في أحد المرات، كنت محاضر في اسطنبول في قاعة ضخمة وعدد الحضور كبير، وفتحنا باب الأسئلة بعدما انهيت محاضرتي، فطالب مسك الميكروفون وقال فيما معناه، كل اللي انت بتقوله يادكتور عن التعليم والمثابرة والحرص على تنمية المهارات، ضرب من الخيال، الواسطة هي الكل في الكل والحصان الرابح، معاك واسطة هتكبر وتوصل، ممعكش خلاص!!
فطبعاً، أمسكت الميكروفون وشكرته وأشدت بسؤاله أمام الحضور وقلت له سأروي لك قصتي التي عشتها انا وزملاء دراستي اللي اتخرجوا من نفس دفعتي وكان معاهم واسطة واتعينوا في أفضل المؤسسات وقتها، هذا الكلام في الفترة مابين 2002 لحد 2006!!
لا أنكر انى بعد التخرج كنت منتظر واسطة او حد يوظفني في مكان محترم والسلام، كنت مخنوق وغيور من اصحابي اللي اشتغلوا بسرعة البرق، كنت عامل مثل الطفل اللي مستني واحد ياخده من ايده يشغله وأخدت بالأسباب وكلمت ناس كتير تساعد لكن دون جدوى!!
كان عندي شعور بالإستحقاق غريب، لمجرد اني جايب امتياز، واللي اتعينوا دول كنت بشرح لهم وكانوا بيذاكروا من مذكراتي.. ومنهم من رسب وتأخر دراسياً وتخرج بعدي.. كنت واقف بتفرج، اهلهم عينوهم في شركات بترول وأكاديميات شرطة وحربية ومرتبات ضخمة، وانا ساعتها تحت المزراب، شغال عامل في مصنع فلتس للبويات بالعاشر من رمضان!! عايزك تتخيل اللي جايب امتياز وله ترتيب على الدفعة، بيتقاضى جنيه في الساعة، وزميله اللي اقل منه في التقدير، شغال في شركة بترول وبيقبض بالدولار!!
قلت له سبحان الله العظيم دارت الأيام، وانا بكلمك بعد قرابة 20 سنة، وانا معايا دكتوراه من المانيا، وبشتغل في جامعة من أفضل جامعات التكنولوجيا عالميا والحمد لله، قلت له لينا أصحاب دفعة كتير حصلوا على الدكتوراه من اماكن مرموقة عالميا، منهم الأستاذ بالجامعة الأمريكية ومنهم اللي أسسوا شركات ومصانع من الصفر، منهم حالياً اللي يقدر يعيّن 1000 من عيّنة اللي اشتغل بالواسطة.. الناس دي دخلت منافسات شريفة وعادلة في مجتمع مفتوح ودولي، فتألموا فتعلموا فأخفقوا وسقطوا فتعلموا فقاموا فخسروا ثم كسبوا فنجحوا فتميزوا فأبدعوا!! انا بتكلم عن صحابي وزملاء دفعتي اللي بتواصل معهم حاليا وبقابلهم!!
اما الناس اللي اشتغلت بالواسطة، معظمهم الآن يتباكى على الحلول السهلة اللي قبلوا بيها واللي جت لهم على طبق من ذهب بدون بهدلة ولا مرمطة ولا رحلة معافرة، بيبكوا على عمرهم اللي ضاع هدر أمام عنيهم في رحلة لا تعبر عنهم وتم اختيارهم ليها، للأسف ما تورطوش في شغل يبني مهاراتهم، التراب اتراكم عليهم!!
الحلول السهلة ومنطقة الراحة، هي أكتر المناطق المفخخة والخادعة، لو في يوم استخدمتها، أرجوك انفض الغبار واصنع رحلتك بدراعك واستعن بالله، حتى لا تندم وتتباكى على ما فاتك.
