أتذكر أحد الأساتذة الذين كنا نزوره باستمرار في منزله وهو مسجى على الفراش، كان أحياناً يتألم من قلة تفقّد أصدقائه وزملائه وتلامذته له، ويحدّثنا عن ذلك بتوجّع؛ ولكن بعد وفاته غصّ مجلس فاتحته بالمعزّين حتى أننا لم نجد مكاناً للجلوس!
من العادات الإسلامية العظيمة التي قلّ من يطبّقها في إيامنا هذه هي عيادة المريض، فقد أصبحنا نادراً ما نرى من يزور المرضى، لكن عندما يموتون يتوافد الناس لحضور مجالس عزائهم، مع أن زيارة المريض تُعدّ من أعظم الأعمال المستحبّة، ولعلّ ثوابها أعظم من حضور مجلس الفاتحة؛ فقد وردت في فضلها واستحبابها روايات كثيرة حثّت عليها وبيّنت عظمة أجرها.
إضافةً إلى ذلك، فإن لزيارة المريض آثارٌ نفسية إيجابية؛ فهي تمنحه الشعور بالاهتمام والمحبة، وتُساعده على التحمل والصبر في مواجهة المرض.
قد يُقال إن زيارة المرضى في المستشفيات أمر غير ملائم، وربما يراه البعض ظاهرة غير حضارية؛ لكن في الحقيقة، هناك آداب لزيارة المريض مذكورة في كتبنا، والمقصود الأهم هو زيارته في منزله، والتفقّد والسؤال عنه وعن احتياجاته.
نسأل الله تعالى أن يمنّ بالشفاء والعافية على مرضانا ومرضى المسلمين، إنه سميعٌ مجيب.
✍️ محمد جواد شبر