•
📖 | الطالب مطلوب...
يقول الأستاذ
سليمان العبد العزيز التويجري حين بلغت سن التقاعد سنة ( ١٤٢٠هـ ) جمعتُ المدرسين والمديرين الذين كنتُ أشرفُ عليهم تربويًا، حيث عملتُ لأكثر من
ثلاثين سنة في التدريس، ثم في التوجية التربوي بتعليم
القصيم، وكنتُ في عملي أجتهد في أن يكون العلم على الوجه المطلوب، وكنتُ أستعملُ الأسلوبَ العُمَري الشهير:
القوة في غير عنف، واللين في غير ضعف...
يقول: بعد البسملةِ والحمد له والسلام.. قلتُ لهم الكلام الذي سبق، وأنني ما تعمدتُ الإساءة إلى مخلوق، وأنا متقاعدٌ بعد أيام، وأرجو من جميع الإخوان أن يحللونا من أي تقصير أو إساءه غير مقصودة.
فأجابوا كلهم جزاهم الله خيرًا إلى ذلك، إلا واحدًا قام من بينهم، وقال: يا أستاذ، لن أسامحك.
قلت: لماذا ؟
قال: قبل سنوات زرتَ مدرستنا ، وكتبت على دفاتري ملاحظاتٍ بسببها تأخرت ترقيتي,
قلتُ له: هذا الذي تعده أنت ظلما، وأنا أعده عدلا أطلب العفو من خطأ إن حصل غير هذا، أو تأخذ العوض أحج لك أو أعتمر، أو أعطيك ناقة أو جملا. ضحك الحضور...
قلتُ له: إني سائلك، وأعزم عليك أن تصدقني، أما جرى اسمي على لسانك، وقلت: التويجري فعل معي كذا وكذا؟
أجاب بعد أن صدمه السؤال بنعم,
قلتُ: هذه واحدة,
ثم سألته سؤالا آخر: كم مرة اغتبت التويجري؟ ثلاث مرات أو ثلاثين؟!
ضحك، وقال:كثير،
قلت: هذه الثانية. لن أسامحك؛ إذا لم تسامحني، فضحك الجميع، وقالوا له: اطلب الحل من التويجري؛ حتى لا يكون الطالب مطلوبا,
خجل، وقال: حللني وأنت بحل.
يقول التويجري: قلت: أجل، كلٌّ يصلحُ سيارته، واشهدوا أن الناس كلهم مني بحل.
[ نوادر من التاريخ | صالح الزمام: ١٤٥/٤ ]
#قصة
•°