✉️ #استشارات_نفسية
مشكلة التوتر والأعصاب المشدودة
📮 #السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أسأل المولى أن يُسدِّدكم ويُثيبكم.
استشارتي هي : أنا رجلٌ متزوِّج منذ ست سنوات ، ولديَّ ولدٌ وبنت ، الولد عمره خمس سنوات ، والبنت عمرها سنة وأشهر ، مشكلتي أنَّني أشعر غالبًا أنَّني متوتِّر وأعصابي مشدودة ، وليس شرطًا أن يكون شيءٌ قد حدث يشدُّني ، أو يستثيرني ، أقاوم نفسي كثيرًا حيال هذا الأمر ، وإذا سألَتْني زوجتِي عن شيءٍ أيًّا كان ، يكون ردِّي - عفويًّا - بصوت عالٍ ، وكأنَّها قد سألت مرارًا.
أتضايق من أيِّ شيء مُزْعج ، حتَّى من لعب أطفالِي في الغرفة أثناء مُشاهدة التِّلْفاز ، وعندما أكون بِمُفردي أحيانًا أفكِّر في أمور أو مواقِفَ حدثَتْ لي مع أشخاص ، ولم تكن لي ردَّة فعل حينَها ، فأتَخيَّل أنِّي في الموقف ، وأردُّ وأتكلَّم مع نفسي ، لدرجة أنِّي أَصِل لِحَدِّ الانفعال ، علمًا أنَّ هذا التصرُّف يحدث إذا كنتُ في بيتي أو عند والدتِي في بيتها ، وما دون ذلك فلا ، سواءٌ في العمل أو مع الزملاء ، لكم تحيتي ووُدِّي.
📄 #الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المشاعر هي مِن أكثر الأمور الَّتِي تُتْعبنا وتُحيِّرنا بحال عجَزْنا عن فَهْمها ، لكنَّها في نفس الوقت تُصبح قوَّة إيجابيَّة ، وتُعِيننا بحال فَهِمْناها، وهذا مِن نِعم الله علينا.
ما تَحتاجُه هو أن تفهم مشاعِرَك ، وتفهم المشاعر بشكل عام ؛ حيث تتحوَّل المشاعر حينما نَعْجز عن تفريغها كما يَحْدث معك الآن؛ إذْ إنَّ الغضب - وهو التوتُّر الذي تُعاني منه - من أقوى المشاعر ، ويُغطِّي على كلِّ ما سواه للأسف ، رُبَّما لهذا السبب نُهِينا عن الغضَب في قولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تغضب)) ؛ إذْ إنَّ الغضب يُدَمِّر العلاقات ، ولا يفيد صاحبه ، ولِكونه شعورًا متحوِّلاً ؛ فمن السهل التغلُّب عليه بفهم الأسباب المؤدِّية إليه ، والمشاعر التي تُحوِّل عنها.
ما لَمَسْتُه من خلال سطورك أنَّك تعجز عن التصرُّف في المواقف التي تَحْصل معك بالطريقة التي تُرضيك ، ويتحوَّل عجزك هذا إلى إحباطٍ تُفرِّغه فيما بعد في غضبٍ في بيتك أو بيت والدَتِك ، المكان الذي تَجِد نفسك فيه ، ولا تضع حدودًا أو ضوابِطَ لانْفعالك عنده ؛ إذ إنَّ غالب الناس للأسف مع الأشخاص الذين يثقون بأنَّهم لن يغيِّروا نظرتَهم لهم ، تتفجَّر انفعالاتُهم بوضوح أكثر!
وبِلُغة المشاعر : الغضبُ يعني العجز ، فابْحَث عن مكامِن العجز التي تَشْعر بها ، وحاوِل التَّغلُّب عليها بِمُواجهتها ، نعَم ، قد لا تجد حلولاً لكلِّ مشكلة تَمُرُّ بها ، وقد تجد صعوبة في تغيير طبيعتك وفي المواجهة ؛ لذلك فإنَّ أهم ما يُمكِنُني توجيهُه إليك هو :
1- ألاَّ تتعجَّل الأمور ، ولا تيئس.
2- ثِقْ بالله ، واجعل ارتباطك به أقوى من أيِّ ارتباط ؛ فحينما تكون مراقبةُ الله هي الْحَكَمَ في كل أمورنا نشعر براحة مُختلفة، تَصْغر معها كلُّ الضغوط الأخرى.
3- أيضًا تحتاج أن تَزِيد ثقافَتُك بِمَهارات التَّواصل الناجح ، سواء بالقراءة أو بالسماع أو بِحُضور الدَّورات والمُحاضرات التي تخدم هذا الهدف لديك.
