الثقافة الزهرائية


Channel's geo and language: Iran, Persian
Category: Religion


طلبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقِنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارِنا

Related channels  |  Similar channels

Channel's geo and language
Iran, Persian
Category
Religion
Statistics
Posts filter


وقفة تُبيّنُ معنى (الفوز العظيم) لأنصارِ الحُسين الواردِ في زيارتِهم..وبأيّ شيءٍ نال أصحابُ الحُسين هذه المَنزلة؟
:
لأنّ معرفةَ منزلةِ أنصارِ الحسين مُقدّمةٌ لمعرفةِ المقامِ الرفيع لسيّدِ أنصارِ الحسين (قمر الهاشميّين) الّذي هو مُقدّمةٌ لمعرفةِ إمامِ زمانِنا،
لذا سنقِفُ هنا عند جانبٍ مِن منزلةِ أنصارِ الحسين في عبائرِ زياراتِهم

• نقرأ في زيارةِ أنصارِ الحسين هذه العبارات:
(السلامُ عليكم يا أنصارَ اللهِ وأنصارَ رسولِهِ وأنصارَ عليّ بن أبي طالب وأنصارَ فاطِمةَ وأنصارَ الحسنِ والحسين وأنصارَ الإسلام، أشهدُ أنّكم لقد نصحتُم للهِ وجاهدتُم في سبيلِهِ فجزاكُم اللهُ عن الإسلامِ وأهلِهِ أفضلَ الجزاء، فُزتم واللهِ فوزاً عظيما، يا ليتني كُنتُ معكم فأفوزَ فوزاً عظيما،
إلى أن تقول: (أشهدُ أنّكُم الشُهداءُ والسُعداءُ وأنّكم الفائزون في درجاتِ العلى)
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
سنقفُ قليلاً هنا عند هذه العبارة: (فُزتُم واللهِ فوزاً عظيما)
هذه العبارة الّتي تحدّثت عن الفوز العظيم تكرّرت كثيراً في كلماتِ أهلِ البيتِ في حقِّ أنصارِ سيّدِ الشُهداء..فقد تكرّرت في نفس هذه الزيارة، في قولِهِ: (أشهدُ أنّكم الشُهداءُ والسُعداءُ وأنّكم الفائزون في درجاتِ العلى)

وكذلك ورد هذا المعنى في زيارةِ إمامِ زمانِنا لشُهداءِ الطف، إذ يقولُ وهو يُخاطِبُ مُسلم ابن عوسجة:
(السلامُ على مُسلم بن عوسجةَ الأسدي القائلِ للحسين وقد أذِنَ له في الانصراف: "أنحنُ نُخلّي عنك؟ وبمَ نعتذِرُ عند اللهِ مِن أداءِ حقِّك؟ لا واللهِ حتّى أكسِرَ في صُدورِهم رُمحي هذا، وأضرِبُهم بسيفي ما ثبت قائمُهُ في يدي ولا أُفارِقُك، ولو لم يكن معي سلاحٌ أقاتلُهم به لقذفتُهم بالحجارةِ ولم أفارقك حتّى أموتَ معك"
وكنتَ أوّل مَن شرى نفسَهُ وأوّلَ شهيدٍ شهِدَ للهِ وقضى نحبَهُ ففُزتَ وربِّ الكعبة
،
شكر اللهُ استقدامَك ومُواساتَك إمامَك، إذ مشى إليك وأنت صريع، فقال: يرحمُك اللهُ يا مُسلمَ بن عوسجة، وقرأ: {فمِنهم مِن قضى نحبَهُ ومِنهم مَن ينتظر..})
[البحار: ج45]

• موطِنُ الشاهد هو قولُ الإمام لمُسلم: (فَفُزتَ وربِّ الكعبة)
الإمامُ يُقسِم لتأكيدِ هذا المعنى،
وكذلك في زيارةِ أنصارِ الحسين هناك مُؤكّداتٌ عديدة لهذا المضمون، مِنها القسَمُ في قولِ الزيارة: (فُزتم والله)
ومِنها المفعولُ المُطلَق المُشتَقُّ مِن نفس لفظ الفِعل: (فوزاً عظيماً) فهو يُؤكّدُ معنى الفعل وهو (الفوز)

وكذلك في قولِ الزيارة: (أشهدُ أنّكم الشُهداءُ والسُعداءُ وأنّكم الفائزون في درجاتِ العلى)
فبدايةُ العبارة فيها أداةُ توكيد وهي(أنّ) والكلمات الّتي في العبارة معطوفةٌ على بعضِها..فكُلّها يشملُها هذا التأكيد، ولكنّ الزيارةَ رغم ذلك حين وصلت لكلمة(الفائزون) جاءت بأداة(أنّ) التوكيديّةِ مِن جديد فقالت: (وأنّكم الفائزون) لتأكيدِ هذا المعنى؛ وهو أنّ أنصارَ سيّدِ الشهداء هُم الفائزون بالمعنى الحقيقيِّ للفوز،
وهذا يدفعُنا لأن نطرحَ تساؤلاً هنا:
• لماذا هذا التأكيدُ في كلماتِ العترةِ على أنّ الفوزَ الحقيقيَّ هو فوزُ أنصارِ الحسين؟
وبأيِّ شيءٍ نال أصحابُ الحسين هذه المنزلة؟

