(ما أسلمت معارفنا إلا على يد ابن تيميَّة)
أبو عبدالله محمد بن قوام رحمه الله
رحم الله أبا العباس ابن تيمية فإنَّ من أجلّ مناحي تجديده= عدم ارتهانه للأطر الوضعية والقوالب الصناعية المجافية للحقيقة -بحسب ما أداه إليه اجتهاده- وتجديده لتلك العلوم والمعارف ببنائها على قواعد إبراهيم، أي على أسسها الفِطرية..
وما كان ليتم له ذلك-بعد توفيق الله له- إلا بممارسته النقد المنهجي الذي يزدوج فيه البناء والتفكيك، فلم يكن نقده تقويضيا يقوم على الهدم لذات الهدم ،أو جدليًا يروم فيه كسر الخصم وإلزامه؛ لإعلاء مذهبه، وإنما كان نقده لتلك الأُطُر التي ترسّخت مع الزمن في التقليد العلمي= نقدًا تحقيقيًا منهجيًا-في الغالب-، توسّل فيه بأدوات طبيعية تتناغم مع طبائع تلك العلوم التي جدّد فيها.
ومع ما عُرف عنه من حدة الذكاء= فلم يكن ذلك حاملا له على الاستغناء بمواهبه عن واهبها تبارك و تعالى، ولا على تجاوز ما كتبه الأسلاف بالنظر فيه و الانتفاع منه..
وكذا لم تكن "سعة اطلاعه" دافعة له على اجترار ما كتبه غيره، وإنما كانت حافزةً له على استثمار تلك المواد التي بين يديه، ليعيد إنتاجها وَفْقًا لرؤيته الشرعية.
الشيخ د. عيسى بن محسن النُّعمي
https://t.me/o_alshair/1015
أبو عبدالله محمد بن قوام رحمه الله
رحم الله أبا العباس ابن تيمية فإنَّ من أجلّ مناحي تجديده= عدم ارتهانه للأطر الوضعية والقوالب الصناعية المجافية للحقيقة -بحسب ما أداه إليه اجتهاده- وتجديده لتلك العلوم والمعارف ببنائها على قواعد إبراهيم، أي على أسسها الفِطرية..
وما كان ليتم له ذلك-بعد توفيق الله له- إلا بممارسته النقد المنهجي الذي يزدوج فيه البناء والتفكيك، فلم يكن نقده تقويضيا يقوم على الهدم لذات الهدم ،أو جدليًا يروم فيه كسر الخصم وإلزامه؛ لإعلاء مذهبه، وإنما كان نقده لتلك الأُطُر التي ترسّخت مع الزمن في التقليد العلمي= نقدًا تحقيقيًا منهجيًا-في الغالب-، توسّل فيه بأدوات طبيعية تتناغم مع طبائع تلك العلوم التي جدّد فيها.
ومع ما عُرف عنه من حدة الذكاء= فلم يكن ذلك حاملا له على الاستغناء بمواهبه عن واهبها تبارك و تعالى، ولا على تجاوز ما كتبه الأسلاف بالنظر فيه و الانتفاع منه..
وكذا لم تكن "سعة اطلاعه" دافعة له على اجترار ما كتبه غيره، وإنما كانت حافزةً له على استثمار تلك المواد التي بين يديه، ليعيد إنتاجها وَفْقًا لرؤيته الشرعية.
الشيخ د. عيسى بن محسن النُّعمي
https://t.me/o_alshair/1015