تابع رياض الصالحين 📚
باب فضل الزهد في الدنيا والحث عَلَى التقلل منها، وفضل الفقر:
«480» وعن عبدِ الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نعالِجُ خُصًّا لَنَا، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) فَقُلْنَا: قَدْ وَهَى، فَنَحَنُ نُصْلِحُهُ، فَقَالَ: ((مَا أرَى الأَمْرَ إلا أعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ)).
رواه أَبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم، وقال الترمذي: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ).
الخُصُّ: بيت يعمل من القصب ونحوه.
وفيه: شاهد لحديث ابن عمر: ((إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح)).
«481» وعن كعب بن عياض رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وفِتْنَةُ أُمَّتِي: المَالُ)). رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ).
قوله: ((فتنة))، أي: ابتلاء واختبار. قال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]، وقال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28].
«482» وعن أَبي عمرو، ويقالُ: أَبو عبدِ الله، ويقالُ: أَبو ليلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَيْسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ في سِوَى هذِهِ الخِصَالِ: بَيْتٌ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٌ يُوارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ الخُبز وَالماء)). رواه الترمذي، وقال: ((حديث صحيح)).
قَالَ الترمذي: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَانَ بنَ سَالمٍ البَلْخيَّ، يقولُ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْن شُمَيْل، يقولُ: الجِلْفُ: الخُبْز لَيْسَ مَعَهُ إدَامٌ، وقال غَيْرُهُ: هُوَ غَليظُ الخُبُزِ. وقَالَ الهَرَوِيُّ: المُرادُ بِهِ هنَا وِعَاءُ الخُبزِ، كَالجَوَالِقِ وَالخُرْجِ، والله أعلم.
الحق هنا: ما يستحقه الإِنسان لاحتياجه إليه في كُنه من الحر والبرد، وستر بدنه، وسد جوعته، وما سوى ذلك فهو من حظوظ النفس لا من حقوقها.
قال بعض الزهاد:
لَقِرْص شعير ثافل غير مالح ** بغير إدام والذي خلق النجوى
مع العزِّ في بيتي وطاعة خالقي ** ألذُّ على قلبي من المنِّ والسلوى
باب فضل الزهد في الدنيا والحث عَلَى التقلل منها، وفضل الفقر:
«480» وعن عبدِ الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نعالِجُ خُصًّا لَنَا، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟)) فَقُلْنَا: قَدْ وَهَى، فَنَحَنُ نُصْلِحُهُ، فَقَالَ: ((مَا أرَى الأَمْرَ إلا أعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ)).
رواه أَبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم، وقال الترمذي: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ).
الخُصُّ: بيت يعمل من القصب ونحوه.
وفيه: شاهد لحديث ابن عمر: ((إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح)).
«481» وعن كعب بن عياض رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وفِتْنَةُ أُمَّتِي: المَالُ)). رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ).
قوله: ((فتنة))، أي: ابتلاء واختبار. قال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]، وقال تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28].
«482» وعن أَبي عمرو، ويقالُ: أَبو عبدِ الله، ويقالُ: أَبو ليلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَيْسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ في سِوَى هذِهِ الخِصَالِ: بَيْتٌ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٌ يُوارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ الخُبز وَالماء)). رواه الترمذي، وقال: ((حديث صحيح)).
قَالَ الترمذي: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد سُلَيْمَانَ بنَ سَالمٍ البَلْخيَّ، يقولُ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْن شُمَيْل، يقولُ: الجِلْفُ: الخُبْز لَيْسَ مَعَهُ إدَامٌ، وقال غَيْرُهُ: هُوَ غَليظُ الخُبُزِ. وقَالَ الهَرَوِيُّ: المُرادُ بِهِ هنَا وِعَاءُ الخُبزِ، كَالجَوَالِقِ وَالخُرْجِ، والله أعلم.
الحق هنا: ما يستحقه الإِنسان لاحتياجه إليه في كُنه من الحر والبرد، وستر بدنه، وسد جوعته، وما سوى ذلك فهو من حظوظ النفس لا من حقوقها.
قال بعض الزهاد:
لَقِرْص شعير ثافل غير مالح ** بغير إدام والذي خلق النجوى
مع العزِّ في بيتي وطاعة خالقي ** ألذُّ على قلبي من المنِّ والسلوى