الجواب:
لأنّ الفوزَ الأعلى رُتبةً في ثقافةِ العترةِ هو فوزُ الشيعيِّ بمعرفةِ إمامِ زمانِهِ وبطاعةِ إمامِ زمانِهِ..وثمرةُ هذه المعرفةِ والطاعةِ هو فوزُهُ بالتوفيقِ لنُصرةِ إمامِ زمانِهِ، كما يقولُ إمامُنا الباقر وهو يُحدّثُنا عن ذُروةِ الحقيقةِ وذروةِ الدينِ وذُروةِ الشيءِ الأهمِّ في حياةِ الإنسان، يقول:
(ذُروةُ الأمرِ وسنامُهُ -أي أعلاه قيمةً- ومِفتاحُهُ وبابُ الأشياءِ ورضا الرحمنِ تبارك وتعالى الطاعةُ للإمامِ بعد معرفتِهِ..)
[الكافي: ج1]

فأعلى مراتبِ الفوز هو الفوزُ بمعرفةِ أهلِ البيتِ والتسليمِ إليهم والتوفيقِ لنُصرتِهم بأعلى درجاتِ النُصرة..وكُلُّ هذه المعاني تجلّت في أنصارِ الحسين؛
فقد كان أنصارُ الحسين على عقيدةٍ سليمةٍ ومعرفةٍ عميقةٍ راسخةٍ بإمامِ زمانِهم وهو سيّدُ الشهداء..ولِذا بذلوا للحُسين ظواهِرَهم وبواطِنَهم كما نقرأ في سُجودِ زيارةِ عاشوراء: (وثبّت لي قدمَ صدقٍ عندك مع الحسين وأصحابِ الحسين الّذين بذلوا مُهَجهُم دون الحسين)

فعبارةُ (بذل المُهَج) أقوى بكثير مِن عبارةِ بذلِ الأرواح أو الأنفس،
فبذل المُهج: تعني أنّهم بتمامِ عُقُولِهم وقُلوبِهم وضمائرِهم مع الحسين،
و"المُهَج" جمعٌ لمُهجة؛ وهي رُوح الرُوح، هي قلبُ القلب، هي إنسانُ الإنسان وضميرُ الضمير..يعني هي المركزُ مِن كُلِّ هذه المعاني

فحين نقولُ عن أنصارِ سيّدِ الشُهداء أنّهم بذلوا مُهَجهم؛ يعني بذلوا ظواهِرَهم وبواطِنَهم لإمامِهم، لأنّهم كانوا على معرفةٍ سليمةٍ بإمامِهم، وكلماتُهم يوم عاشوراء تشهدُ بذلك

تتمّة الموضوع على #الرابط التالي
حيثُ يعرِض لنا نماذج مِن كلماتِ أنصارِ الحسين الّتي تكشف عن معرفتِهم السليمةِ بإمامِهم وعلاقتِهم المُتميّزة بالحسين
https://www.facebook.com/share/p/1Av5ZVsS32/
#الثقافة_الزهرائية


Video is unavailable for watching
Show in Telegram
بذلوا مُهَجَهم دون الحُسين..وفازوا فوزاً عظيما






لَقَطاتٌ وصُوَر مِن المُؤاساةِ فيما بين مُسلم بن عقيل وبين الحسين نتعلّمُ مِنها كيف تكونُ المُؤاساةُ والنُصرةُ لإمامِ زمانِنا
:
مُسلم بن عقيل؛ وما أدراك ما مُسلم..إنّه مِصداقٌ واضحٌ مِن المصاديق الّتي اجتمعت فيها هذه الأوصاف:
(الصدقُ مع النفس، والحُريّةُ الحقيقيّة، والوعيُ الكامل، والتوحيدُ الصادقُ الناطق)
كُلُّ هذه المعاني تجلّت في شخصيّةِ مُسلم،
ونحنُ هنا نُريدُ الإشارةَ لجانبِ المُؤاساةِ الّتي كانت بين مُسلم وبين سيّدِ الشهداء

ولا عجَبَ في وجودِ جانبٍ مِن المُؤاساةٍ بين مُسلم وبين الحسين..فسيّدُ الشهداء في الكتابِ الّذي أرسلَهُ لأهلِ الكوفةِ بيّن لهم منزلةَ مُسلم مِنه، وقال:
(بعثتُ إليكم أخي وابن عمّي وثِقتي مِن أهلِ بيتي؛ مُسلم بن عقيل)
وهي عبارةٌ جديرةٌ بالتفكُّر!

فقولُ سيّدِ الشُهداء في حقِّ مُسلم: (بعثتُ إليكم أخي) هذه الأُخوّةُ ليست أُخوّةً عُرفيّة..إنّها أُخوّةٌ نُوريّة؛ مِثلما آخى رسولُ اللهِ أميرَ المؤمنين"صلواتُ اللهِ عليهما"
وحتّى لو قُلنا أنّ هذه الأُخوّةَ كانت أُخوّةً عُرفيّة..فهي قطعاً ليست كأيّ أُخوّةٍ لأنّها أُخوّةٌ مع الحسين،
ولأجلِ أن نفهمَ شيئاً مِن معنى هذه الأُخوّةِ النُوريّةِ الّتي كانت بين مُسلم وبين سيّدِ الشهداء..سنقِفُ هنا وقفةً نمرُّ فيها مروراً سريعاً على ما جرى على مُسلم ابن عقيل في الساعاتِ الأخيرةِ مِن حياتِهِ لنرى جانباً مِن صُورِ المُؤاساةِ الّتي كانت فيما بين مُسلم وبين سيّدِ الشهداء

• مِن صُورِ المُؤاساةِ بين مُسلم وبين الحسين: الغُربة
(فمُسلم عاش الغُربةَ كما عاش سيّدُ الشهداء الغُربة)
وليس المُراد مِن الغُربة الّتي عاشها مُسلم هي الغُربةُ عن الأهلِ والوطن،
صحيحٌ أنّ البُعدَ عن الأهلِ غُربةٌ ولها آلامُها، وكذلك البُعدُ عن الوطنِ غُربةٌ أيضاً ولها آلامُها، ولكن ربّما يكونُ الإنسانُ بين أهلِهِ وفي وطنِهِ ولكنّه يعيشُ غريباً!

