بستان الواعظين

ـ فصل في العلوم المحمودة

وأعلم أن العلوم المحمودة تنقسم إلى قسمين

الأول: محمود إلى أقصى غاياته، وكلما كان أكثر كان أحسن وأفضل. وهو العلم بالله تعالى، وبصفاته، وأفعاله، وحكمته فى ترتيب الآخرة على الدنيا، فان هذا علم مطلوب لذاته، والتوصل به إلى سعادة الآخرة، وهو البحر الذى لا يدرك غوره وانما يحوم اُلمَحِّومون على سواحله وأطرافه بقدر ما تيسر لهم.

والقسم الثاني: العلوم التي لا يحمد منها إلا مقدار مخصوص، وهى التي ذكرناها من فروض الكفايات، فان فى كل منها افتقاراً واقتصاراً واستقصاءاً .

- فهو علم لا يُستغنى عنه فى قِوَام أمور الدنيا، كالطب إذ هو ضروري فى حاجة بقاء الأبدان على الصحة، والحساب، فإنه ضروري فى قسمة المواريث والوصايا وغيرها.


من كتاب مختصر منهاج القاصدين  .

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال عام شوية و أقرب للتحليل النفسي ، فكان الأفضل تحديد نوع التأثر و من أي جانب هو حاصل عشان مقصد السؤال يكون أوضح و الإجابة كذلك .

هنرد رد عام للسؤال المكتوب مبني على تخمين للمشكلة و هي إن شخصية حضرتك حساسة .


العواطف من الثوابت المغروسة في فطرة الإنسان و زيها زي أغلب الطباع مش سهل التحكم فيها بل في أغلب الأحوال الإنسان منساق وراها إضطرار .

فمسألة كبح التأثر و تعطيل الإستجاية الحسية العاطفية بردو مش بالأمر القابل للتحكم بل بيحصل تلقائيا .

فالحل الممكن للموضوع دا هو التمسك ببعض المبادئ اللي ممكن تساعد على التغلب أو التكيف .

أولهم الثقة بالنفس بتعزيز و ثبات الذات ، من العوامل الرئيسية اللي بتحدد قوة التأثير على المتأثر ، هو مدى قوة فهم و تقدير الذات . لذلك يغلب على الإنسان الحساس (شديد التأثر بالمتغيرات ) شعور التشتت و التردد و عدم فهم ذاته و دوافعه . فلما تكون أكثر ثباتا كل ما كان فهمك لنفسك أكبر و بالتالي لم تتأثر بنفس الحدة لأنك عارف حقيقة نفسك فمش هتأثر اي إضافة خارجية.

ثانيا مساحة الإستقلال ، مساحة الإستقلال و الإنفصال الذاتي عن باقي المتغيرات (أفراد الأسرة ) . طبيعة كل إنسان إنه مستقل لكن مساحة الإستقلال بتكون أقل في علاقته مع الأهل و الأقربون . فكل ما كانت المسافة أقرب ، كان التفاعل بين الأطراف أقوي كذلك العواطف . فممكن تقيم النقطة دي و تصححها

التجاهل و اللامبالاة تجاه نوع السلوكيات اللي بتأثر في حضرتك و دا يكون مقرون بالآداب الشرعية و حسن المعاملة .


و نسأل الله لك السداد

قال تعالى: (أَلَمْ نَجعَلْ لَهُ عَيْنَيْن وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ)البلد: 8 ـ 9.

قال مجاهدٌ ـ رحمه الله ـ :
هذه نعَمٌ من اللَّه مُتظاهرة يقرِّرُكَ بها كيْمَا تشكُر.
وقرأ الفُضيلُ ليلةً هذه الآية، فبكى، فسُئلَ عن بكائِهِ،
فقال: هل بِتَّ ليلةً شاكرًا للَّه أن جعلَ لك عينينِ تُبصر بهما؟
هل بِتَّ ليلةً شاكرًا للَّه أنْ جعلَ لك لسانًا تنطقُ به؟
وجعلَ يعدِّدُ من هذا الضَّرْبِ.
روائع التفسير لابن رجب

ويقول بكر بن عبد الله المزني ـ رحمه الله ـ :
يا ابن آدم، إذا أردت أن تَعلم قَدْر ما أنَعم الله عليك فَغَمِّضْ عَيْنَيك.
الشكر لابن أبي الدنيا ص 69

ومن أعظم فوائد استحضار النّعم، الشعور بالتقصير أمام عظيم الهبات الرّبانية التي لا تُعدّ ولا تُحصى ومتى كان ذلك جَدّ العبد في شُكرها والحفاظ عليها.

قال ابن عثيمين رحمه الله :

إذا رأيت قلبك لا يتأثر بالقرآن فاتهم نفسك لأن الله أخبر أن هذا القرآن لو أنزل على جبل لتصدع.

