مرحباً، كيف حالك اليوم، أو غداً أو البارحة، كن بخير، ليس من أجلي، بل من أجل رسائلي السَابقة، الرسائل التي لم ولن تقرأها، هذه ربما ستكون آخر رسالة أرسلها للريح، رسالة تختفي في الهواء كدُخان سيجارة بيد رجل قُتل للتو، لم تخرج رائحة جثتي بَعد، ما زلتُ أقاوم الفَناء، سأتوقف عن كِتابة الرسائل إليك لأنني فقدت الأمل والمَعنى،لا جدوى من كتابة الرسائل، لأنني ابدو كجندي يكتب رسائلاً لزوجته التي لا يَعلم بأنها مَيتة، إنك ميت بالفِعل، ميت من الداخل، وموتك هذا يحاول قَتلي، يطاردني بمُنشار، وإنني ورغم كآبتي أحب حياتي ، أحب مَعركتي هذه، و أعتقد في النهاية بأني سأهرب، أهرب منك و مني، أهرب من الموسيقى التي تَزفك في رأسي راقصة كأفعى تَفح، أهرب لأن معركتي خاسرة و لأني مَهزوم و جيشي خائن ، و لأنك مؤامرة لذيذة ، و موعدك كَمين و فخ و مَكيدة ، اهرب لأن لقائك صَفقة خاسرة، أهرب من ذاكرتي، أشعر بأنني مُحاصر بك، يخرج وجهك من كل الأماكن، من النافذة، من عُلبة السجائر، من المكتبة، من بؤبؤ عَيني، يلاحقني، من الآن لن أتكبد عناء التَسلق، والركض خَلفك، من الآن سأكتفي بالهرب، والاختباء، اختبئ كمارد لن يخرج أبداً، لأن سِندباد مات•