الغُربةُ الحقيقيّة هي الغُربةُ الفِكريّة، إنّها الغُربةُ العقائديّة؛ حين يعيشُ الإنسانُ في أُسرةٍ أو عشيرةٍ تُخالِفُهُ فِكريّاً وعَقائديّاً.. هذه الغُربةُ الحقيقيّة!
ولذا يقولُ إمامُنا الصادق"عليه السلام"
(إنّي لأرحمُ ثلاثةً وحقَّ لهم أن يُرحَموا: عزيزٌ أصابتهُ مذلّةٌ بعد العِزّ، وغنيٌّ أصابتهُ حاجةٌ بعد الغنى؛ وعالمٌ يستخِفُّ به أهلُهُ والجَهَلة)
وفي روايةٍ أُخرى: (وعالماً ضاع في زمانِ جُهّال)
[البحار: ج2ٍ]

هذه العبارة: (وعالمٌ ضاع في زمانِ جُهّال..أو عالمٌ يستخِفُّ به الجَهَلة) تُلخّصُ لنا الغُربةَ الحقيقيّة!
وفي حديثٍ آخر ورد هذا المعنى؛ أنّ ثلاثةً مهجورين يشكون إلى اللهِ تعالى؛ أحدُهم عالمٌ بين جُهّال، كما يقولُ إمامُنا الصادق:
(ثلاثةٌ يشكون إلى اللهِ عزّ وجلّ: مسجدٌ خرابٌ لا يُصلّي فيه أهلُهُ، ومُصحَفٌ معلَّقٌ قد وقع عليه الغُبار لا يُقرأُ فيه، وعالمٌ بين جُهّال)
[الكافي: ج2ٍ]

هذه هي الغُربةُ الحقيقيّة.. وقد عاش مُسلم هذه الغُربةَ كما عاشها سيّدُ الشهداء؛
فأصحابُ الحسين كانوا يخرجون إلى القتالِ ويُقتلون ولكن يخرجون وإمامُهم موجودٌ بينهم، وأهلُ البيتِ كذلك، وأصحابُهم موجودون،
فقط الوحيد الّذي يعلمُ بأنّه سيبقى لوحدِهِ هو سيّدُ الشهداء،
فسيّدُ الشهداء عاش الغُربةَ..ومُسلمُ عاش الغُربةَ أيضاً!

• أيضاً..مِثلما واجه سيّدُ الشُهداء الجُموعَ لوحدِهِ..فمُسلم أيضاً واجه الجُموعَ لوحدِهِ،
• ومِثلما هجموا على سيّدِ الشُهداء ورموهُ بالحِجارةِ وبالسِهامِ وبالحِرابِ وبالرماح..فقد جرى على مُسلم ذلك أيضاً،
فهذه كُتُبُ المَقاتلِ تقول أنّه حتّى النساء والأطفال صعدوا فوق الدُورِ وأخذوا يُسجّرون النارَ في القصَبَ ويرمون القصَب والحِجارةَ باتّجاهِ مُسلم لوحدِهِ!
يعني كانت الحِجارةُ والقصَبُ والنارُ تأتي مِن فوق، والسهامُ والحِرابُ تأتي مِن جميع الجهاتِ الّتي أحاطت ببيتِ طوعة!

• أيضاً مِثلما تناهبت السيوفُ مُسلم إلى أن أُثخِن بالجِراح، وبعد ذلك أخذوهُ أسروهُ وجاؤوا به حتّى أوقفوهُ على بابِ قصرِ الإمارةِ وفي كُلِّ جُزءٍ مِن بدنِهِ جراحة،
فكذلك الأمرُ مع الحسين..فقد ورد في الرواياتِ أنّ بدنَ سيّدِ الشهداء كان فيه ألفا جِراحة!

ونحنُ هنا لا نُريد أن نقيسَ آلامَ مُسلم بآلامِ الحسين أبداً.. فإنّه لا يُقاسُ بآلامِ الحسين أيُّ آلام..لأنّ الّذي جرى على سيّدِ الشهداء ما جرى على أحدٍ أبداً..ولا يُوجدُ على طُولِ تأريخ البشريّةِ مُنذُ أن كانت وإلى أن تنتهي الدنيا لا يُوجدُ أحدٌ يُقتَلُ قِتلةً كقِتلةِ الحسين، كما يقولُ رسولُ اللهِ حين سألته الصدّيقةُ الكبرى عن الحسين وقالت:
(يا أبه فيقتل؟ قال: نعم يا بنتاه، وما قُتِل قِتلتَه أحدٌ كان قبله)
[العوالم]

تتمةُ الموضوع على #الرابط التالي
والّذي يعرِض لنا صوراً أُخرى مِن صُوَر المُؤاساةِ فيما بين مُسلم وبين الحسين، ويُبيّن لنا سببَ تفرُّقِ الناسِ عن مُسلم وهو رسولُ إمام زمانِهم!
https://www.facebook.com/share/p/1ABkX3tDzC/
#الثقافة_الزهرائية