4- تَحتاج أن تفرِّغ أفكارك مع أشخاصٍ ترتاح إلَيهم ، ويُعينونك على المواجهة أكثر ، ولا يُشترط أن تُخبِرَهم بالتفاصيل ، لكن يكفي أن تَجِد مَن تشعر معهم بالثِّقة والرَّاحة ، وكُلَّما كان هؤلاء الأشخاصُ أقرب إليك كان ذلك أفْضَل.
5- اقتَرِب من زوجتك وأُسْرتك أكثر ، وأيضًا من والدتِك ، حاورهم ، واهتمَّ بشؤونهم ، وشارِكْهم فيما يهمُّك ، فسيساعدك ذلك كثيرًا بإذن الله.
6- أحيانًا كثيرة يكون لِنَقْص الفيتامينات والمعادن والأَحْماض الدُّهنية دورٌ قوي في التوتُّر وتقلُّب المزاج ؛ لذلك اهتمَّ بغذائك أيضًا ، وبالتحليل ، ولا بأس بِأَخْذ المكمِّلات الغذائيَّة ، وزيت السمك الذي يحتوي على أوميغا 3 ؛ حيث إنَّ كثيرًا من الأبحاث تؤكِّد على مدى فاعليَّتها باستقرار المزاج.
وفي النِّهاية لو اتَّبَعت كلَّ ما أشرنا عليك به ، وعجزْتَ رغم كلِّ ذلك ، فشاوِرْ طبيبًا نفسيًّا يُعِينك على تَجاوز هذه المشكلة ؛ لكي تَصِل إلى الاستقرار الذي تَطْمح إليه بإذن الله بالمتابعة والفَحْص السريري ، وإن كنتُ أظنُّ أنَّه لكونك لا تُعاني من هذه المشكلة إلاَّ في البيت وعند أهلك ؛ فالأمر بيدك فقط ، تَحتاج إلى فَهْمِه ؛ لتتجاوزَه بعد ذلك بإذن الله.
ولا تنْس أثر الصلاة والاستغفار على راحة القَلب ؛ فبِذْكر الله تطمئنُّ القلوب ، وقد أثبتَت الدِّراساتُ أيضًا ما لمرحلة الخشوع من تأثير على الراحة النفسيَّة.
نسأل الله لك الطمأنينة والسَّداد ، وراحة البال وانشراح الصدر
أ / #أريج_الطباع
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/28332/#ixzz64muWjOcB
📌 تـطوير الذات والمـهارات السـلوكية 💬
https://telegram.me/alnafs2
مشكلة التوتر والأعصاب المشدودة
📮 #السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أسأل المولى أن يُسدِّدكم ويُثيبكم.
استشارتي هي : أنا رجلٌ متزوِّج منذ ست سنوات ، ولديَّ ولدٌ وبنت ، الولد عمره خمس سنوات ، والبنت عمرها سنة وأشهر ، مشكلتي أنَّني أشعر غالبًا أنَّني متوتِّر وأعصابي مشدودة ، وليس شرطًا أن يكون شيءٌ قد حدث يشدُّني ، أو يستثيرني ، أقاوم نفسي كثيرًا حيال هذا الأمر ، وإذا سألَتْني زوجتِي عن شيءٍ أيًّا كان ، يكون ردِّي - عفويًّا - بصوت عالٍ ، وكأنَّها قد سألت مرارًا.
أتضايق من أيِّ شيء مُزْعج ، حتَّى من لعب أطفالِي في الغرفة أثناء مُشاهدة التِّلْفاز ، وعندما أكون بِمُفردي أحيانًا أفكِّر في أمور أو مواقِفَ حدثَتْ لي مع أشخاص ، ولم تكن لي ردَّة فعل حينَها ، فأتَخيَّل أنِّي في الموقف ، وأردُّ وأتكلَّم مع نفسي ، لدرجة أنِّي أَصِل لِحَدِّ الانفعال ، علمًا أنَّ هذا التصرُّف يحدث إذا كنتُ في بيتي أو عند والدتِي في بيتها ، وما دون ذلك فلا ، سواءٌ في العمل أو مع الزملاء ، لكم تحيتي ووُدِّي.
📄 #الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المشاعر هي مِن أكثر الأمور الَّتِي تُتْعبنا وتُحيِّرنا بحال عجَزْنا عن فَهْمها ، لكنَّها في نفس الوقت تُصبح قوَّة إيجابيَّة ، وتُعِيننا بحال فَهِمْناها، وهذا مِن نِعم الله علينا.
