرفين، فأرسلوا الشيخ أبا همام السوري الذي ذكر أنه مفوض من جهته، وفي ابتداء الجلسات بقيت بعض التفاصيل المتعلقة بالتفويض لكنها حُسمت في الجلسة الرابعة بتأكيد التفويض، وقد حاول أحد الفضلاء من مشايخ مبادرة "والصلح خير" التوسط فأخبروه أن الأخ أبا همام هو المفوض من جهتهم -كما نقل لنا أحد أعضاء مبادرة "والصلح خير"- مما زاد لدينا أمر التفويض تأكيدًا، وهو الأساس الذي تم عليه الاتفاق بحضور رئيس مبادرة "والصلح خير" وبعض أعضائها والأخ أبي همام وعضو من مجلس شوراه.
وقد سعينا -نحن والأخ أبا همام- بشتى الوسائل لإنجاح هذا الاتفاق وقدم كل منا تنازلات لتوحيد الصف ورأب الصدع ولم الشمل وتوجيه اهتمامنا جميعًا للخطر المحدق بالمنطقة وصد حملة نظام الإجرام الأخيرة.
وبعد انفضاض جلسة الاتفاق وتوقيع كل الأطراف عليها فوجئنا بطلب الطرف الآخر تعديل 16 بندًا من أصل 16 بند من بنود الاتفاق، بما يعني إلغاء الاتفاق بالكلية!
وذكر الأخ أبو همام أنه ملتزم بالاتفاق لكن لا يستطيع إنفاذه لأن غالب جماعته لم تقبل، فما قيمة التفويض إذن!
وبكل الأحوال هذه مشكلة داخلية بينهم لا شأن لنا بها، أما من جهتنا فنحن ملزمون بالاتفاق ملتزمون به، وعليه ماضون بإذن الله بموجب التوقيع والشهود.
وإن نكولهم عنه يوقعهم بذات ما ادعوا وقوعنا فيه، ومن ثم رتبوا على ذلك إنكارهم الشديد علينا وافتعالهم لكل هذه المشاكل لأجله، رغم أننا أخذنا الإذن حينها من نائب الأمير في ظل غيابه -كما هو معلوم-، أما هم ففوضوا أميرهم وأجرى اتفاقًا ثم نكلوا عنه نكولاً واضحًا لا لبس فيه.
وإن من يعترض اليوم على الاتفاق ويسعى لإفشاله هو نفسه من افتعل هذه المشكلة من الأصل، وقد فعلوا ذلك من قبل مع الشيخ أبي الخير -تقبله الله- وفعلوه معنا، وها هم اليوم يفعلونه مع الأخ أبي همام، فليست القضية عندهم قضية بيعة أو تنظيم
وقد تبين للجميع أن هؤلاء لا تهمهم مصلحة عامة، وأن نهجهم الذي يتبعونه في الساحة يفسد ولا يصلح، وكل من يخالفهم فيما ينوون عمله سيسقطونه ويجيّشون عليه، وقد ظهر ذلك جليًّا -لنا ولأبي همام وللجنة الوسيطة- من خلال الوثائق التي اطلعت عليها جميع الأطراف وشاهدوا بأنفسهم كيف يسعى هؤلاء لافتعال المشاكل وشق صف المجاهدين
ونؤكد أن هذا التجمع فيه أهل خير وحق -نحسبهم والله حسيبهم-، وفيه من لا يريد للمشكلة حلاً، وحتى أبو همام نفسه لم يسلم من فعالهم.