مِن أمثلةِ الشعائرِ الحُسينيّة الّتي يجهلُ الكثيرون معناها ومضمونَها العقائدي: عزاءُ المَشَق، وركضةُ طويريج
:
مِن الشعائرِ الحسينيّةِ المعروفةِ في أوساطِنا الشيعيّةِ والّتي تُعرَفُ في بعضِ الحُسيّنيات وخُصوصاً في النجفِ وفي كربلاء:"شعيرة المَشَق"
و(المَشَق) كلمةٌ فارسيّة تعني؛ التدريب والتمرين (يعني البروفة)

فكرةُ هذه الشعيرةِ أُخذت مِن فِكرةِ أنّ أنصارَ سيّدِ الشُهداء في ليلةِ العاشر مِن مُحرّمِ سلُّوا سُيوفَهُم وعرضوا أنفُسَهم أمامَ خيمةِ عقيلةِ العقائل تعبيراً عن إستعدادِهم التامِّ لنُصرةِ الحُسين وآلِ الحُسين"صلواتُ اللهِ عليهم" وخاطبوا العقيلةَ وقالوا:
(السلامُ عليكم يا أهلَ بيتِ النبوّةِ ومعدنَ الرسالةِ ومختلَفَ الملائكة؛ هذه صوارمُ فِتيانِكُم آلوا-أي أقسموا- ألا يُغمِدُوها إلّا فى رقابِ مَن يُريدُ السُوءَ فيكم، وهذه أسنّةُ غِلمانِكُم أقسموا ألّا يركزوها إلّا فى صُدورِ مَن يُفرِّقُ ناديكُم..)
والشيعةُ في هذه الشعيرةِ يتأسّون بأنصارِ الحسين

فكُلُّ شعائرِنا الحسينيّةِ انطلقت على أساسِ حقائق ولم تأتِ هكذا جُزافاً،
ربّما الكثيرُ مِن الشيعةِ الّذين لا يُمارسونها لا يعرفون أُصولَها..ولكنّ الحقيقةَ هي أنّ الّذين أسّسوا هذه الشعائرَ أسّسُوها على وعيٍّ وعلى معرفة، وليس هكذا جاءت جُزافاً كما يحلو للبعض أن يتحدّثَ عنها

هذه الشعائرُ أُسِّست على فكرةٍ عقائديّةٍ وتأريخيّةٍ وعاطفيّةٍ في نفس الوقت..كما هو الحالُ مع شعيرة "ركضة طويريج" كمثالٍ آخر نذكرُهُ هنا،
فهذه الشعيرةُ الشعبيّةُ المعروفة "ركضةُ طويريج" الّتي يقومُ بها عامّةُ الشيعةِ في العراق في "كربلاء المُقدّسة" في اليومِ العاشرِ مِن مُحرّم..هذه الشعيرةُ أيضاً فِكرتُها وجُذورُها مِن صميمِ عقيدتِنا ودِيننا

الفكرةُ الّتي أُسِّس على أساسِها موكبُ عزاءِ "ركضةِ طويريج" هي:
أنّ التأريخَ يذكرُ أنّ سيّدَ الشُهداء قُتِلَ بعد الزوال، بعد صلاةِ الظُهرين،
فهؤلاء المُعزّون في عزاء "ركضة طويريج" يُصلُّون صلاةَ الظُهرين وينطلِقون مِن منطقةِ "طويريج" وهي مدينةٌ صغيرة قُربَ كربلاء، ينطلقون مِنها أوّلاً عزاءً وحُزناً على قتْلِ سيّدِ الشُهداء، وكذلك لِغوثِ واستغاثةِ العائلةِ الحسينيّة..ولذا يأتون ركضاً حُفاةً شُعثاً غُبراً يُنادون: "يا حسين"

فالفِكرةُ الّتي أُسِّسَ على أساسِها هذا العزاءُ هي أنّ هؤلاء يخرجون ركضاً باعتبارِ أنّ الحُسينَ قُتِلَ ووصل خبرُ مقتلِهِ إليهم الآن! ففزِعوا وخرجوا جميعاً على وجوهِهم مفجوعين مذهولين راكضين يُنادون "يا حسين" عزاءً ومواساةً لرسولِ اللهِ وأهلِ بيتِهِ الأطهار،
لأنّ رسولَ اللهَ كان مفجوعاً حزيناً أشعثَ أغبرَ في كربلاء يومَ عاشوراء يلتقِطُ دمَ الحسين كما تُحدّثنا الرواياتُ الشريفة

فهؤلاء المُعزّون يركضون حُفاةً شُعثاً غُبْراً مفجوعين مواساةً لرسولِ اللهِ وأهلِ بيتِهِ الأطهار..وكذلك نُصْرةً واستغاثةً وغَوثاً للعقيلةِ وللعائلةِ الحُسينيّة

فهذه الجُموعُ الراكضةُ تتحدّثُ عن حقيقةٍ عقائديّةٍ تأريخيّة،
ومِن هنا كان تعظيمُ هذه الشعائر مِن تقوى القلوب لأنّها قائمةٌ على أساسٍ عقائديٍّ متين مُرتبطٍ بالقلوب، ولم تأتِ جُزافاً

