الدكتور حميد قاسم القناص
منذ طفولته وحتى وفاته لم يؤذ احد ولم يطمع في شيء بل كان يحب الجميع بدون استثناء،عاش رجلا طيبا مؤمنا محبا للخير متواضعا ،وعكف منذ تخرجه في كلية الطب على العمل الانساني ،حيث كان اول تعيين له في مستوصف الشافي ثم في مركز الدير..
في ذروة الحصار وفي التسعينات بالذات كان مقصد كل من لديه مريض في مناطقنا..
كان معنا في البيت في تلك الفترة ،وكان الباب يطرق في منتصف الليل اوفي الفجر وبأي وقت وصارت ديوانيتنا القديمة عيادة في البيت يستقبل فيها كل مريض مجانا فلم يرد أحدا ولم يتضايق أبدا .
وفي معظم الاحيان كان يأتي الناس ويأخذونه في الليل لبيوتهم لمعاينة مرضاهم ولم تكن أغلب الناس تملك سيارات فكان يذهب للبيت مشيا على الأقدام مع من يأتي ويريد ان يأخذه لمريض عنده في البيت حاملا بيده سماعته وجهاز الضغط وفي اكثر من مرة عندما كنت طفلا ذهبت معه مشيا وانا احمل سماعته وجهاز الضغط
فوق هذا كان يساعد كل محتاج ،ولم يرد سائلا ابدا يأتيه للعيادة أو اي مكان ،وكان في عيادته اي شخص يأتيه ويقول له لا أملك شيئا ،فوق معاينته مجانا يعطيه مبلغا من المال وهذه حالات رأيتها وسمعتها منه .
-ابن اخيه محمد عبد الله
الفاتحة