وإنه من المؤسف أن نضطر لهذا التوضيح والبيان في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الساحة، والذي يجب ألا يشغلنا فيه شيء من هذه الخلافات والترهات عن واجب الوقت من جهاد الدفع وصد العدو الصائل، كيف والحملة اليوم عاتية بادية لكل ناظر وهي على أشدها منذ عدة أشهر، والشدة والكرب واقع بالمسلمين المستضعفين، نسأل الله أن يعينهم ويخفف عنهم ويردهم إلى ديارهم سالمين آمنين. ونسأله أن يعيننا على صد هذه الحملة وأن يثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين
ووالله لولا تشويش المشوشين -باسم الجهاد والدين- على الأخ المجاهد في ثغره ورباطه وجهاده بما يقعده عن الجهاد والدفع عن المستضعفين، لما انشغلنا بتوضيح شيء من هذا، ولا بينّاه في وقت ينبغي فيه التركيز على استنفار الناس وحشدهم لصد العادية المشتركة للنظام والخوارج
ويعلم الله أنه ليس بيننا وبين الإخوة الأفاضل ممن ينضوون تحت هذا التجمع أية مشكلة شرعية ولا خلاف منهجي، وكلامنا هذا ليس لهم وإنما لفئة منهم يعرفونها تماما ويعرفون من نقصد، وقد تبين لهم تمام التبين من يتذرع باسم التنظيم اتباعا للهوى وحظوظ النفس
وندعو هؤلاء الأفاضل لأن نضع يدنا بيد بعضنا ونعمل معا وفق ما تم الاتفاق عليه بحيث يكمل بعضنا بعضا ونتعاون في دفع العدو الصائل، وبهذا نسر الصديق ونغيظ العدو، وقبل ذلك نرضي المولى جل جلاله
وندعو جنودنا وسائر المسلمين للانشغال بواجب الوقت في دفع الحملة الشرسة للنظام المجرم وحلفائه على المناطق المحررة بريف إدلب الجنوبي، فأي انشغال عن صلب هذه القضية يصب في صالح العدو أخزاه الله ورد كيده
ومن أراد التأكد من أهمية التركيز على الثغور لصد حملة النظام وعدم الالتفات لما سوى ذلك فليقم بجولة على الثغور ونقاط الرباط ولينظر كيف ينتشر المسلمون المستضعفون على طول الطريق يفترشون الأرض ويلتحفون السماء
البيعان بالخيار ما لم يفترقا
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا" متفق عليه
قبل بدء الجلسات مع اللجنة الوسيطة لحل الخلاف بيننا وبين طرف الإخوة الذين ارتضوا تأمير الأخ أبي همام السوري عليهم اشترطنا أن يرسلوا مفوضًا من جهتهم حتى نصل إلى اتفاق جديٍّ ملزم للطرفين، فأرسلوا الشيخ أبا همام السوري الذي ذكر أنه مفوض من جهته، وفي ابتداء الجلسات بقيت بعض التفاصيل المتعلقة بالتفويض لكنها حُسمت في الجلسة الرابعة بتأكيد التفويض، وقد حاول أحد الفضلاء من مشايخ مبادرة "والصلح خير" التوسط فأخبروه أن الأخ أبا همام هو المفوض من جهتهم -كما نقل لنا أحد أعضاء مبادرة "والصلح خير"- مما زاد لدينا أمر التفويض تأكيدًا، وهو الأساس الذي تم عليه الاتفاق بحضور رئيس مبادرة "والصلح خير" وبعض أعضائها والأخ أبي همام وعضو من مجلس شوراه.
وقد سعينا -نحن والأخ أبا همام- بشتى الوسائل لإنجاح هذا الاتفاق وقدم كل منا تنازلات لتوحيد الصف ورأب الصدع ولم الشمل وتوجيه اهتمامنا جميعًا للخطر المحدق بالمنطقة وصد حملة نظام الإجرام الأخيرة.
وبعد انفضاض جلسة الاتفاق وتوقيع كل الأطراف عليها فوجئنا بطلب الطرف الآخر تعديل 16 بندًا من أصل 16 بند من بنود الاتفاق، بما يعني إلغاء الاتفاق بالكلية!
وذكر الأخ أبو همام أنه ملتزم بالاتفاق لكن لا يستطيع إنفاذه لأن غالب جماعته لم تقبل، فما قيمة التفويض إذن!
وبكل الأحوال هذه مشكلة داخلية بينهم لا شأن لنا بها، أما من جهتنا فنحن ملزمون بالاتفاق ملتزمون به، وعليه ماضون بإذن الله بموجب التوقيع والشهود.