فهذه الشعائرُ وغيرُها مِن شعائرِنا الحسينيّة كُلُّها تتحدّثُ عن وقائعَ حدثت على أرض الواقع وهي موجودةٌ في كُتبِ التأريخ والروايات، وهي مِن صميم عقيدتِنا،
ولو أنّنا تناولنا الجذرَ العقائديَّ لكلِّ شعيرةٍ مِن شعائرِنا الحسينيّة لطال بنا المقام

وفي نفس الوقت هذه الشعائرُ تتناغمُ مع عواطفِ الوجدان
أساساً الثورةُ الحسينيّةُ رأسُ مالِها "العاطفة"
فسّيدُ الشهداء لم يُجيّش جُيوشاً للقتالِ وإنّما جيّش جُيوشاً للعواطِف،
سيّدُ الشهداء كرّسَ المظلوميّةَ وجيّشَ العواطفَ عِبرَ القرون.. هذا هو أسلوبُ الحسين في يومِ عاشوراء، ومَن أراد أن يدقّقَ النظرَ في الأحداثِ التي جرت يومَ عاشوراء على أرضِ الغاضريّات وأراد أن يدقّقَ النظرَ في تصرُّفاتِ سيّدِ الشهداء سيجد أنّ سيّدَ الشهداء جيّشَ العواطفَ وكرّسَ المظلوميّةَ عبرَ القرون، ولو لم يكن قد جيّشها لَما بقي ذِكرٌ للحُسين "صلواتُ اللهِ عليه"أبداً!
وإلّا دونكم الأنبياء..فالرواياتُ تتحدّثُ عن مئةٍ وأربعةٍ وعشرين ألف نبيٍّ بعثهم اللهُ تعالى، وفي روايةٍ أخرى مليون نبي،
وحتّى لو أخذنا بالروايةِ الأقل..فأين هم هؤلاء الأنبياء؟ هل لهم مِن ذِكر؟ أينّ ذِكرُهم؟
كم اسماً نعرف مِن هؤلاء الأنبياء؟

حتّى بين أئمّتنا الأطهار "صلواتُ اللهِ عليهم" هل هناك ذِكرٌ لبقيّةِ الأئمّةِ كذِكرِ سيّدِ الشُهداء؟
ذِكرُ أئمّتِنا الأطهار إنّما بقيَ بسببِ ذكرِ سّيدِ الشُهداء.. فالمشروع المهدويُّ الأعظم مُحرِّكُهُ الأساس هو الحسين،
مخزنُ الوقود في المشروع المهدويِّ الأعظم 
هذه الكلمات: عاشوراء، كربلاء، حُسين
إنّها الرموزُ والمفاتيحُ والشفرةُ الّتي يتحرّكُ فيها المشروع المهدوي الأعظم
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture




Video is unavailable for watching
Show in Telegram
مِن شعائرِنا الحُسينيّة التي يُجهَل مضمونُها:
"عزاء المَشَق" و"ركضة طويريج"🚩




في ثقافةِ العترة: فاطِمةُ العَليلة لم تكُن طِفلةً وإنّما كبيرةً مُتزوّجة، وقد أُوكِلت إليها مَهمّةُ حِفظِ مواريثِ النُبوّةِ والإمامة
:
حين يتحدّثُ الخُطباءُ والشُعراءُ والرواديد عن فاطِمةَ العليلة بنتِ الحسين الّتي بقيت في المدينة..ترى الجميع يتحدّثون عن طِفلةٍ مريضةٍ كانت تتوسّلُ أباها أن يأخُذها معهم إلى كربلاء،
هذه الصورةُ الّتي تُطرَحُ على المنابر ليست صحيحةً ولم تَرِد عن أهلِ البيتِ"صلواتُ اللهِ عليهم"

في ثقافةِ العترةِ فاطِمةُ العليلة الّتي بقيت في المدينةِ لم تكن طِفلةً كما يقولُ الخُطباءُ والشُعراء..بل كانت كبيرةً ومُتزوِّجة،
كانت مُتزوِّجةً مِن الحسن المُثنّى ابن إمامِنا الحسن المُجتبى"صلواتُ اللهِ عليه"
إنّها فاطِمةُ الكبرى بنتُ الحسين..وقد بقيت في المدينةِ لأنّ سيّدَ الشُهداء أوكل إليها مأموريّةَ حِفظِ مواريثِ النُبوّةِ ودلائلِ الإمامةِ وحقائقِ الوصيّةِ كما جاء في أحاديثِ العترة، كهذه الروايةِ الواردة عن إمامِنا الباقر

يقولُ إمامُنا الباقر "صلواتُ اللهِ عليه":
(إنّ الحسين"صلواتُ اللهِ عليه" لمّا حَضَرهُ الّذي حَضَرهُ-أي أراد الخُروجَ إلى العراق- دعا ابنتَهُ الكُبرى؛ فاطِمةَ بنتِ الحسين، فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّةً ظاهرة، وكان عليُّ بن الحسين -يعني إمامَنا السجّاد-مبطوناً معهم لا يَرون إلّا أنّه لِما به،
فدفعت فاطِمةُ الكتابَ إلى عليِّ بن الحسين، ثمّ صار واللهِ ذلك الكتابُ إلينا يا زياد،
قال زياد: ما في ذلك الكتاب جعلني اللهُ فداك؟
قال الإمام: فيه واللهِ ما يحتاجُ إليه وُلْدُ آدم مُنذ خلق اللهُ آدم إلى أن تفنى الدنيا..واللهِ إنّ فيه الحُدود، حتّى أنّ فيه أرشَ الخَدْش)

