"يُمسكني الحنين، كأنني غريب في عالمٍ غريب، إلى تلك الأمسيات التي تغمرها الدفء، حيث كوب من الشاي الحار يروي أعماق الروح، وخبز البيت الطازج يثير في نفسي شعورًا بالكمال الذي لا يدركه الجميع. أحنّ إلى تلك الرائحة، رائحة الدخان التي تختلط ببهارات الطعام، كأنها تحتفظ بمفاتيح لحظات السعادة الخالدة. أفتقد صوت البلابل وصوت الحمام الذي يعانق السكون، وخبز الكيك حتى وإن كانت محاولاتي لتحضيره لا تتعدى الفشل، ذلك الفشل الذي يخلق بداخلنا مساحة للبحث عن الأمل في التفاصيل الصغيرة،
أشتاق إلى العراك والمناوشات التي كانت تدور بيني وبين أفراد عائلتي، تلك اللحظات التي تملؤها الحياة رغم كل ما تحمله من ضجيج وصراع. أحنّ إلى تلك الأفلام الهندية القديمة التي تتناثر فيها الأحداث بلا منطق، لكننا نراها بمنتهى البلاهة وكأنها تحمل رسائل سرية نفهمها نحن وحدنا. ثم تأتي الأغاني الكلاسيكية، تلك التي تغمرني بشعورٍ عميق بعد أن أكون قد مررت بكل تلك الطقوس التي تشكل يومي، وأنا أحتضن الكتاب بيدي، سواء كان قديمًا أو جديدًا، ليتنشق عقلي رائحته، فتغذيني فكرة عميقة قد تتوارى في ثنايا الكلمات، لا أستطيع أن أعيش دون الكتابة، تلك الطقوس المجنونة التي أمارسها بحبٍّ لا يفهمه غيري، ومن هنا، أجد في كوني جنوبياً شعورًا مميزًا، رغم أن تلك الفكرة غالبًا ما تُستخف أو يُستخف بها، لا تُعطى اعتبارًا في المكان أو الزمان، لكن في تركيبة الجنوبيين شيئًا لا يمكن إلا أن يختلف، فهم يتنفسون الحياة بنبضٍ خاص،
أريد أن أهرب، لكنني أريد أن أبقى. أريد أن أفرّ من كل شيء، بينما أستقر في ذاتي، أعود إلى هنا، حيث أعيش اللحظة التي أحنّ إليها، رغم أنني أعيشها الآن. أبحث عن الهروب وأجد أنني أسير في ذات الدائرة، كأنني أفتش عن الخلاص في أماكنٍ قد أكون قد وصلت إليها منذ الأزل".
#غدير_البندر
أشتاق إلى العراك والمناوشات التي كانت تدور بيني وبين أفراد عائلتي، تلك اللحظات التي تملؤها الحياة رغم كل ما تحمله من ضجيج وصراع. أحنّ إلى تلك الأفلام الهندية القديمة التي تتناثر فيها الأحداث بلا منطق، لكننا نراها بمنتهى البلاهة وكأنها تحمل رسائل سرية نفهمها نحن وحدنا. ثم تأتي الأغاني الكلاسيكية، تلك التي تغمرني بشعورٍ عميق بعد أن أكون قد مررت بكل تلك الطقوس التي تشكل يومي، وأنا أحتضن الكتاب بيدي، سواء كان قديمًا أو جديدًا، ليتنشق عقلي رائحته، فتغذيني فكرة عميقة قد تتوارى في ثنايا الكلمات، لا أستطيع أن أعيش دون الكتابة، تلك الطقوس المجنونة التي أمارسها بحبٍّ لا يفهمه غيري، ومن هنا، أجد في كوني جنوبياً شعورًا مميزًا، رغم أن تلك الفكرة غالبًا ما تُستخف أو يُستخف بها، لا تُعطى اعتبارًا في المكان أو الزمان، لكن في تركيبة الجنوبيين شيئًا لا يمكن إلا أن يختلف، فهم يتنفسون الحياة بنبضٍ خاص،
أريد أن أهرب، لكنني أريد أن أبقى. أريد أن أفرّ من كل شيء، بينما أستقر في ذاتي، أعود إلى هنا، حيث أعيش اللحظة التي أحنّ إليها، رغم أنني أعيشها الآن. أبحث عن الهروب وأجد أنني أسير في ذات الدائرة، كأنني أفتش عن الخلاص في أماكنٍ قد أكون قد وصلت إليها منذ الأزل".
#غدير_البندر