وإن نكولهم عنه يوقعهم بذات ما ادعوا وقوعنا فيه، ومن ثم رتبوا على ذلك إنكارهم الشديد علينا وافتعالهم لكل هذه المشاكل لأجله، رغم أننا أخذنا الإذن حينها من نائب الأمير في ظل غيابه -كما هو معلوم-، أما هم ففوضوا أميرهم وأجرى اتفاقًا ثم نكلوا عنه نكولاً واضحًا لا لبس فيه.
وإن من يعترض اليوم على الاتفاق ويسعى لإفشاله هو نفسه من افتعل هذه المشكلة من الأصل، وقد فعلوا ذلك من قبل مع الشيخ أبي الخير -تقبله الله- وفعلوه معنا، وها هم اليوم يفعلونه مع الأخ أبي همام، فليست القضية عندهم قضية بيعة أو تنظيم
وقد تبين للجميع أن هؤلاء لا تهمهم مصلحة عامة، وأن نهجهم الذي يتبعونه في الساحة يفسد ولا يصلح، وكل من يخالفهم فيما ينوون عمله سيسقطونه ويجيّشون عليه، وقد ظهر ذلك جليًّا -لنا ولأبي همام وللجنة الوسيطة- من خلال الوثائق التي اطلعت عليها جميع الأطراف وشاهدوا بأنفسهم كيف يسعى هؤلاء لافتعال المشاكل وشق صف المجاهدين
ونؤكد أن هذا التجمع فيه أهل خير وحق -نحسبهم والله حسيبهم-، وفيه من لا يريد للمشكلة حلاً، وحتى أبو همام نفسه لم يسلم من فعالهم.
وإنه من المؤسف أن نضطر لهذا التوضيح والبيان في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الساحة، والذي يجب ألا يشغلنا فيه شيء من هذه الخلافات والترهات عن واجب الوقت من جهاد الدفع وصد العدو الصائل، كيف والحملة اليوم عاتية بادية لكل ناظر وهي على أشدها منذ عدة أشهر، والشدة والكرب واقع بالمسلمين المستضعفين، نسأل الله أن يعينهم ويخفف عنهم ويردهم إلى ديارهم سالمين آمنين. ونسأله أن يعيننا على صد هذه الحملة وأن يثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين
ووالله لولا تشويش المشوشين -باسم الجهاد والدين- على الأخ المجاهد في ثغره ورباطه وجهاده بما يقعده عن الجهاد والدفع عن المستضعفين، لما انشغلنا بتوضيح شيء من هذا، ولا بينّاه في وقت ينبغي فيه التركيز على استنفار الناس وحشدهم لصد العادية المشتركة للنظام والخوارج
ويعلم الله أنه ليس بيننا وبين الإخوة الأفاضل ممن ينضوون تحت هذا التجمع أية مشكلة شرعية ولا خلاف منهجي، وكلامنا هذا ليس لهم وإنما لفئة منهم يعرفونها تماما ويعرفون من نقصد، وقد تبين لهم تمام التبين من يتذرع باسم التنظيم اتباعا للهوى وحظوظ النفس
وندعو هؤلاء الأفاضل لأن نضع يدنا بيد بعضنا ونعمل معا وفق ما تم الاتفاق عليه بحيث يكمل بعضنا بعضا ونتعاون في دفع العدو الصائل، وبهذا نسر الصديق ونغيظ العدو، وقبل ذلك نرضي المولى جل جلاله
وندعو جنودنا وسائر المسلمين للانشغال بواجب الوقت في دفع الحملة الشرسة للنظام المجرم وحلفائه على المناطق المحررة بريف إدلب الجنوبي، فأي انشغال عن صلب هذه القضية يصب في صالح العدو أخزاه الله ورد كيده
ومن أراد التأكد من أهمية التركيز على الثغور لصد حملة النظام وعدم الالتفات لما سوى ذلك فليقم بجولة على الثغور ونقاط الرباط ولينظر كيف ينتشر المسلمون المستضعفون على طول الطريق يفترشون الأرض ويلتحفون السماء