[الكافي: ج1]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
هذه الرواية تُحدّثُنا عن المنزلةِ العالية لفاطِمةَ العليلةَ بنتِ الحسين، وأنّها لم تكن طِفلةً كما يُطرَحُ على المنابر..كانت كبيرةً وهي مِن الشخصيّاتِ الّتي أُوكِلت إليها مأموريّةٌ مِن الحسين، ولِذا بقيت في المدينةِ لتنفيذِ هذه المأموريّة،
فقد أوكل إليها سيّدُ الشهداء حِفظَ مواريثِ النُبوّةِ ودلائلِ الإمامة..وهذا يكشِفُ عن منزلتِها وخُصوصيّتِها"صلواتُ اللهِ عليها"؛ فهي عارفةٌ بعِظَمِ تلك الأمانة، ولذا سيّدُ الشُهداء وضع تلك الأمانةَ عندها..إذ لو لم تكن عارفةً بقيمتِها وحقيقتِها وأسرارِها ولو بالإجمال لَمَا أودع الحسينُ تلك الأمانةَ عندها

✦ قولُهُ: (دعا ابنتَهُ الكُبرى؛ فاطِمةَ بنتِ الحسين، فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّةً ظاهرة)إنّما دعاها سيّدُ الشهداء لأنّها كانت في بيتِ زوجِها؛ الحسنِ المُثنّى،
أمّا قولُهُ: (فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّةً ظاهرة) المُراد مِن الكتابِ الملفوف: يعني قطعةَ جلد،
وأمّا الوصيّةُ الظاهرة: يعني شيءٌ مُشَخَّصٌ وواضح،
وهذه التعابيرُ تعابيرُ مُداراة..ونفس الروايةِ تُبيّن ذلك، فهي تُحدّثُنا أنّ القضيةَ أكبرُ مِن ذلك بكثير! كما يقولُ إمامُنا الباقر في نفس الروايةِ وهو يتحدّثُ عن الكتابِ الّذي وضعُهُ سيّدُ الشهداء عن ابنتِهِ فاطِمةَ الكبرى(العليلة) يقول: (ثمّ صار واللهِ ذلك الكتابُ إلينا يا زياد)

فحين سأل الراوي الإمام: (ما في ذلك الكتاب جعلني اللهُ فداك؟) قال له الإمام: (فيه واللهِ ما يحتاجُ إليه وُلْدُ آدم مُنذ خلَقَ اللهُ آدم إلى أن تفنى الدنيا..واللهِ إنّ فيه الحُدود، حتّى أنّ فيه أرشَ الخدش)

فهذه العبارة تُبيّن أهميّةَ هذا الكتاب الّذي جعَلهُ سيّدَ الشهداءِ عند ابنتِهِ فاطِمةَ الكبرى والّذي يشتملُ على مواريثِ النبوّةِ والإمامة،
فهذا الوصفُ الّذي ذَكَرهُ إمامُنا الباقر: (فيه واللهِ ما يحتاجُ إليه وُلْدُ آدم مُنذ خلق اللهُ آدم إلى أن تفنى الدنيا...حتّى أنّ فيه أرشَ الخدش) هو نفس المضمون الّذي تحدّث به الأئمّةُ عن مُصحفِ فاطِمة الزهراء..كما يقولُ إمامُنا الصادق في حديثِهِ عن مُصحَفِ فاطِمة:
(وفيه ما يحتاجُ الناسُ إِلينا ولا نحتاجُ إِلى أحدٍ حتّى فيه الجَلْدةُ ونِصْفُ الجَلْدَة ورُبع الجَلدَة -ما يرتبطُ بالحدود والتعزيرات-
وأرْشُ الخَدْش-أي فيه دِيّةُ ما يُصاب به الشخص مِن أذى حتّى لو كان خَدْشاً-)
[الكافي: ج1]

فما ذُكِرَ مِن وصفٍ لمُصحفِ فاطِمةَ ورد نفسُ مضمونِهِ للكتابُ الّذي أُعطِيَ لفاطِمةَ الكُبرى العليلةِ بنت الحُسين..وهذا يكشِف عن أهميّةِ هذا الكتاب ويكشِف عن المقامِ الرفيع لِفاطِمةَ العليلة (الّتي هي أشبهُ بناتِ الحسين بالصِدّيقةِ الكبرى كما يقول سيّدُ الشهداء للحسن المُثنّى ابنِ إمامِنا المُجتبى حين أتى عمّهُ الحسين يخطِبُ إحدى ابنتيهِ، قال له سيّدُ الشهداء:
(إنّي قد اخترتُ لكَ ابنتي فاطِمة، فهي أكثرُهما شبَهاً بفاطِمة أُمّي بنتِ رسُولِ الله)
[البحار: ج44]

فأيُّ منزلةٍ لِفاطمةَ العليلة؟
هذه شبيهةُ الزهراء بتقييمِ الحُسين
إنّها المُؤتمنةُ على مورايثِ النُبوّةِ ودلائلِ الإمامة

تتمّة الموضوع على
#الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/1DzjM649Ut/
#الثقافة_الزهرائية