[

شرف العلم من شرف المعلوم ، فندرك مثلا منزلة علوم الطب  في قيمة ما يعرف فيها من كيفية دفع الإضطراب الحاصل بالجسم و دعم جوانب الخلل التي طرأت عليه .

و مَن أعظم من الله تعالى  ليعرف ،  فمعرفتك لربك بالتوحيد و الإعتقاد الصحيح أعظم معرفة.

قال ابن القيم رحمه الله :
فهو سبحانه وتعالى إنما خلق السموات والأرض ، والموت والحياة وزين الأرض بما
عليها : ليبلو عباده أيهم أحسن عملا ، لا أَكْثَرُ عَمَلا.
وَالْعَمَلُ الأَحْسَنُ هُوَ الأَخْلَصُ وَالأَصْوَبُ وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِمَرْضَاتِهِ وَمَحَبَّتِهِ ، دُونَ الأَكْثَرِ الْخَالِي مِنْ ذَلِكَ ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ بِالأَرْضَى لَهُ ، وَإِنْ كَانَ قَلِيلا ، دُونَ الأَكْثَرِ الَّذِي لا يُرْضِيهِ ، وَالأَكْثَرُ الَّذِي غَيْرُهُ أَرْضَى لَهُ مِنْهُ ؛ وَلِهَذَا يَكُونُ الْعَمَلانِ فِي الصُّورَةِ وَاحِدًا وَبَيْنَهُمَا فِي الْفَضْلِ ، بَلْ بَيْنَ قَلِيل أَحَدهمَا وَكَثِير الآخَرِ فِي الْفَضْلِ : أَعْظَمُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ .

تحريم إفزاع و تخويف المسلم


عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا». 
صحيح - رواه أبو داود

الشرح

كان الصحابة رضوان الله عليهم يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فنام رجلٌ منهم، فأخذ بعض رفقته حبلًا كان معه مازحًا، فلما أخذ الحبل من يده واستيقظ بسبب ذلك وتنبه لذلك قام فزعًا، أو أنه استيقظ وطلبه فلم يجده، ففزع وخاف ضياعه حين لم يجده. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يجوز لمسلم أن يروع ويخوّف أخاه المسلم، فنهى عليه الصلاة والسلام عن الترويع، وعن كون الإنسان يُفزِع أخاه ويروع أخاه، والنهي داخل فيمن أخذه لعبًا لا لخيانة بل هزلًا، فإن الترويع حاصل، وفي معنى هذا النهي كل من روع مسلمًا أو خوفه بأي وسيلة.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى  :

أقسام الناس إذا أصابتهم مصيبة:

١- الشاكر
٢- الراضي
٣- الصابر
٤ -الجازع .

أما الجازع :
فقد فعل محرماً وتسخط من قضاء رب العالمين.


وأما الصابر :
فقد قام بالواجب ، والصابر هو الذي يكره وقوعها ويرى أن المصيبة مُرَّة وشاقَّة ، لكنه يتحمل ويحبس نفسه عن الشيء المُحرم .

وأما الراضي :
فهو الذي لا يهتم لهذه المصيبة ويرى أنها من عند الله فيرضى رضاً تاماً ، ولا يكون في قلبه تحسّر ، وحاله أعلى من حال الصابر .

وأما الشاكر :
فهو الذي يشكر الله على هذه المصيبة .

• ويكون شكره من وجهين :

١- أن ينظر إلى من أصيب بما هو أعظم ، فيشكر الله على أنه لم يصب مثله .

٢- أن يعلم أنه سيحصل له بهذه المصيبة تكفير للسيئات ورفعة في الدرجات إذا صبر .

" نسأل الله أن يرزقنا الشُكر عند المصائب "

لم أشدد في نصح قطّ على الأخوات إلا غيرة عليهن ولا أستثني نفسي بتفضيل ً معاذ الله...

ما وصل إليه حال فتياتنا اليوم يحز في القلب

زمان كانت للفتاة هيبة ، وكان الفوز بها يسمى ظفرا ، ليس كما هو الحال عليه الآن..

حيث صرن يسوِّقن لأنفسهن في تعليقات الإخوة لجذب اهتمامهم بالمنشورات وإبراز المميزات بكل الوسائل والتلميحات ، وبعضها يصل لدرجة الجرأة .

⚫️ وسبحان الله لا تجد هذا التفاعل وحب النقاش مع بنات جنسهن!

أنا أتفهم احتياجك العاطفي ورغبتك الملحّة في الزواج ، وإنشاء بيت خصوصا مع البلاء الذي ابتلينا به من تأخر زواج وعزوف...

وحتى أهل الخير صاروا يتورعون ويفضلون عدم التوسط والسعي في الجمع بين رأسين في الحلال لما يترتب عنه من مشاكل

لكن دعيني أشرح لك، بروزك في حسابات الشباب (خصوصا طلبة العلم ) والمجموعات المختلطة  ومناقشتهم، يزهد الرجال فيك وأجزم بذلك ولك أن تسئلي أي رجل من محارمك..فنفوسهم تأنف من ذلك وإن أنكروا..