فيه حلقة بودكاست عالمية بتتكلم ازاي ان 90% من حياتك، حضرتك اللي متحكم فيه.. هذا هو الرابط
https://youtu.be/M-l6QlnTJo8?si=ZECX71PKbVHfailC
شاهدوها وهتغير فكركم بخصوص الحظ والظروف❤️
فطبعاً، أمسكت الميكروفون وشكرته وأشدت بسؤاله أمام الحضور وقلت له سأروي لك قصتي التي عشتها انا وزملاء دراستي اللي اتخرجوا من نفس دفعتي وكان معاهم واسطة واتعينوا في أفضل المؤسسات وقتها، هذا الكلام في الفترة مابين 2002 لحد 2006!!
لا أنكر انى بعد التخرج كنت منتظر واسطة او حد يوظفني في مكان محترم والسلام، كنت مخنوق وغيور من اصحابي اللي اشتغلوا بسرعة البرق، كنت عامل مثل الطفل اللي مستني واحد ياخده من ايده يشغله وأخدت بالأسباب وكلمت ناس كتير تساعد لكن دون جدوى!!
كان عندي شعور بالإستحقاق غريب، لمجرد اني جايب امتياز، واللي اتعينوا دول كنت بشرح لهم وكانوا بيذاكروا من مذكراتي.. ومنهم من رسب وتأخر دراسياً وتخرج بعدي.. كنت واقف بتفرج، اهلهم عينوهم في شركات بترول وأكاديميات شرطة وحربية ومرتبات ضخمة، وانا ساعتها تحت المزراب، شغال عامل في مصنع فلتس للبويات بالعاشر من رمضان!! عايزك تتخيل اللي جايب امتياز وله ترتيب على الدفعة، بيتقاضى جنيه في الساعة، وزميله اللي اقل منه في التقدير، شغال في شركة بترول وبيقبض بالدولار!!
قلت له سبحان الله العظيم دارت الأيام، وانا بكلمك بعد قرابة 20 سنة، وانا معايا دكتوراه من المانيا، وبشتغل في جامعة من أفضل جامعات التكنولوجيا عالميا والحمد لله، قلت له لينا أصحاب دفعة كتير حصلوا على الدكتوراه من اماكن مرموقة عالميا، منهم الأستاذ بالجامعة الأمريكية ومنهم اللي أسسوا شركات ومصانع من الصفر، منهم حالياً اللي يقدر يعيّن 1000 من عيّنة اللي اشتغل بالواسطة.. الناس دي دخلت منافسات شريفة وعادلة في مجتمع مفتوح ودولي، فتألموا فتعلموا فأخفقوا وسقطوا فتعلموا فقاموا فخسروا ثم كسبوا فنجحوا فتميزوا فأبدعوا!! انا بتكلم عن صحابي وزملاء دفعتي اللي بتواصل معهم حاليا وبقابلهم!!
اما الناس اللي اشتغلت بالواسطة، معظمهم الآن يتباكى على الحلول السهلة اللي قبلوا بيها واللي جت لهم على طبق من ذهب بدون بهدلة ولا مرمطة ولا رحلة معافرة، بيبكوا على عمرهم اللي ضاع هدر أمام عنيهم في رحلة لا تعبر عنهم وتم اختيارهم ليها، للأسف ما تورطوش في شغل يبني مهاراتهم، التراب اتراكم عليهم!!
الحلول السهلة ومنطقة الراحة، هي أكتر المناطق المفخخة والخادعة، لو في يوم استخدمتها، أرجوك انفض الغبار واصنع رحلتك بدراعك واستعن بالله، حتى لا تندم وتتباكى على ما فاتك.
فيه حلقة بودكاست عالمية بتتكلم ازاي ان 90% من حياتك، حضرتك اللي متحكم فيه.. هذا هو الرابط
https://youtu.be/M-l6QlnTJo8?si=ZECX71PKbVHfailC
شاهدوها وهتغير فكركم بخصوص الحظ والظروف❤️