وقفة عند انكسارِ قُلوبِ أهلِ البيتِ وانكسارِ عالمِ التكوين إذا هلَّ هلالُ المُحرّم!💔
:
❂ يقولُ إمامُنا الرضا"صلواتُ اللهِ عليه":
(كان أبي إذا دخل شهرُ المُحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبةُ تغلبُ عليه، حتّى يمضي مِنه عشرةُ أيّام، فإذا كان يومُ العاشرِ كان ذلك اليومُ يومَ مُصيبتِهِ وحُزنِهِ وبكائه، ويقول: هو اليومُ الّذي قُتِلَ فيه الحسين)
[العوالم]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
هذه العباراتُ المُؤلمة لإمامِنا الرضا تُشيرُ إلى انكسارِ قلوبِ أهلِ البيتِ على الحسين لاسيّما في أيّامِ عاشوراء،
هذه الأيّامُ الّتي ما صارت لها هذه الخُصوصيّةُ إلّا بسببِ هذا الإنكسارِ الّذي حدث في قُلوبِ أهلِ البيتِ وفي قُلوبِ شيعتِهم في هذه الأيّام،
كما يُشيرُ لذلك إمامُنا الصادق، إذ يقول:
(إذا هلَّ هلالُ المُحرّمِ نشرت الملائكةُ ثوبَ الحسين وهو مُخرَّقٌ مِن ضربِ السيوفِ ومُلطّخٌ بالدِماء، فنراهُ نحنُ وشيعتُنا بالبصيرةِ لا بالبَصَر فتنفجرُ دُموعُنا)
[ثمرات الأعواد]

أيضاً يُشيرُ لهذا الانكسارِ الّذي عمَّ قلوبَ أهلِ البيتِ أبو عمارةَ المُنشِد-أحدُ أصحابِ إمامِنا الصادق- إذ يقول:
(ما ذُكِر الحسينُ بن عليٍّ عند أبي عبداللهِ الصادق في يومٍ قطُّ فرُئيَ أبو عبداللهِ مُتبسّماً في ذلك اليوم إلى الّليل! وكان أبو عبداللهِ يقول: الحسينُ عَبرةُ كلِّ مُؤمن)
[العوالم]

فقلوبُ الخلْقِ طُرّاً انكسرت وتأثّرت لِما جرى على الحسين، لاسيّما قلوبُ الشيعةِ على نحو الخُصوص،
ولكنّ الانكسارَ الأعظمَ والأشدَّ والأعزَّ هو إنكسارُ قلوبِ أئمّتِنا الأطهار..لاسيّما قلبُ إمامِ زمانِنا الّذي هو مُستودعُ الأحزان ومَجمعُ الرزايا والّلوعات!
فكلُّ ثانيةٍ تمرُّ على قلبِ إمامِ زمانِنا هي مأتمُ لوعةٍ وزفرةٍ ونشيجٍ وحسرةٍ وتأسُّفٍ ودموعٍ حمراء على سيّدِ الشهداء، كما نقرأ في زيارةِ الناحيةِ المقدّسة -الّتي يزورُ بها إمامُ زمانِنا جدّهُ الحسين-
إذ يقولُ إمامُنا في هذه الزيارة مُخاطِباً جدّهُ الحسين:
(فلئن أخّرتني الدُهورُ وعاقني عن نصرك المَقدورُ ولم أكن لِمن حاربك مُحارباً ولِمَن نصَبَ لك العداوةَ مُناصباً فلأندُبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينَّ لك بدلَ الدُموع دَماً حسرةً عليك وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهُّفاً حتّى أموتَ بلوعةِ المُصابِ وغُصّةِ الاكتئاب)

فهذا الإنكسارُ الّذي حدَثَ في قُلوبِ أهلِ البيتِ ولاتزالُ جمرتُهُ تستعِرُ في قُلوبِهم وفي قلبِ إمامِ زمانِنا إلى يومِنا هذا..هو الّذي يجعلُ لهذا المقطعِ الزماني مِن حياةِ الوجود خُصوصيّةً

فالّذي ينكسِرُ قلبُهُ في هذه الأيّامِ انكساراً يُؤاسي ويُوافقُ انكسارَ قلبِ إمامِ زمانِنا..فإنّما وافق في ذلك قلبَ اللهِ تعالى..لأنّ الإمامَ المعصوم هو قلبُ اللهِ الواعي كما يقولُ إمامُنا الصادق وهو يتحدّثُ عن مقاماتِ أهلِ البيتِ الغَيبيّة العليّة، يقول:
(نحنُ حُجّةُ اللهِ في عبادهِ وشُهداؤهُ على خَلْقِهِ وأُمناؤهُ على وحيهِ وخُزّانُهُ على عِلْمِهِ ووجهُهُ الّذي يُؤتى مِنهُ وعينُهُ في بريّتِهِ ولسانُهُ الناطِقُ وقلبُهُ الواعي وبابُهُ الّذي يدلُّ عليه)

وكما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (أنا قلبُ اللهِ الواعي ولسانُ اللهِ الناطِق، وعينُ اللهِ الناظرة)
[توحيد الصدوق]

فالانكسارُ الّذي حدث في أيّامِ عاشوراء هو الّذي يُكسِبُ هذه الأيّامَ خُصوصيّةً عن غيرِها،
وهذا الانكسارُ وهذه المُصيبةُ الّتي تأثّرَ لها الوجودُ يتّضحُ معناها في هذه العبائرِ مِن زيارةِ عاشوراء حين تقول:
(يا أبا عبدالله، لقد عظُمَت الرزيّةُ وجلّت وعظُمَت المُصيبةُ بك علينا وعلى جميعِ أهلِ الإسلام، وجلّت وعظُمَت مُصيبتُك في السماواتِ على جميعِ أهلِ السماوات)

