( الفتوى والرجوع عنها )
كلنا بشر يصيب ويخطئ والمعصوم من عصم الله
والتراجع عن الفتوى أو التردد أحيانا ليس فيه مذمة ولا منقصة بل ربما يكون فضيلة.
فأعلام الأمة صح عنهم الرجوع او التردد في مئات المسائل.
فقد صح عن الإمام أبي حنيفة قوله:
إنا نقول بالقول اليوم ونرجع عنه غدا.
وقد خالفه كبار أصحابه: أبو يوسف ومحمد وزفر في مئات المسائل في حياته وبعد وفاته.
وهذه ميزة لأبي حنيفة ليست لغيره من الأئمة فكان أصحابه يخالفونه دون أن يغضب بل هو يأذن لهم.
وهذا الإمام مالك يروى عنه الكثير من المسائل ويختلف قوله أحيانا في المسألة الواحدة فيروي ابن القاسم خلاف ما يروي ابن وهب او أشهب... وهكذا.
وهذا الإمام الشافعي دون المذهب القديم في العراق ثم تراجع عن مئات المسائل فكتب المذهب الجديد في مصر.
والمذهب الجديد عند التعارض ناسخ للقديم سوى مسائل معروفة يفتى بها على القديم.
وهذا الإمام أحمد ينقل عنه ولده عبد الله وحنبل والمروذي وغيرهم الكثير من المسائل وله قولان وثلاثة أحيانا في المسألة الواحدة.
ومن قرأ وطالع الأصول القديمة التي تنقل عن هؤلاء الأعلام لربما تعجب من كثرة اختلاف الروايات عن ذاك الإمام في المسألة الواحدة.
فليتق الله أناس يصدر عن أحدهم الخطأ والزلل وقد أوقع الأمة في مصائب ثم تراه لا يقر بالخطأ ويصر وكأن تراجعه معيب؟!!
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا احتنابه واحعلنا من عبادك الطائعين المتواضعين يا رب العالمين.
الشيخ عبد الرزاق المهدي
https://t.me/joinchat/AAAAAD0gZTXxondOdRf7gQ