[رســالة إلى المرأة المسلمة]
يا نفسُ، قِفِي عند أمرِ مولاكِ، واستمسكي بحبلِ هُداه، فما كانَ لامرأةٍ مؤمنةٍ أن تبتغيَ النورَ في غيرِ مشكاةِ ربِّها، ولا أن تستضيءَ بغيرِ سراجِ وحيِه المُنيرِ.
ألا وإنَّ اللهَ قد أنزلَ في كتابِه ما يطهِّرُ به الأرواحَ، ويزكِّي القلوبَ، ويضيءُ للأنثى دربَها، فكانَ الأمرُ لها أن تقرَّ في بيتِها، فهو حصنُها المنيعُ، وعرينُها الحصينُ، وجُنةُ العفافِ التي لا تُخترق، ومملكةُ الطهرِ التي لا تُنتهك.
أيتها المرأةُ، أما سمعتِ قولَه جلَّ في علاه: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)؟ إنه أمرٌ من اللهِ الحكيمِ، الذي يعلمُ خلقتَكِ، ويحيطُ بسرِّ فطرتِكِ، ويعلمُ أيُّ السُّبلِ أصلحُ لكِ، وأيُّ المواطنِ أزكى لقلبِكِ وأصفى لروحِكِ.
أما التبرُّجُ فليس هو زينةً تُبديها المرأةُ فتُحسنُها، ولكنه خروجٌ من حِمى الطهرِ إلى مَهَاوِي الفتنةِ، وانسلاخٌ من درعِ الحياءِ إلى وحلِ الجاهليةِ الأولى، حيث كانت المرأةُ سلعةً تُعرَض، ومَتاعًا يُشترى، تُستدرَجُ كما يُستدرَجُ الفراشُ إلى النارِ، ثم لا تجدُ إلا حُطامَ الكرامةِ، واحتراقَ العِرضِ، وانطفاءَ نورِ القلبِ.
فيا بنتَ الإسلام، صوني لُؤلؤةَ العِفَّةِ في صَدَفِ التقوى، ولا تغتري ببريقِ زائفٍ قد يُذهِبُ بريقَ روحِكِ، فواللهِ ما أفلحَتِ امرأةٌ ألقت جلبابَ الوقارِ وراءَها، ولا سعدَتْ أنثى باعت حياءَها بثمنٍ بخسٍ.
إنَّما عزُّكِ في طاعةِ ربِّكِ، وشرفُكِ في امتثالِ أمرِه، وجمالُكِ في تقواكِ، ونورُكِ في سريرتِكِ الطاهرةِ، فلا تستبدِلي الذي هو خيرٌ بالذي هو أدنى، ولا تكوني كمن استهوَتْه ظُلمةُ الأرضِ فحادَ عن نورِ السماءِ.
اللهمَّ احفَظْ نساءَ المسلمينَ بعينِ رعايتِك، وألبسْهُنَّ لباسَ الحياءِ والتقى، واجعلْهُنَّ من المتَّقيات الطائعاتِ، آمين.
د/ محمد إبراهيم عفيفي
#منصة_قيم
@Qaymmnasa