فهذه المُصيبةُ الّتي عَظُمت في السماواتِ وفي الأرضِ وعَظُمت على جميعِ أهلِ الإسلام..إنّما عَظُمت على جميعِ الكائناتِ بعد أن عظُمت على إمامِ زمانِنا،
لأنّ إمامَ زمانِنا حُجّةٌ مُطلقةٌ كاملةٌ على أهلِ الأرضِ والسماء..ولذا فإنّ المُصيبةَ الكبيرةَ والرزيّةَ العظيمةَ إذا نزلت لابُدَّ أن تكونَ قد حلّت بساحتِهِ أوّلاً ونحنُ تَبَعاً لذلك،
فهذه المُصيبةُ الّتي عظُمت في السماءِ وفي الأرض وعَظُمت على جميعِ الخلائق إنّما عظُمت في ساحةِ إمامِ زمانِنا أوّلاً وبعد ذلك عَظُمت على المحجوجين به باعتبارِهِ الحُجّةَ البالغةَ على الخلائقِ أجمعين

ولذا..في مثلِ هذه الأيّامِ الّتي تحمِلُ هذه الخُصوصيّةَ عند أهلِ البيت..فلنجعل مِن قُلوبنا -ولو افتعالاً هكذا- تعيشُ الانكسارَ لِلَوعةِ إمامِ زمانِنا على جدّهِ الحسين

الّذي لم يتمكّنُ مِن البكاءِ فليتباكى، فالرواياتُ الشريفةُ كما مدحت البكاءَ مدحت التباكي أيضاً،
وكما مدحت الانكسارَ فهي على نفسِ هذه الوتيرةِ تمدحُ افتعالَ الانكسار،
كلُّ ذلك كي تكونَ هذه القلوبُ مُوافِقةً ومُواطئةً لقلبِ إِمامِ زمانِنا،
وإلّا فشيعةُ أهلِ البيتِ المُخلصين أحزانُهُم هي هي أحزانُ أئمّتِهم
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture








إخبارُ نبيِّنا الأعظمِ سيّدَ الشُهداءِ بمقتلِهِ ومقتلِ أصحابِهِ وما يجري عليهم
:
قال سيّدُ الشُهداء "صلواتُ اللهِ عليه" لأصحابِهِ قبل أن يُقتَل:
(إنَّ رسولَ اللهِ "صلّى اللهُ عليه وآلِهِ" قال لي: يا بُني، إنّكَ ستُساقُ إلى العراق، وهي أرضٌ قد التقى بها النبيُّونَ وأوصياءُ النبيِّين، وهي أرضٌ تُدعى عَمُورة، وإنّك تُستشهَدُ بها، ويُستشَهدُ معك جماعةٌ مِن أصحابِك لا يَجِدونَ أَلَمَ مَسِّ الحديد، وتلا: {قُلنا يا نارُ كُوني بَرْداً وسلاماً على إبراهيم} يكونُ الحربُ برداً وسلاماً عليكَ وعليهِم..)
:
سلامٌ عليكَ أبا عبدالله..
يا دَماً فوّاراً ظلَّ يفــور..
ويا نشيجَ الحقِّ عِبرَ العُصُور..
عند أعتابِكَ وقفتُ أُلملِمُ آثارَ جراحٍ بين البابِ والجدار..!
منذُ السقيفةِ والوجعُ الحُسينيُّ حرارتُهُ لاهبة..!
بركانُ حُزنِهِ في كُلِّ وقتٍ يثور..
يا وجعاً مَوّاراً في العقلِ وفي القلبِ للآن يمور..
ويا دَماً فوّاراً ليومِ الثأرِ يفور.. يا حُســين

بقيّةَ الله:
كيف تنسى مِن حُسينِ اللهِ رأساً.. حَزَّهُ الشِمرُ الّلعين..
كيف تنسى رأسَهُ الوضّاءُ يُهدى.. برماحٍ للبغايا الأرذلين..
كيف تنسى يا لَثَارِ اللهِ أُختاً.. دَهرُها في الطُهْرِ والسِترِ المَصون..
أبرزوها كسبايا التُركِ والديلمِ.. لا سِتْرٌ ولا راعٍ أمين..
كيف تنسى فَزَعَ الأطفالِ مِن ليلٍ ومِن نارٍ ومِن وغْدٍ هجين..
كيف تنسى شهقةَ الزهراءِ يابن الأكرمين..
كيف تنسى دفعةَ البابِ المَشين..
كيف تنسى وقعةَ السِقْطِ الجنين..
كيف تنسى نارَهُم في الدارِ والكرّارُ في القيدِ كما ليثِ العرين ..
لستَ تنسى .. لستَ تنسى ..
إنّما نقرأُ أحزانَكِ في تِيكَ العُيون ..
لستَ تنسى.. شهقةَ الزهراءِ يا ثاراً ويا ناراً ويا نُوراً مُبين..

الّلهُمَّ يا ربَّ الحُسين.. بحقِّ الحُسين.. اشفِ صدْرَ الحُسين.. بِظُهُورِ الحُجَّةِ "عليهِ السلام"
-------------------------
عظّمَ اللهُ لكُم الأجرَ أيُّها الحُسيّنيّونَ المَهدويّونَ بهلالِ عاشوراء، هلالِ مَوسمِ الرزايا والمَصائبِ والأحزان..
➖➖➖➖➖➖
قناة #الثقافة_الزهرائية على التلغرام
🆔 t.me/zahraa_culture





20 last posts shown.