أنتَ هُنا

حتّى في الرّابِعةِ فجراً،
عند الدقيقةِ الأولى من رحيل الظّلام وبدايةِ سقوطِ خيوطِ النُّور على هذهِ المَدينة

بداخلِ رأسي رغم انشغالهِ بمُذاكرةِ أسئلةِ الدوّرات لمادّة الدكتور المُخضرَم كما هو معروف ، والّتي حتماً لن يأتي منها شيء لكنّ " الغَريق يتعلّق بقشّة "
كما يُقال والطُّلاب في جامعاتنا يا عزيزي جميعهُم غَرقى في ليالي الامتِحان كما تعلم

أنتَ هُنا

حتّى في اللحظة الّتي أكرهُ فيها كلّ شيء،
في اللحظة الّتي يتهشّم فيها رأسي من درجاتِ الحرارة المُرتفِعة قيضِ الظّهيرة،
وفي الخطوةِ الأولى الّتي أكون مُجبرة على اتّخاذِها رغم الازدحامِ المروريّ لقطع الطّريق إلى الجهة المُقابلة،


في الأُمنيات وفي الدّعوات،
في أمانِ الماضي والخَوف مِن الآتي، في حُبِّي لِهذي البِلاد وكُرهي لِما فيها
بينَ نِكاتيَ السّخيفة وجديّتي المُفرِطة،
وسط أحلاميَ الطفوليّة و واقعي المُعقَّد
في الإيمان الّذي يسبُق الإلحاد بَل ويغزيه
في الُضعف الّذي ما يلبُث لِأن يتحوّل لقوّةٍ عُظمَى في نفوسِ الأنقياء
في عاطفةِ المساكين وبراءةِ أطفالِ حيّنا البسيط

في بداياتِ الأشياء ونِهاياتها

أنت هُنا

لا شيءَ بَيني وبينَك سِوى،
قصيدةَ حُبّ
وعشرون أُغنيّة محمّلة ببِضعِ أُمنيّاتٍ ورديّة
وطريقِ سفرٍ طويل

سَيوصِلني إليك

" بيني وبينَك خَطوتين " .