ويحضرني هنا قول إحدى الأخوات لما خشي زوجها لوهلة، أن تكون من المشهورات في مواقع التواصل في إطار الدعوة...

☁️في رأيك ما سبب خوفه ؟!

➖يا أختي أنت تتعاملين مع كيان له عقل وليس بذاك الغباء والسذاجة، لينطلي عليه مثل هذا

تصرفاتك هذه ستضعك حتماً في موطن ريبة أنت في غنى عنها ..

أنا ليس لي لا ناقة ولا جمل في الموضوع ، إلا ما أدين الله به،  وغيرة عليك أظهر لك الأمور على حقيقتها وكما يراها الرجال فعلاً

وإن كان لابد من تواجدك في مجمع الرجال ، فالزمي الحدود ، وانتهي عن لفت الإنتباه بسؤال ديني او تتفيقهين أمام الرجال في مسألة ما ، لِتُريهم كم أنتِ لديكِ علم ، فهذه الحركات مكشوفة للجميع .

"من أطلق لحظاته دامت حسراته؛ فإن النظر يُولِّد المحبة، فتبدأ علاقةً يتعلق بها القلب بالمنظور إليه، ثم تَقوى فتصير صَبَابةً، ينصبُّ إليه القلب بكُلِّيته، ثم تقوى فتصير غرامًا، يلزم القلب كلزوم الغريم الذي لا يفارق غريمه، ثم يقوى فيصير عِشقًا، وهو الحب المفرط، ثم يقوى فيصير شغفًا، وهو الحب الذي قد وصل إلى شَغاف القلب وداخله، ثم يقوى فيصير تَتَيُّمًا، والتتيُّم: التعبد".

ابن القيم | إغاثة اللهفان

أسواء الناس سرقة :

قال النبيﷺ: "إنَ الرّجُل ليُصلّي ستين سَنة وما تُقبل له صلاة" رواه ابن أبي شيبةصحيح الجامع

وقالﷺ: "أسوأ الناس سَرقة الذي يَسرق صلاته".
قالوا: وكيف يَسرقها؟
قال: "لا يتم ركوعها ولا سجودها" رواه أحمد.

قال الحافظ ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
هذا يدل على أنه أسوأ حالًا عند الله من سُرّاق الأموال.
إعلام الموقعين

فضل الله تعالى الخفي على عباده

"فالمخلوق لا يقصد منفعتك بالقصد الأول، بل إنما يقصد انتفاعه بك، والرب تعالى إنما يريد نفعك لا انتفاعه بك، وذلك منفعة محضة لك، خالصة من المضرة، بخلاف إرادة المخلوق نفعك، فإنه قد تكون فيه مضرة عليك، ولو بتحمل منته. فتدبر هذا، فإن ملاحظته تمنعك أن ترجو المخلوق، أو تعامله دون الله، أو تطلب منه نفعًا أو دفعًا، أو تعلق قلبك به؛ فإنه إنما يريد انتفاعه بك لا محض نفعك. وهذا حال الخلق كلهم بعضهم مع بعض، وهو حال الولد مع والده، والزوج مع زوجته، والمملوك مع سيده، والشريك مع شريكه، فالسعيد من عاملهم لله تعالى لا لهم، وأحسن إليهم لله، وخاف الله فيهم، ولم يخفهم مع الله، ورجا الله بالإحسان إليهم، ولم يرجهم مع الله، وأحبهم لحب الله، ولم يحبهم مع الله، كما قال أولياء الله: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾".

ابن القيم | إغاثة اللهفان

‏قال بن باز رحمه الله:

لايجوز للمسلم أن يسهر سهراً يترتب عليه إضاعته لصلاة الفجر في الجماعة أو في وقتها

ولو كان ذلك في قراءة القرآن أو طلب العلم

فكيف إذا كان سهره على التلفاز
أو لعب الورق أو ما أشبه ذلك...؟

لا يقال: والثقة بالنفس

- قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله :

ومِنَ الأخطاء الشَّائعة الدَّعوة إلى الثِّقة بالنَّفس، والثِّقة توكّل، بل هي خُلَاصَةُ التوكّل ولبّه، وهو لا يكون إلاّ بالله؛ وفـي الدعاء المأثور :

« اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْن،ٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّه،ُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ».

-قال الشيخ محمد بن إبراهيم؛ في جواب مَنْ سَأَلَ عَنْ قَوْلِ مَنْ قَال: تَجِبُ الثِّقَةُ بالنَّفس؟

قال: لا تجب ولا تجوز الثقة بالنفس،، في الحديث: « فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ
عَيْنٍ ».

شرح المنظومة الميمية (صـ ٢٣٨).

قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ :

مَن عاش في الدّنيا، ولا يَعرف ربّه، ولا يتنعّم بخدمته، فعَيشه عَيش البهائم.
رسائل ابن رجب.

(بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)