منذ فترة، كلما مررت بهذه الآية: “قل لو شاء الله ما تلوته عليكم”، يستوقفني هذا الاحتمال المهيب: ماذا لو غاب القرآن؟
أحاول أن أتصور هذا المشهد، فأجده مظلمًا، موحشًا، فارغًا من المعنى. كيف كانت ستبدو الحياة لو لم يُنزّل هذا الوحي؟ كيف كنت سأعرف من أنا، ولماذا خُلقت، وإلى أين أمضي؟ كيف كنت سأقف بين يدي الله، ولا أعرف كيف أناديه، وكيف أبكي له، وكيف أرجوه؟ كيف كنت سأجتاز مواسم الحياة الثقيلة دون أن تسندني آية، أو تهدأ روحي بسكينة الذكر.
لو شاء الله، لما تنعّمنا بآياتٍ تمسح عنّا الخوف، وتغرس الطمأنينة، لما وجدنا في صلواتنا ما يربطنا به، لما عرفنا كيف ندعوه، ولا بأي الكلمات نبثّ له أحزاننا، ولا كيف نرجوه حين تشتد الخطوب.
لو شاء الله، لما علمنا من نحن، ولا لماذا خلقنا، ولا إلى أين نمضي، ولظلّت قلوبنا حيرى، تتخبط بين الظنون، ولا تجد إلى اليقين سبيلًا.
لو شاء الله، لما ترددت في المساجد آياته، ولا رقّت بها قلوب العابدين في سجودهم، ولا استأنست بها الأرواح في وحدتها، ولا بكى بها المذنبون في ظلمات الليل.
لكنّ الله شاء، فأكرمنا بهذا الكتاب، وجعله رحمةً نعيش بها، ونورًا نهتدي به، وسراجًا لا تنطفئ أنواره ما دامت الحياة، فطوبى لمن وعى هذه النعمة، واستمسك بها كما يستمسك الغريق بحبل النجاة، وسقى قلبه منها حتى لا يبقى فيه ظمأ، وملأ بها روحه حتى لا يبقى فيها فراغ.
أحاول أن أتصور هذا المشهد، فأجده مظلمًا، موحشًا، فارغًا من المعنى. كيف كانت ستبدو الحياة لو لم يُنزّل هذا الوحي؟ كيف كنت سأعرف من أنا، ولماذا خُلقت، وإلى أين أمضي؟ كيف كنت سأقف بين يدي الله، ولا أعرف كيف أناديه، وكيف أبكي له، وكيف أرجوه؟ كيف كنت سأجتاز مواسم الحياة الثقيلة دون أن تسندني آية، أو تهدأ روحي بسكينة الذكر.
لو شاء الله، لما تنعّمنا بآياتٍ تمسح عنّا الخوف، وتغرس الطمأنينة، لما وجدنا في صلواتنا ما يربطنا به، لما عرفنا كيف ندعوه، ولا بأي الكلمات نبثّ له أحزاننا، ولا كيف نرجوه حين تشتد الخطوب.
لو شاء الله، لما علمنا من نحن، ولا لماذا خلقنا، ولا إلى أين نمضي، ولظلّت قلوبنا حيرى، تتخبط بين الظنون، ولا تجد إلى اليقين سبيلًا.
لو شاء الله، لما ترددت في المساجد آياته، ولا رقّت بها قلوب العابدين في سجودهم، ولا استأنست بها الأرواح في وحدتها، ولا بكى بها المذنبون في ظلمات الليل.
لكنّ الله شاء، فأكرمنا بهذا الكتاب، وجعله رحمةً نعيش بها، ونورًا نهتدي به، وسراجًا لا تنطفئ أنواره ما دامت الحياة، فطوبى لمن وعى هذه النعمة، واستمسك بها كما يستمسك الغريق بحبل النجاة، وسقى قلبه منها حتى لا يبقى فيه ظمأ، وملأ بها روحه حتى لا يبقى فيها فراغ.