#قصيدة_الي_حبيبتي_في_رأس_السنة
@nizar_alqabbani💛🌿
أنقل حبّي لكِ منْ عامٍ إلى عامْ
كما ينقل التلميذْ فروضه المدرسية
إلى دفترٍ جديدْ
أنقل صوتكِ و رائحتكِ و رسائلكِ
و رقم هاتفكِ و صندوق بريدكِ
و أعلقها في خزانةَ العام الجديدْ
و أمنحكِ تذكرةَ إقامَةٍ دائمةَ في قلبي
إنني أحبكِ و لنْ أترككِ وحدكِ
على ورقة 31 ديسمبر أبداً
سأحملكِ على ذراعي
و أتنقل بكِ بينَ الفصولِ الأربعَهْ
ففي الشتاءْ ، سأضعُ على رأسكِ
قبعةَ صوفٍ حمراءْ كي لا تبردي
و في الخَريف ، سأعطيكِ معطفِ المطر الوحيد
الذي أمتلكُهْ كي لا تتبللي
و في الربيع سأترككِ تنامينَ
على الحشائِش الطازجهْ
و تتناولين طعام الإفطارْ
مع الجنادب و العصافيرْ
و في الصيف سأشتري لكِ شبكةَ صيدٍ صغيرَه
لتَصطادي المحارَ و طيورَ البحرْ
و الأسماكَ المجهولةَ العَناوينْ
إنني أحبكِ
و لا أريدُ أنْ أربطكِ بذاكرةَ الأفعالَ الماضيَهْ
و لا بذاكرةَ القطاراتِ المسافرَهْ
فأنتِ القطارَ الأخير الذي
يسافرُ ليلاً و نهاراً فوقَ شرايين يَدي
أنتِ قطاري الأخيرْ و أنا محطَّتَكِ الأخيرَهْ
إنني أحبكِ
و لا أريدُ أنْ أربطكِ بالماءْ أو الريح
أو بالتاريخ الميلادي أو الهجري
و لا بحركاتِ المَدّ و الجزر
أو ساعات الخسوف و الكسوف
لا يهمني ما تقوله المراصد
و خطوط فناجين القهوه
فعيناكِ وحدهما هُما النبوءه
و هُما المسؤولتان عن فرحِ هذا العالمْ
أحبكِ
و أحبُ أنْ أربطكِ بزمني و بطَقسي
و أجعلكِ نجمةً في مَداري
أريدُ أنْ تأخذي شكل الكلمة و مساحة الورقه
حتى إذا نشرتُ كتاباً و قرأهُ الناس
عثروا عليكِ ، كالوردةَ في داخلِه
أريدُ أنْ تأخذي شكلَ فَمي حتّى إذا تكلمتْ
وجدكِ الناسُ تستحمينَ في صوتي
أريدكِ أنْ تأخذي شكل يَدي
حتّى إذا وضعتُها على الطاولَة
وجدكِ الناسُ نائمةً في جوفِها
كفراشةٍ في يد طفلْ
إنَني لا أحترفُ طقوسَ التهنئَةْ
إنَني أحترفُ العشق و أحترفكِ
يتجولُ هو فوقَ جلدي
و تتجولينَ أنتِ تحتَ جلدي
و أما أنا فأحملُ الشوارع
و الأرصفَةْ المغسولَةْ بالمطَرْ
على ظهري و أبحثُ عنكِ
لماذا تتآمَرينَ عليَّ معَ المطرْ؟
ما دمتِ تعرِفينْ
أنَّ كلَ تاريخي معكِ ، مقترِنٌ بسقوطِ المطَرْ
و أنَّ الحساسيةَ الوحيدَةْ التي تصيبُني
عندَما أشمُّ رائحَةَ نهديكِ
هيَ حساسيةَ المطَرْ
لماذا تتآمَرينَ عليَّ ؟ ما دمتِ تَعرفينْ
أنَّ الكتابَ الوحيد الذي أقرؤهُ بعدكِ
هوَ كتابَ المطَرْ
إنني أحبكِ
هذهِ هي المهنةَ الوحيدَةْ التي أتقنها
و يحسدُني عليها أصدقائي و أعدائي
قبلكِ كانت الشمس و الجبال و الغاباتْ
في حالة بطالَةْ
و اللغة بحالة بطالَة و العصافير بحالة بطالَةْ
فشكراً لأنكِ أدخلتِني المدرسَهْ
و شكراً لأنكِ علمتِني أبجديةْ العشقْ
و شكراً ، لأنكِ قبلتِ أنْ تكوني حبيبَتي
#نــــزار_الــقــبــانــــي
