❤️
لطيفةٌ:
الحمدُ للهِ وحدَه؛
في قولِه تَعالىٰ: "
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ"
لم يفصلْ ربُّ العالمينَ بين الجُملتين بحرفِ الجرِّ (واو) فلم يقلْ أذلةٍ علىٰ المؤمنين و أعزةٍ علىٰ الكافِرين.
ذلكَ لأن الفصلَ بالواو يُوحِي أنهما قسمانٌ قسمٌ أذلةٌ وقسمٌ أعزةٌ لكنّهم قسمٌ واحدٌ فيهم الخصلتان الرحمةُ علىٰ المؤمنينَ والشِّدةُ علىٰ الكافرينَ.
وهناكَ كذلكَ استخدامٌ بديعٌ جِدًا لحرفِ الجرِّ (علىٰ) إذ أنَّه- سبحانَه- لم يقلْ: " أذلةٍ للمؤمنين "
ذلكَ لأنَّ ذُلَهم ذلُ تواضعٍ ولينِ جانبٍ وليس ذُلَ مهانةٍ وتقليلِ شأنٍ، وهذا الحرفُ- علىٰ- قد ضمّن كلمةَ أذِلةٍ معنىٰ الشَّفقةِ والحُنوِّ والعطفِ، كما أنَّه- علىٰ- حرفُ استعلاءٍ فهم في ذُلّهم للمؤمنينَ في علوٍّ وشرَفْ، وهمْ في غلظتِهم وعزّتهم علىٰ الكافرينَ في علوٍّ وشرفٍ فهما في كلتا الحالتَين في علوٍّ وشرَفٍ..!
_ قلتُ:
عجائبُ القرآنِ لا تقفُ عند الإعجاز اللغوي أو غيرِه نحنُ أحوجُ ما يكون إلا إعادةِ التموضع أمامَ هذا القرآنِ العظيمِ كلامِ ربّ العالمين،وإن القلب يعتلّ حين يهجرُه ، اعتلالًا تزيدُه الغفلةُ وفتنُ الحياة، نسألُ ربَّنا السلامة، فالحمدُ للهِ الذي أنزلَ على عبدِه الكتابَ.!
| https://t.me/moltqaahlalhadith