ما تَحتاجُه هو أن تفهم مشاعِرَك ، وتفهم المشاعر بشكل عام ؛ حيث تتحوَّل المشاعر حينما نَعْجز عن تفريغها كما يَحْدث معك الآن؛ إذْ إنَّ الغضب - وهو التوتُّر الذي تُعاني منه - من أقوى المشاعر ، ويُغطِّي على كلِّ ما سواه للأسف ، رُبَّما لهذا السبب نُهِينا عن الغضَب في قولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تغضب)) ؛ إذْ إنَّ الغضب يُدَمِّر العلاقات ، ولا يفيد صاحبه ، ولِكونه شعورًا متحوِّلاً ؛ فمن السهل التغلُّب عليه بفهم الأسباب المؤدِّية إليه ، والمشاعر التي تُحوِّل عنها.
ما لَمَسْتُه من خلال سطورك أنَّك تعجز عن التصرُّف في المواقف التي تَحْصل معك بالطريقة التي تُرضيك ، ويتحوَّل عجزك هذا إلى إحباطٍ تُفرِّغه فيما بعد في غضبٍ في بيتك أو بيت والدَتِك ، المكان الذي تَجِد نفسك فيه ، ولا تضع حدودًا أو ضوابِطَ لانْفعالك عنده ؛ إذ إنَّ غالب الناس للأسف مع الأشخاص الذين يثقون بأنَّهم لن يغيِّروا نظرتَهم لهم ، تتفجَّر انفعالاتُهم بوضوح أكثر!
وبِلُغة المشاعر : الغضبُ يعني العجز ، فابْحَث عن مكامِن العجز التي تَشْعر بها ، وحاوِل التَّغلُّب عليها بِمُواجهتها ، نعَم ، قد لا تجد حلولاً لكلِّ مشكلة تَمُرُّ بها ، وقد تجد صعوبة في تغيير طبيعتك وفي المواجهة ؛ لذلك فإنَّ أهم ما يُمكِنُني توجيهُه إليك هو :
1- ألاَّ تتعجَّل الأمور ، ولا تيئس.
2- ثِقْ بالله ، واجعل ارتباطك به أقوى من أيِّ ارتباط ؛ فحينما تكون مراقبةُ الله هي الْحَكَمَ في كل أمورنا نشعر براحة مُختلفة، تَصْغر معها كلُّ الضغوط الأخرى.
3- أيضًا تحتاج أن تَزِيد ثقافَتُك بِمَهارات التَّواصل الناجح ، سواء بالقراءة أو بالسماع أو بِحُضور الدَّورات والمُحاضرات التي تخدم هذا الهدف لديك.
4- تَحتاج أن تفرِّغ أفكارك مع أشخاصٍ ترتاح إلَيهم ، ويُعينونك على المواجهة أكثر ، ولا يُشترط أن تُخبِرَهم بالتفاصيل ، لكن يكفي أن تَجِد مَن تشعر معهم بالثِّقة والرَّاحة ، وكُلَّما كان هؤلاء الأشخاصُ أقرب إليك كان ذلك أفْضَل.
5- اقتَرِب من زوجتك وأُسْرتك أكثر ، وأيضًا من والدتِك ، حاورهم ، واهتمَّ بشؤونهم ، وشارِكْهم فيما يهمُّك ، فسيساعدك ذلك كثيرًا بإذن الله.
6- أحيانًا كثيرة يكون لِنَقْص الفيتامينات والمعادن والأَحْماض الدُّهنية دورٌ قوي في التوتُّر وتقلُّب المزاج ؛ لذلك اهتمَّ بغذائك أيضًا ، وبالتحليل ، ولا بأس بِأَخْذ المكمِّلات الغذائيَّة ، وزيت السمك الذي يحتوي على أوميغا 3 ؛ حيث إنَّ كثيرًا من الأبحاث تؤكِّد على مدى فاعليَّتها باستقرار المزاج.
وفي النِّهاية لو اتَّبَعت كلَّ ما أشرنا عليك به ، وعجزْتَ رغم كلِّ ذلك ، فشاوِرْ طبيبًا نفسيًّا يُعِينك على تَجاوز هذه المشكلة ؛ لكي تَصِل إلى الاستقرار الذي تَطْمح إليه بإذن الله بالمتابعة والفَحْص السريري ، وإن كنتُ أظنُّ أنَّه لكونك لا تُعاني من هذه المشكلة إلاَّ في البيت وعند أهلك ؛ فالأمر بيدك فقط ، تَحتاج إلى فَهْمِه ؛ لتتجاوزَه بعد ذلك بإذن الله.
ولا تنْس أثر الصلاة والاستغفار على راحة القَلب ؛ فبِذْكر الله تطمئنُّ القلوب ، وقد أثبتَت الدِّراساتُ أيضًا ما لمرحلة الخشوع من تأثير على الراحة النفسيَّة.
نسأل الله لك الطمأنينة والسَّداد ، وراحة البال وانشراح الصدر
أ / #أريج_الطباع
رابط الموضوع : https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/28332/#ixzz64muWjOcB
📌 تـطوير الذات والمـهارات السـلوكية 💬
https://telegram.me/alnafs2