@nizar_alqabbani💛🌿
@nizar_alqabbani💛🌿
أنقل حبّي لكِ منْ عامٍ إلى عامْ
كما ينقل التلميذْ فروضه المدرسية
إلى دفترٍ جديدْ
أنقل صوتكِ و رائحتكِ و رسائلكِ
و رقم هاتفكِ و صندوق بريدكِ
و أعلقها في خزانةَ العام الجديدْ
و أمنحكِ تذكرةَ إقامَةٍ دائمةَ في قلبي
إنني أحبكِ و لنْ أترككِ وحدكِ
على ورقة 31 ديسمبر أبداً
سأحملكِ على ذراعي
و أتنقل بكِ بينَ الفصولِ الأربعَهْ
ففي الشتاءْ ، سأضعُ على رأسكِ
قبعةَ صوفٍ حمراءْ كي لا تبردي
و في الخَريف ، سأعطيكِ معطفِ المطر الوحيد
الذي أمتلكُهْ كي لا تتبللي
و في الربيع سأترككِ تنامينَ
على الحشائِش الطازجهْ
و تتناولين طعام الإفطارْ
مع الجنادب و العصافيرْ
و في الصيف سأشتري لكِ شبكةَ صيدٍ صغيرَه
لتَصطادي المحارَ و طيورَ البحرْ
و الأسماكَ المجهولةَ العَناوينْ
إنني أحبكِ
و لا أريدُ أنْ أربطكِ بذاكرةَ الأفعالَ الماضيَهْ
و لا بذاكرةَ القطاراتِ المسافرَهْ
فأنتِ القطارَ الأخير الذي
يسافرُ ليلاً و نهاراً فوقَ شرايين يَدي
أنتِ قطاري الأخيرْ و أنا محطَّتَكِ الأخيرَهْ
إنني أحبكِ
و لا أريدُ أنْ أربطكِ بالماءْ أو الريح
أو بالتاريخ الميلادي أو الهجري
و لا بحركاتِ المَدّ و الجزر
أو ساعات الخسوف و الكسوف
لا يهمني ما تقوله المراصد
و خطوط فناجين القهوه
فعيناكِ وحدهما هُما النبوءه
و هُما المسؤولتان عن فرحِ هذا العالمْ
أحبكِ
و أحبُ أنْ أربطكِ بزمني و بطَقسي
و أجعلكِ نجمةً في مَداري
أريدُ أنْ تأخذي شكل الكلمة و مساحة الورقه
حتى إذا نشرتُ كتاباً و قرأهُ الناس
عثروا عليكِ ، كالوردةَ في داخلِه
أريدُ أنْ تأخذي شكلَ فَمي حتّى إذا تكلمتْ
وجدكِ الناسُ تستحمينَ في صوتي
أريدكِ أنْ تأخذي شكل يَدي
حتّى إذا وضعتُها على الطاولَة
وجدكِ الناسُ نائمةً في جوفِها
كفراشةٍ في يد طفلْ
إنَني لا أحترفُ طقوسَ التهنئَةْ
إنَني أحترفُ العشق و أحترفكِ
يتجولُ هو فوقَ جلدي
و تتجولينَ أنتِ تحتَ جلدي
و أما أنا فأحملُ الشوارع
و الأرصفَةْ المغسولَةْ بالمطَرْ
على ظهري و أبحثُ عنكِ
لماذا تتآمَرينَ عليَّ معَ المطرْ؟
ما دمتِ تعرِفينْ
أنَّ كلَ تاريخي معكِ ، مقترِنٌ بسقوطِ المطَرْ
و أنَّ الحساسيةَ الوحيدَةْ التي تصيبُني
عندَما أشمُّ رائحَةَ نهديكِ
هيَ حساسيةَ المطَرْ
لماذا تتآمَرينَ عليَّ ؟ ما دمتِ تَعرفينْ
أنَّ الكتابَ الوحيد الذي أقرؤهُ بعدكِ
هوَ كتابَ المطَرْ
إنني أحبكِ
هذهِ هي المهنةَ الوحيدَةْ التي أتقنها
و يحسدُني عليها أصدقائي و أعدائي
قبلكِ كانت الشمس و الجبال و الغاباتْ
في حالة بطالَةْ
و اللغة بحالة بطالَة و العصافير بحالة بطالَةْ
فشكراً لأنكِ أدخلتِني المدرسَهْ
و شكراً لأنكِ علمتِني أبجديةْ العشقْ
و شكراً ، لأنكِ قبلتِ أنْ تكوني حبيبَتي
#نــــزار_الــقــبــانــــي
@nizar_alqabbani💛🌿